اعترف الحرس الثورى الإيرانى، بإسقاط طائرة أوكرانية بالخطأ فجر الأربعاء الماضى عقب اقلاعها من مطار الخمينى، متجهة من العاصمة الإيرانية طهران إلى كييف، معلنا السبت، تحمله المسؤولية الكاملة عن تحطم الطائرة.
وقال قائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثورى الإيرانى العميد أميرعلي حاجي زادة: ةنتحمل مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية وسننفذ أي قرار يتخذه المسؤولين.
وأكد فى مؤتمر صحفى، أنه كان يتمنى أن يموت ولا يشاهد حدوث مثل هذه الكارثة قائلا: "تمنيت الموت بعدما أدركت الحادث الاليم وكنت في غرب البلاد بعد تنفيذ عمليات استهداف القواعد الأمريكية".
وأكد حاجي زادة: "نتحمل مسؤولية إسقاط الطائرة ومستعدون لتنفيذ أي قرار يتخذه المسؤولون بخصوص الكارثة وتبعاتها" .
وقال إن "الدفاع الجوي الذي أصاب الطائرة الاوكرانية شخّص الطائرة بالخطأ على أنها صاروخ كروز"، مضيفا أن مراکز الدفاع كانت منوطة إليه مهام الإتصال لأخذ الموافقة فى هذه الحالة.
وتابع: يبدو أن نظام الاتصالات واجه مشكلة ولم يتمكن من الاتصال، وكان أمامه فرصة 10 ثوان فقط لأخذ القرار، وانتهى الأمر باتخاذ قرار الاستهداف السئ.
وأضاف في مؤتمر صحفى: وفقا لهذه المعطيات، أطلق صاروخا قصير المدى أصاب الطائرة التي اشتعلت النيران فيها ولم تنفجر حيث حاول الطيار الدوران والعودة بها الى المطار إلا أنها انفجرت بعد ارتطامها بالأرض.
صور الضحايا
وقال العميد امير علي حاجي زادة: "الولايات المتحدة هددت بضرب 52 هدف في إيران، لهذا السبب كان كافة الوحدات الدفاعية دخلت فى حالة تأهب قصوى بنسبة 100% ، وكانت منظومة الدفاع الجوى الموجودة بطهران بنفس حالة التأهب".
ولفت الى ان هيئة الأركان الإيرانية شكلت فريقا لمتابعة الحادث والتحقيق، مضيفا " ابلغت المسؤولين هاتفيا باننا قد نكون من أصاب الطائرة بالخطأ، والأمر بعد ذلك كان في عهدة هيئة الاركان، نتحمل مسؤولية الحادث ونجيب على كافة التساؤلات بهذا الصدد .
فرمانده هوا فضای سپاه: اگر خطایی بوده یکی از نیروهای ما خطا کرده و مسئولیتش با ماست؛ مسئولان هواپیمایی کشوری که محکم از این ماجرا دفاع میکردند هیچ گناهی ندارند و هرچه تقصیر است به عهدهی ماست. pic.twitter.com/HFP1D9G290
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) January 11, 2020
وحمل القائد بالحرس الثورى الايرانى، الولايات المتحدة جزءا من المسئولية عن حادث سقوط الطائرة، بسبب التوتر الذى شهدته إيران بعد واقعة مقتل قاسم سليمانى، كما اعرب العميد حاجي زادة عن مواساته لذوي ضحايا الحادث قائلا: ما حصل هو قرار اتخذه شخص واحد وحصل الحادث المؤسف، كانت هناك اعداد كبيرة من الطائرات في الأجواء بعضها قد يكون طائرات حربية ولذلك فإننا لن نتهم احدا ولجان التحقيق تتابع الأمر.
بدوره أعلن الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، أن طهران ستواصل التحقيق فى الخطأ الذى لا يغتفر، مؤكدا أن إيران ستواصل التحقيق فى الحادث وستحاسب المسئولين عنه، مؤكدا أن الخطأ البشرى والإطلاق الخاطئ لدفاعات الحرس الثورى الإيرانى قد أسفر عن سقوط الطائرة ومقتل 176 شخصا.
وقال بيان للجيش الإيرانى إن "خطأ بشريا" تسبب فى إطلاق الصاروخ مشيرا إلى أن المسئولين عن الخطأ "سيعاقبون".
وأثار اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ غضبا دوليا شديدا، لاسيما بين صفوف الدول التى فقدت مواطنين فى الحادث، حيث طالب جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندى، بمحاسبة المسئولين فى إيران، بعد اعتراف طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل 176 شخصا، وفقا لوكالة الأنباء "سبوتنيك".
وكان فرانسوا فيليب شامباين، وزير الخارجية الكندى، أكد أن عدد الضحايا الكنديين فى تحطم الطائرة الأوكرانية بإيران 57 شخصا وليس 63 شخصا، مشيرا إلى أن هذا الأمر "مؤسف للغاية".
ومن جانبه أكد الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى أنه يتوقع تحقيقا كاملا من إيران فى حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة، قائلا: "نتوقع اعترافا إيرانيا كاملا بالذنب وتقديم من هم وراء الحادث للعدالة"، مطالبا بتعويضات بعد اعتراف إيران بإسقاط طائرة البوينج الأوكرانية وتقديم اعتذارات رسمية من إيران عبر القنوات الدبلوماسية.
وعرضت صحيفة نيويورك تايمز فيديو لما يبدو أنه صاروخ ينطلق فى السماء ليلا فى المجال الجوى لطهران ثم ينفجر فور ارتطامه بالطائرة .
وبعد نحو عشر ثوانى سُمع دوى انفجار على الأرض بعد أن تحولت الطائرة إلى كتلة من النار أثناء تحليقها.