تعقد وزارة الأوقاف، مؤتمرا تحضيريا فى الحادية عشرة من صباح اليوم السبت للإعلان عن تفاصيل مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لها، رقم 30، والمقام بفندق بالقاهرة، منتصف الشهر الجارى على مدى يومين، ويسبقه مؤتمر تحضيرى لإعلان التفاصيل.
ويعقد المؤتمر منتصف الشهر الجارى تحت عنوان "فقه بناء الدول ... رؤية فقهية عصرية"، برعاية رئاسة الجمهورية، وافتتاح رئيس الوزراء بحضوره أو الإنابة، ورئاسة وزارة الأوقاف وأمانة الدكتور أحمد عجيبة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ويتضمن برنامج العمل، جلسات يومى 15 و16، وبرنامج زيارات للمزارات الدينية والسياحية وجوله بنهر النيل، وعشاء عمل بالفندق، وترتيب زيارات للمؤسسات الدينية، ولقاءات مع الضيوف لترتيب التعاون المشترك.
وأنهت وزارة الأوقاف استعداداتها لعقد المؤتمر الـ30 الدولى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأوقاف، بمشاركة وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية ورجال الإفتاء وممثلى الجاليات الإسلامية وأساتذة الجامعات والخبراء والمختصين فى العديد من الدول العربية والإسلامية والإفريقية والأوروبية.
وأكدت 90 شخصية عامة حضور المؤتمر، كما أكدت الأوقاف أنها مازالت تتلقى موافقات، ويتقدم الحضور 30 وزيرا ومفتيا أبرزهم من دول: فرنسا والمنيا وسويسرا وعدد من دول الاتحاد الاوربى وبلغاريا ووعدد من دول إفريقيا والكونغو وإندونيسيا وفلسطين وأستراليا والمالديف ولبنان وكينا وتشاد والسعودية والكويت وعمان واليمن والإمارات وجنوب السودان موزمبيق وبورندى والكاميرون وجزر القمر وجوبوتى وزامبيا والكونجو والصين والسودان.
وقال الدكتور محمد محمود أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المؤتمر يعبر عن استراتيجية الدولة فى مواجهة التطرف ومواجهة الجماعات المتاجرة بالدين والتى تستهدف الدول المركزية فى الإسلام وعلى رأسها مصر، مضيفا أن ما يقارب من 60 دولة جرى التواصل معها لحضور المؤتمر.
بينما قال الدكتور محمد البشارى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وأمين عام المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة، إن المجتمعات المسلمة مازالت بحاجة إلى هذا الدعم وهذه المؤتمرات لبيان موقف الإسلام من بناء الدول وخاصة المسلمين فى الخارج، حيث تعمل الجماعات المتطرفة على زعزعة الاستقرار وإيجاد معركة بين الدين والدولة لتجد مخرجا لها فى التواجد.
وأضاف البشارى، لـ"اليوم السابع"، أن دول الوسطية وخاصة مصر والإمارات والسعودية تواجه حروبًا للإضرار ببنيتها ورموزها، حيث يواجهون عملية تشويه متعمد كونهم يعبرون عن الإسلام الوسطى ويدافعون عن الدولة ومجتمعاتهم الآمنة فى مواجهة جماعات متطرفة تريد استبدال الدولة بالتنظيمات المتطرفة.
وقال البشارى، إنّه من الضروري تأصيل الفقه وتذليل الصعاب بين الممارسة الدينية وقوانين بلدان المجتمعات المسلمة في الغرب، داعيا إلى الالتزام بخطاب إسلامي وسطي معتدل "يحترم سيادة الدول، ويعزز قيم المواطنة والمشاركة والتوادّ والتعاون والتراحم، واجتناب ما يثير نوازع الفتنة والفرقة بين المسلمين أنفسهم وبين غيرهم".
وأضاف رئيس "الفيدرالية العامة للمسلمين في فرنسا"، أنّ علينا العناية بالفقه الذي يؤصّل للعدالة الاجتماعية، و"مراجعة كل ما يحرض على الصدام مع الآخر، ونقد التراث الفكري القديم الذي يجعل هذه العلاقة علاقة حرب وجزية".
و قال رئيس الوفد الموريتانى الدكتور أحمد النحوى، رئيس المنتدى المغاربى للصداقة والتعاون: إن مصر تعد أبرز الدول الداعية للسلام ضمن التحالف العربى الرافض للعنف، حيث يسعون جميعا لدعم الإنسانية للتعايش وتعزيز الوسطية ونشر ثقافة السلم، مؤكدا حضوره وتلبية الدعوة.
وأضاف النحوى، لـ"اليوم السابع"، قائلا: دعونى أسجل موقفى، وأؤكد الرفض التام لثقافة العنف، ومخططات ضرب الدول، فى محاولات لاستبدالها بقوميات ومذهبيات وجماعات لا تعايش معها، حيث نعيش آمينين حتى تخرج هذه المخططات إلى النور مستهدفة مصالح ضيقة على حساب الإنسان، مؤكدا أن مساعى المؤسسات الدولية، وأبرزها: الأزهر، والأوقاف المصرية، ورابطة العالم الإسلامى، والمجلس العالمى للمجتمعات المسلمية، و منتدى تعزيز السلم هى مساع حميدة لحماية الإنسان وسعادته، ونؤيد كل هذه المساعى بقوة وننشرها حول العالم ونشكر رعاتها، كما نشكر مصر الرائدة وكل بلدان السلام العربى.
ويلقى وزراء وممثلو دول السعودية والإمارات والكويت كلمات فى الافتتاح، كما يتحدث وزراء اليمن والعراق وعدد من الدول الإسلامية والعربية، ويناقش المؤتمر ثلاثة محاور أساسية من خلال أكثر من 40 بحثًا، إضافة إلى عقد ورش عمل حول موضوعاته المختلفة، والتى تؤكد ضرورة إيجاد وطن آمن ومستقر من أجل إقامة الدين.
ويتضمن المحور الأول الأحكام الفقهية المتعلقة ببناء الدول (رؤية عصرية) عناصر مفهوم الدولة وأركانها بين الماضى والحاضر، والتوازن الفقهى بين المسئوليات العامة والخاصة وأثره فى بناء الدول، والأحكام الفقية للمواطنة بين التأصيل والمعاصرة، وموقف الإسلام من نظم الحكم الحديثة والمعاصرة.
ويتضمن المحور الثانى لمؤتمر الأوقاف فقه الدول وفقه الجماعات، ومحاور ركائز فقه الدول والجماعات، وخطاب القطيعة مع الدولة لدى الجماعات المتطرفة، والتشوهات الفكرية فى بناء مفهوم الدولة لدى الجماعات، ومسارات الدولة والأمة فى التنظيم الدولى المعاصر وفق رؤية فقهية.
فيما يناقش المحور الثالث عوامل بناء الدول، ومختلف العوامل السياسية والثقافية والاقتصادية والدستوية والقانونية لبناء ونهضة الأمم.
ويحضر عدد من الوزراء والشخصيات البارزة بدولها، وعددها 30 وزير ومفتى، هم: الدكتور أحمد زاهر وزير الشئون الإسلامية المالديف، والدكتور أحمد زبين عطية وزير الأوقاف والإرشاد اليمن، و محمد هاشم عبد الحليم وزير البريد والشئون الدينية سيريلانكا، و نور الحق قادري وزير الشئون الدينية باكستان، و الدكتور عبد الله معتوق المعتوق الوزير السابق رئيس الهيئة الخيرية العالمية الإسلامية ومستشار بالديوان الأميرى ووزير الأوقاف الأسبق الكويت، و الدكتور محمود صدقى الهباش مستشار الرئيس للشئون الدينية وقاضي القضاة ووزير الأوقاف الأسبق فلسطين، و الدكتورة سميرة بن رجب المبعوث الخاص للديوان الملكي البحرينى و الدكتور عبد الله بن صالح العبيد رئيس رابطة مؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وزير التعليم السابق بالسعودية.
وبالنسبة للمفتـــيين ونوابهــم ورؤساء وأمناء المجامع الفقهية، يحضر الشيخ الدكتور محمد شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية، والشيخ ذو الكفلبن محمد البكري مفتي ماليزيا، و أسد الله موالي مفتي زامبيا، و الشيخ توماس ميشكيفتش مفتي بولندا ورئيس الاتحاد الإسلامي بولندا، و الشيخ سالم إبراهيم مختار مفتي إريتريا، والدكتور عزيز حسانوفيتش مفتي كورواتيا، الدكتور عبد السلام داود محمد العبادي أمين مجمع الفقه بجدة السعودية، و الشيخ عبد الرحيم محمد إبراهيم رئيس مجمع الفقه بالسودان، والشيخ إبراهيم خليل عوض الله نائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، و الشيخ برعلى مأمون برعلى، نيابة عن المفتى العام د. مصطفى حجى نائب المفتى العام بدار الإفتاء العام للمسلمين فى بلغاريا، ومصطفى سيرتش المفتي العام للبوسنة سابقًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة