أثار الأمير هارى وميجان ماركل، جدلًا واسعًا فى القصر الملكى البريطانى بعد إعلان عزمهما التخلى عن واجباتهما الملكية والاستقلال ماديًا، وبعيدًا عن مصدر نفقاتهم، فإن مسألة تأمينهم خارج بريطانيا هى الأمر الأكثر تعقيدًا فيما يبدو، حيث أنهم سيفقدون حراستهم الملكية بعد تخليهم عن واجباتهم تجاه القصر، لذا يحذر كين وارف الحارس الشخصى السابق للأميرة ديانا من تلك الخطوة، قائلًا إن الثنائى الملكى يجب أن يتعلما من درس مأساة وفاة ديانا بسبب الحرس الشخصى السيئين.
يقول كين وارف، إن الأمن الخاص السيئ ساهم فى وفاة الأميرة ديانا، مضيفًا أن أكثر المسائل تعقيدًا التى أثارها قرار هارى وميجان بالتنحى عن دور كبار العائلة المالكة المتفرغة، هى حمايتهم وعلى وجه التحديد، ما هو الشكل الذى سيتخذه ومن الذى سيقدمه ومن الذى سيدفع ثمنه، ففكرة أن يتمكنوا من تقسيم حياتهم بين الأدوار الخاصة والعامة غير مسبوقة، وهى مشكلة عميقة عندما يتعلق الأمر بأمنهم، لأن هذا يعرض سلامتهم للخطر".
الأمير هارى وميجان ماركل مع الملكة إليزابيث
وأضاف الحارس الشخصى السابق للأميرة ديانا، "إذا كانوا يتصرفون كأفراد مستقلين سواء فى المملكة المتحدة أو فى الخارج، فإن أهليتهم للحصول على الحماية الممولة من الحكومة تكون مشكوك فيها"، وتابع "هل يجب عليهم تمويل حمايتهم من القطاع الخاص؟ هذا سيكون منطقيًا.. لكنه سيكون أيضًا خطيرًا للغاية، حيث لا يمكن للحراس الشخصيين أن يوفروا لهم مستوى الحماية الذى سيحتاجون إليه".
ولفت إلى أنه تم توضيح ذلك جيدًا من خلال مأساة الأميرة ديانا، التى لم تكن تحت حماية سكوتلاند يارد عندما توفيت، قائلًا: إن "قلة خبرة الحراس الشخصيين التى قدمها محمد الفايد وعدم قدرتها، فى رأيى لعبت دوراً فى وفاتها، حيث لا يخضع الحراس الشخصيون لأى شىء يشبه مستوى التدريب المتخصص للغاية الذى يحصل عليه ضباط شرطة Met المتفانين لحماية العائلة الملكية وكبار الشخصيات فى الدولة، مثل رئيس الوزراء، كما أنهم لا يستطيعون الوصول إلى المعلومات الأمنية الحيوية، بينما تقوم أجهزة أمن الدولة، مثل مكتب التحقيقات الفيدرالى، بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الشرطة والأمن فى المملكة المتحدة، ولكن ليس مع شركات الأمن الخاصة".
الأمير هارى وسط حرسه الشخصى
وتابع، "علاوة على ذلك، يحق لموظفى الحماية الملكية حمل الأسلحة النارية، فيما لا يسمح بذلك للحراس الشخصيون العاملون فى القطاع الخاص، لذلك إذا كنت أنصح دوق ودوقة ساسكس، فإننى أصر على أن يحتفظا بحماية سكوتلاند يارد لأنها الطريقة الوحيدة لضمان سلامتهم وسلامة ابنهم"، مضيفًا "هذا أمر حتمى الآن أكثر من أى وقت مضى فى عصر الإرهاب هذا، لكن إذا - كما آمل مخلصًا - أن يحتفظ دوق ودوقة ساسكس بحمايتهم، فإن هذا يثير السؤال الأخلاقى حول من سيمولها؟".
وأشار إلى أن الأمن مسألة عامة تؤثر على دافع الضرائب لذلك يجب مناقشتها علانية وإطلاق المزيد من الجدل، حيث يشعر الكثير من الناس أنه يتعين على أفراد العائلة المالكة الأثرياء دفع ثمنها بأنفسهم بدلاً من توقع قيام دافع الضرائب بتمويلها، موضحًا أن توفير الحماية هو عمل متعدد الملايين، وستتضمن حماية دوق ودوقة ساسكس، بما فى ذلك الطفل آرتشى، ضابطين على الأقل لكل شخص، أى 6 أشخاص للثلاثة، على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى اثنين لتخفيف الأعباء، كما يمكن السماح بعد ذلك بواحد أو اثنين إضافيين للمرض، والبعض الآخر لإجراء الاستطلاع، وهو أمر حيوى للغاية، فأنت تنظر إلى فريق من ثمانية إلى عشرة، كل على راتب يتراوح بين 80.000 إلى 100.000 جنيه إسترلينى.
وأوضح أن العامل فى تكاليف الإقامة والطعام ورحلات الطيران والمشروع ترتفع إلى حوالى 2 مليون جنيه إسترلينى أو 3 ملايين جنيه إسترلينى فى السنة، وقال "لا بأس إذا كان هارى وميجان يؤدون دورهما الملكى على مدار السنة، ولكن لماذا يجب على دافعى الضرائب أن يدفعوا تلك التكاليف عندما لا يكونون كذلك؟، فالأمان ليس شيئًا يمكن تشغيله وإيقاف تشغيله ببساطة كصنبور أثناء التنقل بين حياتهم الخاصة والعامة، بل يجب أن تبقى ثابتة لتكون فعالة".
الأميرة ديانا والأمير تشارلز
وتساءل، "ماذا لو انتقلوا إلى كندا لمدة نصف عام؟، هل يجب على الكنديين توفير الحماية لهم أم البريطانيين؟، بالكاد سيكون أحدهما سعيدًا بدفع الفاتورة، ولكن بعد ذلك، لماذا يدفع البريطانيون لحمايتهم على مدار السنة إذا لم يكونوا هنا؟"، وأضاف "الحقيقة هى أن هارى وميجان لا يمكن أن يكونا فى كلا الاتجاهين، والطريقة الوحيدة التى يمكن بها الحفاظ على النزاهة والأمان هى الحصول على حماية ثابتة من سكوتلاند يارد، لكنهما سيدفعان مقابل ذلك بنفسهما، الأمر الذى يتطلب أموال كثيرة".
واستطرد، "الأكثر من ذلك، تعتمد الحماية الناجحة على قيام الضباط بتطوير كيمياء عاملة مع العائلة المالكة، فعند العمل مع ديانا، سألتنى كثيرًا عن النصيحة، وأعطيتها بصدق بناءً على الخبرة.. ويمكن لهارى وميجان القيام بالنصيحة الآن.. حقًا، أنا أتعاطف معهم، كان قرارهم بالتخلى عن أدوارهم بدوام كامل قرارًا صعبًا، ومع ذلك لديهم الكثير ليخسروه مع هذه الخطوة، وأظن أنه قد يندم عليها".
الأمير هارى يتوسط ملكة بريطانيا وزوجته ميجان ماركل