تستعد محافظة الأقصر، لاستقبال وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اليوم الأحد، وذلك لافتتاح مقبرتين جديدتين لاثنين من كبار رجال الدولة بمنطقة ذراع أبو النجا بمحافظة الأقصر بعد ترميمهما، وذلك بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكى، كما سيتم افتتاح معرضاً لأعمال البعثة الأثرية بمنطقة العساسيف داخل متحف الأقصر، وعلى هامش المعرض سيتم عرض تابوت الملكة تاوسرت لأول مرة بعد نقله من وادى الملوك إلى متخف الأقصر.
وعن تفاصيل التابوت الخاص بالملكة "تاو سرت" والذى سيتم عرضه بمتحف الأقصر، يقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه قررت الوزارة عرض التابوت لآخر ملكات الأسرة 19 بمتحف الأقصر، وذلك بعد مرور أكثر من عقدين على اكتشافه وذلك بعد نقله من مكان اكتشافه بمقبرة الملك "باى" (KV13) بالبر الغربى بمدينة الأقصر والمغلقة أمام الزيارة، وهو التابوت الذى عثر عليه عالم الآثار الألمانى التن مولر داخل مقبرة الملك باى، والموجودة بالقرب من مقبرة الملكة تاوسرت، ويبلغ طول التابوت 280 سم وعرض 120 سم وارتفاع 150 سم ويزن ٦ طن.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية النقل تمت فى نهاية الشهر الجارى بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية ووسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار، وتحت إشراف فريق عمل من أثريى منطقة القرنة، الذين قاموا بعمل تقرير حالة للتابوت لإثبات حالة حفظه قبل عملية النقل، كما قام فريق آخر من المرممين بأعمال الترميم الأولى قبل التغليف والنقل.
فيما قال الدكتور فتحى ياسين مدير عام آثار القرنة إلى أن التابوت مصنوع من الجرانيت الوردى ومزين بمجموعة من الرسومات التى تصور الأربعة آلة الحامية وأبناء حورس الأربعة، بالإضافة إلى نقوش الدعوات والصلوات للمتوفى، وقد أعاد ابن الملك رمسيس الثالث، الأمير "منتوحرخبش-اف" استخدام التابوت الذى عثر عليه عالم الآثار الألمانى "التن مولر" داخل مقبرة الملك باى، والموجودة بالقرب من مقبرة الملكة تاوسرت، يبلغ طول التابوت 280 سم وعرض 120 سم وارتفاع 150 سم ويزن 6 أطنان.
وكان قد ذكر الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق فى كتاب "ملكات مصر"، أن "تاوسرت" هو اسم لآخر ملكات عصر الدولة الحديثة واسمها يعنى "القوية" وهى كانت ملكة فريدة فى حكمها، وبدأت حياتها كزوجه ملك الى جوار زوجها الملك سيتى الثانى ولقبت بالزوجة الملكية العظمى، ثم كانت وصيه على عرش ابنه ووريثه الملك الصبى "سيبتاح"، ثم انفردت بالحكم بعد موته حتى وصول الملك "ستنخت" للعرش وتأسيس الأسرة العشرين، كما كان لها علاقه مع الوزير والمستشار "باى" ساءت فى النهاية مما تسبب فى إعدامه بأمر من الملك "سيبتاح" فى العام الخامس من حكمه وقد حكمت منفرده أكثر من سنتين، وتزوجت الملكه (تاوسرت) مرة أخرى من أخ أكبر كان يعانى مرض قصر القدم، وتوج تحت إسم "سابتاح"، وبرغم من هذا التتويج فقد كانت "تاوسرت" هى التى بيدها السلطة الفعلية بمساعده أحد رجال الدولة الكبار الذى يسمى "باى" وكان يحمل لقب حامل الختم العظيم لكل البلاد، وقد أحاطت الملكة "باى" بتكريم كبير وسمحت له بأن يشيد لنفسه مقبرة فى وادى الملوك تحمل رقم 47 وهذا يدل على مكانته، وقد توفى سابتاح بعد أن حكم أكثر من 6 أعوام، ولا يٌعرف عن فترة حكمة شيئاً سوى أن الفوضى زادت بعد وفاته وأصبح حكام الأقاليم يتمتعون بسلطة مستقلة، وتزوجت بعد ذلك من الملك "سيتى الثاني" ويلاحظ فى مقبرته أن اسمه قد قشط وكتب من جديد، مما يدل على أن "تاوسرت" صاحبت السلطة الفعلية أرادت إبعاد إسم زوجها ولكن سرعان ما أبعدت هى عن السلطة وأعيد إسم سيتى الثاني، وإختفى أيضاً بعد حكم دام 5 سنوات وسقطت البلاد فى الفوضي.
أما عن المقابر الجديدة المقرر إفتتاح أعمال ترميمها واكتشافها أمام الجمهور يوم الأحد المقبل، فقد رجحت مصادر بمنطقة آثار مصر العليا أن تلك المقبرتين هى (TT286 و169TT) فى جبل ذراع أبو النجا بمنطقة القرنة، وهو الجبل الذى يعج بالمقابر الفرعونية حيث تعد "جبانة دراع أبو النجا" بحر تسبح أسفله مقابر المئات من قيادات وكبار رجال الدولة الفرعونية بداية من الأسرة 17، والتى تبعد أمتار قليلة من مقابر وادى الملوك والملكات بالبر الغربى بمحافظة الأقصر، والتى باحت بأسرار جديدة كانت أولها اكتشاف مقبرة مستشار مدينة طيبة "أوسرحات"، ومن بعدها إعلان كشف مقبرة "أمنمحات" صائغ الإله آمون، ثم مقبرة الكاتب لمقصورة التحنيط، ومقبرتين آخريين تعدان الأكبر فى العام الجاري.
وأضافت المصادر بمنطقة آثار الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن المقبرتين اللتين تم الإنتهاء من أعمال ترميم نقوشهما ورسومهما وكافة محتويات المقبرتين لفتحهما أمام الجمهور خلال الفترة المقبلة، وهى مقبرتى الكاتب "نياي" الذى يعد أحمد كبار الدولة بعصر الرعامسة، و"رع ريا" الكاهن الرابع للإله آمون، حيث تمت أعمال الترميمات وإظهار الألوان بمستوى مميز بأيادى رجال وزارة الآثار بالتعاون مع بعثة مركز البحوث الأمريكى، وتقدم المقبرتين تفاصيل مميزة وتاريخية من حياة كبار رجال الدولة والكتاب والكهنة فى العصور المصرية القديمة وذلك مع بدء إستقبالهما للجمهور بعد إعلان وزير الآثار الأحد المقبل الانتهاء من أعمال ترميمهما لخدمة حركة السياحة سنوياً بمقابر جديدة تفتح رسمياً للزيارة أمام الجمهور.
وخلال أعمال الترميم والتطوير للمقبرتين قام رجال الترميم المصريون ومعهد البحوث الأمريكية بالعمل فى ترميم وتقوية جدران وأسقف مقبرة الكاتب "نياى" وإظهار رسومها ونقوشها المتساقطة والتى تعرضت للضرر والسرقة خلال العصور المصرية القديمة، كما تم ترميم كافة جدران وأسقف مقبرة "رع يا" الخاصة بأحد كهنة الإله آمون والتى تضم نقوش ورسوم لطيور ومزار المقبرة من الخارج، حيث جاء ذلك ضمن مشروع وزارة الآثار لترميم مقابر منطقة ذراع أبو النجا وكافة كبار رجال الدولة القديمة التى شهدت أعمال تخريب وسرقات على مر العصور