تتأرجح العلاقة بين الولايات المتحدة بين تصعيد وتهدئة، فخلال الايام الماضية كانت عواصم العالم تحبس أنفاسها في انتظار اشتعال مواجهة عسكرية لن تحمد عقباها بين الولايات المتحدة وإيران في اعقاب مقتل قاسم سليمانى، زعيم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية استهدفته خارج مطار بغداد في الثاني من يناير الجاري، لترد طهران بهجمات انتقامية على قاعدتين تضما القوات الأمريكية فى العراق.
التصعيد الأخير، ليس البداية لكنه محصلة اشهر من الممارسات الإيرانية الاستفزازية في المنطقة والتي اتبعتها منذ إعلان واشنطن عقوبات أمريكية جديدة ضد طهران عندما أنهت الإدارة الامريكية رسميا، في مايو الماضي، الاستثناءات التي كانت تمنحها لثمان دول مستوردة للنفط الإيراني، من العقوبات الإقتصادية ومن ثم دفعت بالإتجاه نحو وصول صادرات إيران من النفط إلى "صفر". إذ اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، على خيار الضغوط الاقتصادية.
ويمكن سرد تسلسل الاحداث منذ مايو 2019:
12 مايو 2019: وقعت الهجمات الأولى التي استهدفت أربع ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة لترد إدارة ترامب، بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ابراهام لينكولن" ومجموعتها الهجومية إلى المنطقة.
13 يونيو 2019: تم الاعتداء على ناقلتين نفط بالقرب من مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوى لشحنات النفط العالمية حيث قالت الولايات المتحدة ان "الهجوم الصارخ" على السفن يحمل بصمات الحرس الثورى الإيرانى.
20يونيو: اسقط فيلق الحرس الثوري الإيراني طائرة استطلاع أمريكية فوق مضيق هرمز. رداً على ذلك ، امر ترامب بضرب مواقع إيرانية ، لكنه تراجع قائلا إنه تم إبلاغه ان نحو 150 شخصًا قد يقتلوا جراء هذه الضربات.
1يوليو: احتجزت سلطات جبل طارق بمساعدة البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية العملاقة "جريس 1" لنقلها نفطا خاما إلى سوريا، مما يعد خرفا للعقوبات الأوروبية المفروضة علي سوريا
19 يوليو: ردت السلطات البحرية الإيرانية باحتجاز ناقلة نفط ترفع العلم البريطانى فى مضيق هرمز، محذرة من أنها "انتهكت القانون البحرى".
21 أغسطس: تم إسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار فى اليمن، وفقا لمسؤولين أمريكيين ومتمردين يمنيين. حيث زعم الحوثيين المدعومين من إيران مسؤليتهم عن إسقاط طائرة MQ-9 Reaperبدون طيار.
14 سبتمبر: تم استهداف منشآتان نفطيتان في المملكة العربية السعودية فى هجومًا صاروخيًا بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، حيث زعم الحوثيون مسئوليتهم ايضا . لكن وزير الدفاع الامريكي مارك إسبر اكد تورط أن إيران بالنظر إلي جهة الهجمات. وبعد ستة أيام من الهجوم، وافق ترامب على نشر قوات إضافية من الولايات المتحدة وعناصر الدفاع الجوى فى المملكة العربية السعودية.
27ديسمبر: سقطت قذيفة صاروخية على قاعدةK-1 المشتركة بين الولايات المتحدة والعراق بالقرب من كركوك، مما أسفر عن مقتل مقاول دفاع أمريكي وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين واثنين من ضباط الشرطة العراقية.
29ديسمبر: ألقت الولايات المتحدة باللوم في الهجوم على كتائب حزب الله ، وهي ميليشيا تدعمها إيران، وردت بضربات جوية أسفرت عن مقتل 25 من مقاتلى الميليشيات.
31 ديسمبر: اقتحم مؤيدو كتاب حزب الله مداخل السفارة الأمريكية فى بغداد، هاتفين "الموت لأمريكا". استطاع المتظاهرون الوصول إلى إحدى مناطق الاستقبال وأضرموا النار فيها.
3يناير 2020: قتلت غارة أمريكية بدون طيار في بغداد قاسم سليماني، قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يرتبط بشكل وثيقة بشبكة من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
7 يناير : أطلقت طهران أكثر من عشرة صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تضم عسكريين أمريكيين في العراق رداً على مقتل سليمانى.