أكد عدد من الأطباء البيطريين، أن الحيوانات ليست أفضل حالا عن الإنسان، بل أن كل نوع أو فصيلة منها له مجموعة من الأمراض الموسمية، حتى الأسماك، والتى ترتفع احتمالية إصابته بها مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، ويُسلط "اليوم السابع" فى هذا التقرير، الضوء على أبرز تلك الأمراض التى تٌصيب الحيوانات فى فصل الشتاء.
السمك البلطى
أمراض الأسماك
وقال الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، عضو لجنة الثروة السمكية، إن السمك البلطى أشهر الأسماك المصرية، عند انخفاض درجة حرارة المياه فى فترات الصقيع إلى تحت 8 درجات مئوية، خلال شهرى ديسمبر ويناير من كل عام، تنشط بعض أنواع البكتيريا والفطريات التى تصيب الأسماك، نتيجة ضعف المناعة فى تلك الفترة لديها، من بينها: فطر "السابرولجنيا"، والذي يحدث تعفن فطري لجلد الأسماك والخياشيم، وهو من أشد الأمراض خطورة وأسرعها انتشارا بين الأسماك، ويسبب معدلات نفوق كبيرة، تتراوح من 20 إلى 30%.
وأوضح العبد، فى تصريحات لليوم السابع، أن أعراض إصابة الأسماك بهذا الفطر، هو تجمع الأسماك عند السطح لاستخلاص الهواء المذاب في الماء، نتيجة معاناتهم من مشاكل تنفسية، ويظهر المرض بصورة وجود نموات فطرية تشبه وبر القطن على جلد السمك والزعانف والخياشيم، والتي يميل لونها إلى الرمادي المصفر، ووجود قرح جلدية شاحبة اللون مغطاة بالفطر، وتساقط القشور وتآكل أطراف الزعانف التى يظهر عليها الفطر، مضيفا: وللسيطرة على هذا المرض، يجب صيد وإعدام الأسماك المصابة والميتة أولا بأول مع رفع منسوب المياه في الأحواض واستمرار الري والصرف، لافتا إلى أن أسماك المياه المالحة من الصعب أن يؤثر بها ذلك الفطر، خاصة أن ارتفاع درجة الملوحة تقضى على الفطر.
دواجن
أمراض الدواجن
فيما قال الدكتور زكريا الشناوى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، مقرر لجنة الثروة الداجنة، إن أبرز الأمراض الشتوية التى تصيب الدواجن، هى: الالتهاب الشعبى الفيروسيiB، والإنفلونزا بنوعيها "H5، H9"، النيوكاسل ND، والأمراض التنفسية الأخرى مثل: المايكو بلازما، والميكروب القولولى "E.coli"، كل هذا الأمراض تجد لها منفذ بمجرد اختلال التهوية، وتسرب الغازات السامة، مثل أول وثانى أكسيد الكربون، والنشادر، والتى تؤثر بالسلب على مناعة الطيور، وتؤدى إلى الإصابة بهذه الأمراض، وتهدد الإنتاجية لآنها تسبب فقد فى الإنتاج بنسبة تتراوح من 30 إلى 70%، فى حالات الإصابة، نتيجة أخطاء فى التربية وتصميمات عنابر المزارع، والمنشأة وفق مواصفات وزارة الزراعة، التى لم يتم تحديثها منذ عام 1969، وبالتالي يتم بناء العنبر طوله 50 متر، وعرضه 12 متر، وارتفاعه 3 متر، وشبابيك، ونتيجة تغيير الجو بين الفصول يجد المربى نفسه غير قادر على تدفئة الدواجن فالشتاء، فيضطر إلى تقليل مصادر التهوية ويعتمد على "نفس" الدواجن فى تدفئتها.
وأضاف الشناوى، فى تصريحات لليوم السابع: يؤدى ذلك إلى توفير نوع غير جيد من الهواء، وسط تراكم غازات ثانى أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، والذى يضر بالجهاز التنفسى لدى الدواجن، حيث يعطل نشاط الأهداب المسئولة عن طرد الأتربة والبكتيريا من الجهاز التنفسى، ثم يتعرض الجهاز التنفسى إلى مهاجمة الأمراض، والبكتيريا، ويؤدى ذلك إلى نفوق كميات كبيرة من الدواجن، وذلك لفشل المزارع فى توفير مستوى لازم من التدفئة للطيور، لقدم تصميماتها، ولا تتناسب مع التغيرات المناخية التى تشهدها مصر، ولا تتماشى مع متطلبات السلالات الحديثة من الدواجن التى تحتاج إلى تغذية بكميات مرتفعة، أو تهوية مرتفعة.
الكلاب والقطط
أمراض الكلاب والقطط
أما عن الأمراض التى قد يُصاب بها الكلاب والقطط، فقال الدكتور عمرو أمين، أخصائي طب وجراحة الحيوانات،: فى الأغلب هى أمراض فيروسية، حيث تقل المنعة لدى الكلاب، وهى أغلبها أمراض مميتة، أى أن تغيير الفصول بالنسبة للكلاب والقطط من الممكن أن يميتهم، وليس مجرد إصابة بمرض خفيف، فمثلا الجراوى "الكلاب الصغيرة" من سن 6 أسابيع، لأربعة أو خمسة أشهر، ولم يتم تطعيمها، معرضة للإصابة بـ"البارفو"، وهو مرض فيروسى، يتسبب فى إصابتهم بالقيء، والإسهال، ثم إسهال دموى، ويؤدى إلى توقف عضلة القلب، وكثيرا من المهتمين بتربية الكلاب فى المنازل تعرضت كلابهم للنفوق بسبب هذا المرض.
وأضاف أمين: أيضا نتيجة لنقص فى الوعى لدى المربيين، أحيانا يتم ترك الكلاب فى الحدائق أو الأماكن المفتوحة، والتى تعرض الكلب للإصابة بالتهابات رؤية، ويبدأ "الكينىكاف، أو البروروتيلا"، بكتيريا فطرية فيروسية، تصيب الجهاز التنفسى، وحال عدم علاجها بشكل سليم تعرض الكلب للنفوق، وكثيرا من الكلاب قد تكون فى حاجه إلى جلسات أكسجين مثل الإنسان، للحفاظ على معدلات تنفسها بشكل طبيعى، بجانب النزلات المعوية العادية، الناتجة عن تناول أطعمة غير طازجة، أما القطط فالأمراض الفيروسية بها خطيرة جدا، مثل فيروس "كاليس" وهو سنويا يقتل كميات كبيرة منها، حيث يصيب الجهاز التنفسى لها، ويؤدى إلى قرح على اللسان، حتى الجهاز التنفسى، ثم تنجرح تلك القرح، بالإضافة إلى "الهيربس" الذى يؤدى إلى حدوث قرح فى العين، إلى جانب "طاعون القطط"، الذى يصيب القطط الصغيرة من سن 6 أسابيع، إلى 4 أشهر، حال عدم تطعيمها.
أمراض الثروة الحيوانية
فى سياق متصل، قال الدكتور عاطف شريف، استشارى مزارع إنتاج حيوانى، إن هناك عدة أمراض أساسية تهدد الثروة الحيوانية فى فصل الشتاء، وجميعها لها تحصينات فعالة وجيدة، فى حال تجنب العوامل التى تؤثر على سلامة التحصين وفعاليته، من أخطرها،: الحمى القلاعية تصيب الأبقار والأغنام فى أى عمر، وتسبب خسائر مادية فادحة جدا، من بينها انخفاض إنتاج الألبان بشكل كبير، وتليفات الدرع، ونزول ملحوظ فى وزن الحيوان، وتظهر قرح على الفم واللسان واللثة "الوسادة السنية"، والتى تمنعه من تناول طعامه، موضحا أنه سُمى بـ"الحمى القلاعية"، لأنه يؤدى إلى إقلاع الظلف أو الحافر، حتى "تعرج" البقرة وتصبح غير قادرة على المشى، بجانب ارتفاع فى درجة الحرارة.
وأضاف شريف، لليوم السابع: المزرعة أو القرية التى تظهر فيها، يصبح أكثر من 90% من الحيوانات الموجودة بها معرضة للإصابة، إلا فى حال وجود تحصين جيد، مشيرا إلى أن الحمى القلاعية يمكن للحيوان الشفاء منه، ويحتاج إلى حوالى 4 أشهر للرجوع إلى وضعه قبل إصابته إذا لم ينفق، لافتا إلى أنه من الممكن أن يدخل أمراض أخرى مثل: البكتيريا اللاهوائية التى تصيب الأمعاء، والتى تؤدى إلى تسمم فى الدم، ثم نفوق الحيوان خلال ساعات، أو ما يُسمى بـ"التسمم الدموى"، موضحا أن العجول والأغنام الرضيعة قلبها لا يمكنه تحمل المرض، وبالتالى ينفق نتيجة إصابته بالحمى، التى تؤدى إلى فشل فى أداء وظيفة القلب.
وأوضح أن الحيوان يفرز المرض فى اللعاب، وبالتالى مياه الشرب يمكن أن تؤدى إلى انتقال العدوى، والهواء أيضا، مضيفا: ولعلاج اللسان من التقرحات، يتم عمل مس بالطحينة والشبة، لعمل طبقة عازلة تساهم فى انقباض القرح وتقليل الألم، ليتمكن الحيوان من التغذية، ومن الممكن أن يتناول وقتها الحيوان صويا وذرة مطحونين ومخلوطين بالمياه، لافتا إلى وجود احتياطات لابد من اتباعها فى حملات التحصين، من بينها أن يتم استخدام الإبرة لحيوان واحد فقط، ومراعاة معايير السلامة للأمصال، هذا إلى جانب أن الجرعة الأولى تعطى مناعة لا تتجاوز الـ6 أسابيع، والجرعة الثانية تعطى مناعة تتجاوز الـ6 أشهر، لكن لابد أن تحتوى على الأجسام المناعية التى تم تكوينها فى التحصين الأول، وفى مصر نحصن الحيوانات مرة كل 4 أشهر، لذا لا يمكننا القضاء على الحمى القلاعية.
ولفت إلى وجود العديد من الأمراض الأخرى، مثل: حمى الوادى المتصدع،: الذى ظهر فى السودان، واتخذنا الاحتياطات اللازمة لضمان عدم دخوله لمصر، وتتمثل خطورته فى أنه يتسبب فى إجهاضات فى أعمار متعددة، وبالفعل نجحنا فى عدم دخوله للبلاد، وأيضا مرض يُسمى بـ"التسمم الدموى" أو "حمى النقل"، الذى يصيب الرئتين، نتيجة نقل الحيوان يتم من خلال المراكب ويتم إثارة الميكروب نتيجة عدم استقرار درجة الحرارة، ويؤدى إلى وفاة الحيوان خلال ساعات.
أمراض نفسية
من ناحية أخرى، أكد الدكتور مصطفى فايز، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، إن توفير درجة حرارة مناسبة، والغذاء المتنوع، بالإضافة إلى التعرض للشمس، أو شعور الحيوان بصداقته مع صاحبه، كلها عوامل تساعد فى وقاية الحيوانات من الأمراض خاصة النفسية منها، مشيرا إلى أنه من المُفضل أن يتم التعامل مع الحيوانات، باعتبارهم أطفال صغار، لذا يلجأ كثيرا من مربيين الخيول إلى تغطيتهم بملابس خاصة بهم، قائلا: فلا يمكن مثلا أن يتم تربية كلب بالمنزل ويتم تركه على أرض المنزل رغم برودتها، فذلك سيعرضه للمرض، وبالتالي لابد من توفير البيئة المناسبة لوقاية الحيوان من أمراض الشتاء، على عكس أمراض الصيف التى تكون أغلبها ناتج عن عدم النظافة، وتناول أطعمة فاسدة، أو علف ملوث بسموم فطرية.
وأضاف فايز: إنفلونزا الطيور، الحمى القلاعية، هم أبرز الأمراض المعدية الوبائية الشتوية التى يعرفها المتعاملين مع الحيوانات، لأنهم شديدى الوبائية وقادرين على العيش فى الجو الشتوى البارد، بينما هناك أمراض كثير أخرى تصيب الحيوانات فى هذا الفصل، وتشبه إلى حد كبير تلك التى تصيب الإنسان، فإذا لم يتم ضبط التدفئة والتهوية المناسبة للحيوان، دون تيار هواء مباشر، سيتعرض للإصابة لالتهاب رئوي وإسهال، ولا تنجح معه أي علاجات إلا بعد تدفئته، وإذا كان يتم تربية عصافير أو ببغاء فى المنزل، فذلك يتطلب تغطية القفص، وإغلاق الشبابيك عليهم، وتغيير الهواء لهم، وإخراجهم من الغرفة للشمس للحصول على قدر مناسب من فوائدها، وتنويع الأطعمه، ومثلا بعد انتهاء القط من الاستحمام لابد من تنشيفها سريعا سواء بالاستشوار أو غيره، لآنها تحتاج إلى حوالي 4 ساعات للتخلص من المياه، مع الحرص على التغذية الجيدة.
واستطرد: علاج الحيوان سهل، طالما يدرك الإنسان مشكلة الحيوان الذي يربيه، خاصة أنه ليس كل مرض سببه ميكروب، فهناك أمراض نفسية كثيرة، خاصة أن "قعدة" الحيوان تُحدث له الكثير من المشاكل النفسية، ومن أهم العوامل للحفاظ على صحة الحيوان ممارسة الرياضة، مثل الخيل، حيث نجد أن البقرة مثلا تمارس المشى فى المنطقة المحيطة بها، والكلب يحتاج إلى نشاط يومى، والقطة دائما تلعب كنوع من الرياضة.