الإبداع هو متنفس الحياة للانطلاق فيها بحب وحيوية، وقد يكون البعض موهوب فى إحدى جوانب الإبداع، وربما يكون لديه حلم فى ذلك لكن الحياة دائما لا ترسم كما يريد صاحبها.
عدد كبير من الرؤساء والزعماء والقادة السابقين تحولوا من الفن إلى السياسة وبعضهم وصل لمنصب الرئيس، بعدما كان كل أمله هو النجاح فى مجال الفن ووصوله إلى الناس، ولكن الأمر تحقق على الساحة السياسية، ومن هؤلاء الزعماء الذين عملوا بالسياسة، بعدما كانت بدايتهم فى الفن، أو كانوا يرغبون العمل به :
هتلر
عاش هتلر على معونة للأيتام ومساعدة من والدته، ثم توفيت والدته عندما كان فى سن 18 عاماً، و حاول أن يشق طريقه بعدها كرسام فى فيينا حيث كان ينسخ المناظرالطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته للتجار والسائحين.
لكن أكاديمية الفنون رفضته مرتين لذلك اضطرهتلر للحياة فى مأوى للمشردين، ثم فى العام التالى استقر فى منزل يسكن فيه الفقراء من العمال. خلال هذه الفترة، بدأت عليه أفكار قومية والخوف من مهاجرى الشرق بالتأثير فى سياسة البلاد وتدنيس النقاء العرقى فى السيطرة على هتلر.
جمال عبد الناصر
فى مصر نجد أن الرئيس جمال عبد الناصر مارس التمثيل علي المسرح كما ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل قائلا: كان للأدب الإنجليزي تأثير ملحوظ على وجدان «عبد الناصر» الذي لم يكتف بالقراءة بل كتب مقالاً في مجلة مدرسة النهضة الثانوية بعنوان «فولتيررجل الحرية»، كما انضم لفريق المسرح بالمدرسة وقام بتمثيل مسرحية «يوليوس قيصر» لشكسبير، مع فريق المدرسة في حفل أقيم يوم 19يناير1935، في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت وجسد دور يوليوس قيصر نفسه، الذي لقى مصرعه بعد خيانة مجلس الشيوخ له.
سنجور
الأديب السنغالى الشهيرالذى أصبح رئيسا للجمهورية سنجور هو أديب وشاعر إفريقى مشهور ويعتبره الكثيرون أحد أهم المفكرين الأفارقة فى القرن العشرين، كما تولى منصب رئيس السنغال فى الفترة من 1960-1980، وترك المنصب بكامل إرادته بعد ذلك.
يعتبر سنجور أول رواد تيار الزنوجة ومن أوائل من روجوا لمصطلح الزنوجة فى الأدب الإفريقى، بعدما استخدمها الشاعر الهندى أيمى سيزار عام 1939، وكان ذلك يعبر عن "صرخة الأفارقة الذين يتحدثون اللغة الفرنسية، كان سنجور أحد مؤيدى الفيدرالية الأفريقية المستقلة حديثا،أصبح أول سنجور رئيس جمهورية السنغال، وانتخب فى سبتمبر 1960، وهو مؤلف النشيد الوطنى السنغالى (الاسد الأحمر).
السادات
كان الرئيس الراحل أنور السادات ضمن فريق التمثيل في المدرسة، ويذكر الكاتب أنيس منصور أنه في إحدى الأيام جاء مذيع أمريكي يدعى «جورداش» ليجري حوارًا مع السادات وفجأة قال له: «ما رأيك يا سيادة الرئيس لو أننا قمنا بتمثيلية معًا، أنا أقوم بدور السادات وأنت بدور مناحم بيجن، وأن يكون هذا التمثيل مرتجلًا؟ فتكلم «السادات» بلسان «بيجن» مهاجمًا السادات والعرب، ثم طلب أن يعود على نفسه ويرد على الكلام الذي قاله على لسان «بيجن»، وضحك «السادات» وهاجم «بيجن» بعنف، مؤكدًا لـ «بيجن» أن مثل هذا التفكير العتيق لن يحقق السلام بين إسرائيل والعرب.
صدام حسين
وبحسب ما ذكره الكاتب الأمريكى جون نيكسون فى كتابه "استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين" وقدم ما اعتبره أسرارا جديدة"، أن الرئيس العراقى لم يكن يعرف شيئًا عما يدور فى وطنه، لأنه كان بعيدًا عن الحياة السياسية وكان يقضى معظم وقته فى كتابة الروايات، ولفت الكاتب إلى أنه فى بداية الاستجواب عرف صدام نفسه على أنه رئيس دولة العراق وكاتب، كما اشتكى فى التحقيقات أن الجيش الامريكي أبعد عنه مواد الكتابة ومنعه من الانتهاء من روايته، ومن رواياته: "زبيبة والملك، القلعة الحصينة، رجال ومدينة، اخرج منها يا ملعون.
جوزيف استرادا
تولى الرئاسة في دولة الفلبين الممثل الفلبيني "جوزيف استرادا" الذي اشتهر في أداء أدوار رئيسية في العديد من الأفلام والمسلسلات الفلبينية لمدة ثلاثين سنة، واستطاع من خلال شعبيته الفنية تحقيق انتصار خلال الانتخابات البلدية وبعدها نجح في أن يصبح رئيسا للبلاد، عام 1998.
ترامب
الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب قدم بعض الأدوار الهامشية ككومبارس في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات برغم كونه رجل أعمال ناجح، لكنه بدافع اكتساب الشهرة والترويج لتجارته شارك في بعض الأفلام والمسلسلات مثل الفيلم الأمريكي الشهير ،"Home alone" في عام 1992 وتنوعت مشاركات "ترامب" السينمائية في مشاهد قصيرة لا تتعدى في أغلبها بضع ثوان من ضمنها دوره في الفيلم الكوميدي"Ghosts Can’t Do It"، في عام 1989، وحصل من خلاله على جائزة التوتة الذهبية "رازي" (التي تُمنح لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم سينمائي) كأسوأ ممثل في هذا العمل الفني، وفي العام ذاته، ظهر في إعلان تجاري عن لعبة من صناعته، وتحمل اسمه.
وقبل ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية كان الرئيس رونالد ريجان ممثلا بأدوار مغمورة في السينما الأمريكية قبل أن يحصل على فرصة الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية إذ نجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.
بوريس جونسون
رئيس الوزراء البريطانى الجديد، هو مؤرخ وروائى من أصول تركية، صدرت له العديد من الأعمال التاريخية والروائية، لكن تجربته الروائية اقتصرت على عمل واحد، لم يجد شهرة كبيرة، رغم أنه وزع 50 ألف نسخة وقت صدوره عام 2005، ولم يستمر في كتابة الروايات، حيث أصدر ثلاث كتب أحدها رواية (72 عذراء) 2004، و (دور تشرشل: كيف صنع رجل فرد التاريخ) 2015، و(حلم روما) 2007. باعت كتبه قرابة نصف مليون نسخة، على الرغم من رداءتها بحسب النقاد.