زعيم الحزب الشيوعى الصينى أخذ على عاتقه تمدن الصين وتحويلها إلى أمة عصرية قوية، فبدأ بالعناية بالتعليم والتصنيع والصحة، وحول النظام الاقتصادى من رأسمالية إلى الاشتراكية، فبعد أن كانت الصين تقدس الآباء والأجداد منذ آلاف السنين أصبحت تقدس الوطن، هو ماو تسى تونغ.
ماو تسى تونغ، الذى تحل اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1976م، عن عمر ناهز 82 عاماً، كان واحداً من المؤسسين للحزب الشيوعى فى شنجهاى، وظل به حتى أصبح زعيمًا عام 1937م.
مشروع ماو لدى الصين اعتبره الغرب من أخطر المشاريع التى تبناها، حيث كان يرتكز على الصناعات الصغيرة فى الحقول والقرى فى الريف، وذلك من خلال إجبار الملايين من الفلاحين والعمال والمدنيين على العمل فى هذا البرنامج الصناعى بمعدل سريع لتحقيق نتائج كبيرة.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هل استطاع الشعب تحمل ذلك؟، الإجابة هى أن الشعب لم يستطع أن يواكب السرعة المطلوبة فانهار المشروع، مخلفاً خسائر ضخمة تخطتها الصين بعد سنتين وفى هذه الفترة العصيبة، وظل الشعب مواجهاً فقر بلا طعام وبملابس رثة، مما جعل ماو يستورد القمح من الدول الرأسمالية ليطعم شعبه.
كانت فلسفة ماو فى تأسيس الحزب هو أن يكون أنصار الحزب من العمال، متفقاً مع كارل ماركس، ولكن تغير تفكيره بعد أن تغيرت ظروف الصين، ونقل اعتماده على الفلاحين بدلا من عمال المدن، ليصبح كل تركيزه هو التنمية الزراعية.
كما ظل ماو يطور من مفهوم الشيوعية والتى أطلق عليها اسم "الماوية"، وكان مزيجا من شيوعية لينين وماركس، ثم عمل على التحالف مع الاتحاد السوفييتى، ومن ثمة الخروج إلى الجموع الصينية بالثورة الثقافية.
وبالفعل أشعل ماو الثورة الثقافية وبالتحديد فى 1966، هدفها سحق المعارضة، وعلى إثر ذلك أطلق ملايين الطلبة من المدارس العليا والجامعات ليخدموا كحرس حمر ولكنهم سببوا الفوضى فى البلاد، دافعيين بالصين إلى حافة حرب أهلية ضارية.
فى عام 1976م رحل عن عالمنا الزعيم الصينى ماو، ودفن فى بوابة الصين التى أصبحت تعرف بضريح ماو تسى تونج وأقامت بكين عاصمة الصين مراسم تعزية للرئيس الراحل ماو دامت من 11 - 17 سبتمبر عام 1976، وحضرها ما يتجاوز 300 ألف شخص من أوساط الحزب والجيش والحكومة، والعمال والفلاحين والجنود وغيرهم من أفراد الشعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة