تمتلك محافظة البحر الأحمر، وتحديدا الجنوب الشرقي لمصر، 3 محميات طبيعية خلابة تتميز ببيئة فريدة من نوعها عن محميات مصر بل والشرق الأوسط بشكل عام، من بين تلك المحميات وأكبرها، محمية جبل علبة التي تتخطي مساحتها الـ35 ألف كيلو متر مربع ومقسمة لقطاعات عدة وبها أودية مختلفة، حيث إن تلك المحمية تتغير تغيراً جذرياً في فصل الشتاء عن الصيف حيث تصبح في الشتاء بعد سقوط المطر جنة الله في أرضه.
من بين أودية محمية جبل علبة الكثيرة، "وادي أيديب"، أكبر أوديتها وأجملها علي الأطلاق، تلك الوادى يعد جنة علي أرض الله يكسوه اللون الأخضر وجباله، وتخضر فيه الأشجار المختلفة هناك، ويتميز عن غيره كثيرا.
ويقول آدم سعد الله، أحد أبناء قبيلة العبابدة، قاطنى مدينة الشلاتين، والمهتمين بتراثها، إنه قام ويرافقه عدد من أصدقائه برحلة منذ أيام قليلة لوادي أيديب، الواقع بنطاق محمية جبل علبة، إلا أنه رأي هناك ما لا يراه من قبل من جمال خضرة وأصوات طيور مختلفة ترسم بهجة وروح ورضا في كل أرجاء الوادى.
وأضاف سعد الله، لـ"اليوم السابع"، أن النظرة الأولي لوادي أيديب تذكرك بمشاهد كنت تشاهدها عبر القنوات الفضائية لأماكن طبيعة خضراء خلابة، حيث إن اكتست أرض وادي أيديب باللوان الأخضر والعشب الذي انتشر في ارجاء المكان وغلب الحجر ونبت اسفل منه.
وتابع سعد الله: أن وادي أيديب يعد من أكبر أودية محمية جبل علبة وبه مساحات كبيرة فارغة تلك الأماكن جميعها اكتست باللون الأخضر، وسبب انتشار العشب في كل مكان بتلك الوادي، أنه مصب ضخم لتجمع مياه السيول به من الأودية المختلفة، ومنه تتجمع مياه السيول إلي البحر الأحمر وتسبب خلجان في البحر.
من جانبه يقول أبو عبيدة البشاري، من قبيلة البشارية، ومن قاطني الشلاتين، إن هناك بعض الأقاويل قديما تقال وتنتقل من جيل إلي جيل أن ميناء عيذاب التاريخي الذي استخدمه حجاج بيت الله الحرام قديما عند قطع الصليبين طريق الحج من بلاد الشام، اشتق اسمه من وادي أيديب لأنه أقرب وادي إليه ويعد في مواجهته تمام ما بين الجبل والبحر.
وأضاف أبو عبيدة البشاري، أن تلك الوادي مشهور ايضا بأشجار الأكاسيا، أو ما يطلق عليها باسم "السنط"، وأشجار السيال، حيث تنمو كثيرا في تلك المنطقة بكثافة عالية وتصل لمسافات مرتفعة وتظهر في تلك الوادي تحديدا العشب في الجبال نسبة لمرور مياه السيول عليها وتجميعها فيه.
وأوضح البشارى، أن كذلك من المناطق المميزة في محمية جبل علبه قطاع أبرق وتحديدا وادي أبو سعفة حيث عين الماء، وهو وادي شمال المحمية به عين ماء تخرج المياه من الجبل دون أن يعرف أحد أين أصل الماء ولا تنقطع منذ زمنا بعيد، ويعيش أهالي المنطقة على تلك الماء ويرون اغنامهم وابلهم منها.
واستغلت الدولة هذا الأمر وأقامت مشروعا زراعيا هناك من خلال زراعة بعض الخضراوات في صوبات زراعية مختلفة ونجح الأمر وأنتجت الخضراوات من وادي أبو سعفة هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة