وأشارت الصحيفة فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة، إلى أن دخول تركيا ليبيا سيخلق مشاكل كبيرة من ثلاثة جبهات ، الطاقة والمهاجرين والإرهاب، وهو ما يجعل إيطاليا بشكل خاص تتحرك بشكل مكثف فى محاولة لإنهاء الأزمة الليبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك العديد من الأهداف وراء الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وراء التدخل العسكرى فى ليبيا من بينها رغبته فى تحقيق انتصار له بعد فشله فى سوريا، بالإضافة إلى رغبته فى إظهار مدى ضعف الاتحاد الأوروبى، إلى جانب رغبته فى السيطرة على سوق النفط الليبى.
وقال جيان ميكيسين متخصص فى الشئون الأوروبية بصحيفة "الجورنال" الإيطالية إن خسارة سرت تعنى من الناحية الاستراتيجية أنه بات من الصعب على قوات حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج قطع خطوط الامداد الخاصة بقوات خليفة حفتر فى الشرق والجنوب، وجاءت السيطرة على سرت فيما أعلنت تركيا ارسال قوات الى ليبيا للتصدى لهجوم الجيش.
وتمكنت قوات اللواء خليفة حفتر، الاثنين 6 يناير ، من تحقيق تقدم عسكرى بتمكنها من السيطرة على مدينة سرت، ذات الأهمية الاستراتيجية، والتى تبعد نحو 450 كيلومترا عن العاصمة طرابلس، وقد يشجع السيطرة على مدينة سرت قوات حفتر على الاستمرار فى محاولتها دخول العاصمة طرابلس، حيث تتمركز القوات المؤيدة لحكومة الوفاق الوطنى، وهو ما يضيق الخناق على أردوغان فى دخوله عسكريا فى ليبيا.
وقال هليل كارافيلى، خبير بمعهد آسيا الوسطى ـ القوقاز، ومركز دراسات طريق الحرير، أن "من المحتمل أن يكون تصعيد فى الشرق الأوسط بأكمله، وأن تقرر تركيا ضد شمال قبرص رسميا، كما أنها تنظر فى بناء قاعدة بحرية".
وأضاف كارافيلى أن "اردوغان خطط للانخراط عسكريًا فى الصراع الليبى بهدف إلى الضغط على جيرانها فى شرق البحر المتوسط"، مشيرا إلى أنه فى نفس اليوم الذى صوت فيه البرلمان التركى لإرسال قوات إلى ليبيا بعد طلب رئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج، وقع زعماء اليونان واسرائيل وقبرص اتفاقا لخط أنابيب الغاز المغمور بالمياه الذى سينقل الغاز من الرواسب البحرية الجديدة فى جنوب شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، وترك تركيا جانبا".
وأوضح كارافيلى أن "تركيا بحاجة إلى الحفاظ على الحكومة الليبية برئاسة السراج، والتى توصلت معها إلى اتفاقية الحدود البحرية التى تقطع فعليًا الصلة البحرية اليونانية-القبرصية، وذلك للتأثير على المنطقة التى تعتبر مركز رئيسي للنفط والغاز فى شرق البحر المتوسط.