أثار اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ غضبا دوليا شديدا، لاسيما بين صفوف الدول التى فقدت مواطنين فى الحادث.
وطالب جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندى، بمحاسبة المسئولين فى إيران، بعد اعتراف طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل 176 شخصا، وفقا لوكالة الأنباء "سبوتنيك".
وكان فرانسوا فيليب شامباين، وزير الخارجية الكندى، أكد أن عدد الضحايا الكنديين فى تحطم الطائرة الأوكرانية بإيران 57 شخصا وليس 63 شخصا، مشيرا إلى أن هذا الأمر "مؤسف للغاية".
فيما أعلن الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، أن طهران ستواصل التحقيق فى الخطأ الذى لا يغتفر، الذى أدى إلى تحطم الطائرة الأوكرانية، مؤكدا أن الخطأ البشرى والإطلاق الخاطئ لدفاعات الحرس الثورى الإيرانى قد أسفر عن سقوط الطائرة ومقتل 176 شخصا.
وتحطمت طائرة الركاب من طراز "Boeing 737-800" التابعة لشركة "الخطوط الجوية الأوكرانية"، فجر يوم 8 يناير، خلال تنفيذها رحلة من طهران إلى العاصمة الأوكرانية كييف عقب إقلاعها بدقائق، فى كارثة أودت بحياة 176 شخصا.
ومن جانبه أكد الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى أنه يتوقع تحقيقا كاملا من إيران فى حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة، قائلا: "نتوقع اعترافا إيرانيا كاملا بالذنب وتقديم من هم وراء الحادث للعدالة"، مطالبا بتعويضات بعد اعتراف إيران بإسقاط طائرة البوينج الأوكرانية وتقديم اعتذارات رسمية من إيران عبر القنوات الدبلوماسية.
كان الجيش الإيرانى قد أعلن أنه أسقط الطائرة المدنية الأوكرانية "بشكل غير متعمد" حسب ما قال التلفزيون الرسمى الإيرانى، وفقا لبى بى سى.
وقال بيان للجيش الإيرانى إن "خطأ بشريا" تسبب فى إطلاق الصاروخ مشيرا إلى أن المسئولين عن الخطأ "سيعاقبون".
الطائرة الاوكرانية المنكوبة
ونفت إيران فى وقت سابق ما جاء فى تقارير رجحت أن يكون صاروخا وراء إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران الأربعاء الماضى، لكنها واجهت ضغوطا متزايدة، خاصة بعد أن قالت الولايات المتحدة وكندا، استنادا إلى معلومات مخابراتية، إنه من المرجح أن تكون الطائرة أُسقطت بصاروخ، ربما عن طريق الخطأ.
وأُسقطت الطائرة الأوكرانية التى كانت متجهة إلى تورنتو فى كندا عبر العاصمة الأوكرانية كييف، بالقرب من مطار الإمام الخمينى بعد وقت قصير من إقلاعها.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الأمر قد يكون اختلط على الدفاعات الجوية الإيرانية التى ربما ظنت أن طائرة الركاب الأوكرانية كانت مقاتلة أمريكية، وذلك لأن إيران كانت تستعد فى ذلك الوقت لرد عسكرى أمريكى فى إطار التصعيد بعد القصف الإيرانى الذى استهدف القوات الأمريكية فى العراق.
وجاءت الضربات الإيرانية ردا على مقتل قاسم سليماني، القائد البارز في الجيش الإيراني، في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية في العاصمة العراقية بغداد في الثالث من يناير الجارى.
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إن "نزعة المغامرة الأمريكية" تُعد من الأسباب التي أدت إلى إسقاط الطائرة.
اوكرانيا
وعرضت صحيفة نيويورك تايمز فيديو لما يبدو أنه صاروخ ينطلق فى السماء ليلا فى المجال الجوى لطهران ثم ينفجر فور ارتطامه بالطائرة . وبعد نحو عشر ثوانى سُمع دوى انفجار على الأرض بعد أن تحولت الطائرة إلى كتلة من النار أثناء تحليقها.
كشف وزير الخارجية الأوكراني فاديم بلاتيكو، آخر شىء قاله قائد الطائرة الأوكرانية قبل سقوطها في طهران، صباح الأربعاء الماضي.
وقال بلاتيكو، في مقابلة مع CNN وCTV التابعة لـCNN، إن آخر كلمات قالها قائد الطائرة: "كل شىء على ما يرام"،
وأوضح بلاتيكو أن المُحققين الأوكرانيين يمكنهم الوصول إلى تسجيل برج المراقبة، وإلى طاقم الخطوط الجوية الأوكرانية "قبل حدوث شىء ما".
كانت تقارير قد قالت إن سكان محليين يلتقطون أجزاء الطائرة ونهب ما تبقى من حطامها، وهو ما أزعج أوكرانيا.