عندما يهون الدم وتنقطع صلة الرحم تصبح الجريمة أمراً سهلاً، فيتدخل الشيطان ويقتل الأخ شقيقته، ويدفن جثتها في صحراء جرداء، دون أن تزرف عينه الدموع، بعدما احتدمت الخلافات بينهما، وتلاعب بمشاعرها وأقنعها بعلاجها فى القاهرة.
"تعالى يا أختي أروح معاكي لدكتور كويس ومشهور في القاهرة يشوفك"، جملة استدرج بها القاتل شقيقته، لتنفيذ جريمته النكراء في جنح الليل بعمق الصحراء، ظناً منه بأنها سيكون في مأمن عن الملاحقات الأمنية، لكن العيون الساهرة كانت له بالمرصاد.
رحلة الموت بدأت من الفيوم، عندما أقنع مواطن شقيقته بالسفر معه من مسقط رأسهما بإحدى قرى طامية في الفيوم للقاهرة لعلاجها، وحتى لا تشك في مخططه الإجرامي اتفق مع زوجة شقيقه وسائق على الذهاب معهما، وأطلعهما على سيناريو الجريمة.
السيارة تحركت من أمام منزل القاتل، وشقيقته تجلس في المقعد الخلفي للسيارة بجوار زوجة شقيقه، بينما المتهم الرئيسي يجلس في المقعد الأمامي بجوار السائق، في رحلة قد استغرقت ساعتين حتى الوصول للقاهرة.
الضحية كانت تفكر في مصيرها، وأملها في العلاج الذي ينصحها به الطبيب الكبير بالقاهرة كما حكى لها شقيقها، وتفكر في التحول المفاجئ في معاملة شقيقها لها، ولم تدر أن هذه المعاملة وراؤها الغدر والخسة.
وفي مشهد قاس توقفت السيارة فجأة في منطقة صحراوية، وترجّل المتهم منها، وسحب شقيقته بقوة وساعدته زوجة شقيقه والسائق، حيث قتل المتهم أخته بدماء باردة، وتخلص من جثتها على طريقة "علوان أبو البكري"، ثم عادت السيارة للفيوم مرة أخرى، بعدما تحول وجهتها من القاهرة لمركز طامية، حيث انتهت رحلة الموت.
وتمكنت مديرية أمن الفيوم من ضبط مرتكبى واقعة مقتل ربة منزل وإلقاء جثتها بالطريق الصحراوي، فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ لمركز شرطة طامية بمديرية أمن الفيوم بالعثور على جثة لسيدة مجهولة فى العقد الثالث، مُلقاه على جانب طريق صحراوي، وتم تشكيل فريق بحث جنائى بمديرية أمن الفيوم، أسفرت جهوده عن تحديد شخصية المجنى عليها "ربة منزل - مُقيمة بدائرة مركز شرطة العدوة بالمنيا"، وأن وراء ارتكاب الواقعة شقيق المجنى عليها ويعمل مزارع.
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع مديريتى أمن "الفيوم والمنيا" تم استهداف المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف تفصيلياً بارتكابه الواقعة لخلافات أسرية، فعقد العزم على التخلص منها، وفى سبيل تنفيذ مخططه قام باستدراجها بزعم أنه سوف يقوم بعلاجها بمحافظة القاهرة، ويوم الجريمة اصطحبها وبرفقته "زوجة شقيقه ربة منزل" بسيارة ملاكى قيادة سائق، وأثناء سيرهم بالطريق طلب من السائق التوقف وقام بإنزال المجنى عليها عنوة من السيارة وطعنها بالسكين وتخلص من جثتها بإلقائها بمكان العثور، وبمواجهة "زوجة شقيقه والسائق" بما جاء باعترافاته أقرا بها ونفيا سابقة علمهما بمخططه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة .