شهدت الأسكندرية، حدثا عالميا حيث افتتح الدكتور خالد عنانى وزير الآثار، المعبد اليهودى بعد الترميم لأول منذ إنشائه عام 1881.
ويعد المعبد اليهودى احد أهم و أكبر الآثار اليهودية بمصر، وتم الانتهاء من أعمال الترميم عقب تعرض لانهيارات فى جزء منه بسبب الامطار والنوات حيث تعرضت "الشخشيخة" التي تقع أعلى مصلى السيدات إلى انهيار جزئي بسبب التأثر بالأمطار والنوات التي مرت على الإسكندرية فى فصل الشتاء، وتم إغلاق المعبد مؤقتا لحين الانتهاء من أعمال الترميم.
وقال محمد متولى مدير إدار الآثار الاسلامية و المسيحية و اليهودية بالاسكندرية والساحل الشمالى أن المعبد شهد عملية جراحية كاملة على مدى 26 شهرا، مؤكدا إن اعادة ترميم المعبد اليهودى رسالة إلى العالم بأن مصر تحترم كافة الديانات و أن وزارة الآثار تهتم بترميم كافة المبانى الأثرية دون تمييز.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن المعبد اليهودي يقع على مساحة 4200 م بمنطقة شارع النبى دانيال، وهى منطقة تراثية كما يحتوى على العديد من المبانى التراثية وأهمها المعبد اليهودى، موضحا أن معبد "الياهو هانبى"، او المعبد اليهودى يسع 700 مصلٍ،و قد أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية فى عام 1881 ميلادية، وقد تم تسجيله فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة.
و أضاف: "أعمال الترميم بدأت فى 2017 تحت إشراف وزارة الآثار وبأيدي كوادر فنية متخصصة ، حيث كانت تتم أعمال صيانة دورية فقط"، حيث بدأ مشروع الترميم فى أغسطس 2017 وذلك تحت إشراف وزارة الآثار، و بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية في 17 مايو 2017.
وقام بأعمال الترميم كوادر فنية من متخصصين فى معالجة العناصر الإنشائية، حيث شملت أعمال الترميم الزجاج المعشق والزخارف والألواح الخشبية واعمال الشبابيك والأسقف الخشبية وأعمال الترميم الانشائى للمبنى والموقع العام، بالإضافة إلى أعمال ترميم العناصر الرخامية والزخارف والكهرباء وصيانة أعمال مكافحة الحريق وصرف المياه.
وحول الوصف الأثرى للمبنى قال محمد متولى إن المعبد اليهودى يتميز من الخارج بمدخل بارز مرتفع عن سطح الأرض ببضعة درجات من السلالم الرخامية، ويعلو باقى أجزاء الواجهة كتفين يتوسطهما عمودين يحملا القسم العلوى الذى يتكون من عقد نصف دائري يتوسطه عقد زخرفى يتكون من عقدين يتوسطهما جامة، ومحاط بعقد نصف دائرى يعلوه خمس أكال نصف دائرية يبرز عنها شكل وردة ثلاثية البتلات ويعلو ذلك النجمة السداسية وسط زخارف نباتية محورة، فيما يقع بالجهة الجنوبية الغربية مدخل يؤدى إلى الطابق الثانى حيث مصلى السيدات.
و استطرد:" يتخذ المبنى من الداخل شكل المستطيل ويتكون من طابقين وقد شيد على الطراز الإيطالى به نحو 28 عامودا تحصر بينها مقاعد مزودة بلوحة نحاسية صغيرة نقش عليها أسماء الحاضرين من اليهود، أما الهيكل فهو مصنوع من الرخام ويقع بمنتصف الجهة الشرقية حيث يتقدمه منصة الصلاة والوعظ، ويوجد على جانبية مدخلين الأول بالجهة الجنوبية يؤدى إلى حجرة بها دولاب خشبي يحتوي على عدد من الأسفار، والثانى بالجهة الشمالية ويؤدي إلى درج سلم خشبي يؤدى إلى مصلى السيدات بالطابق العلوى".
من جانبها أكدت ماجدة هارون رئيس الجالية اليهودية فى مصر أن مصر لا تفرق بين أبنائها من الديانات المختلفة، سواء مسلم او مسيحى أو يهودى.
و قالت إن ترميم المعبد وإعادة افتتاحه اعتراف بأهمية التراث الدينى و الجالية المصرية من الديانة اليهودية، مقدمة الشكر الى الدولة المصرية على هذا الاهتمام.
و حول أهمية المعبد قالت إن المعابد اليهودية فى مصر لها أهمية كبرى.
وتعود قصة إنشاء المعبد اليهودي بالإسكندرية إلى الحقبة التاريخية التى كانت فيها الإسكندرية موطنا للجالية اليهودية، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد اليهود فى الإسكندرية كان يقدر بنحو 4 آلاف يهودى فى القرن التاسع عشر، ووصل عددهم إلى 18 ألفا فى بدايات القرن العشرين ثم ارتفع إلى 40 ألفا فى عام 1948، ثم بدأ اليهود فى الرحيل من مصر إلى إسرائيل بعد قيامها، كما تشير الدراسات إلى أن يهود الإسكندرية كان نصفهم من المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم يهود الآدينو وهم من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من أسبانيا، والآخرين من يهود إيطاليا وشرق أوروبا، والثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط ويتكلمون العربية، بالإضافة إلى اليهود المهاجرين من النمسا والمجر وبولندا هربا من النازية فى ألمانيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة