يمتلئ التاريخ الأدبى بأعمال أدبية قاومت النسيان واستطاعت أن تتحدى الزمن ومنها رواية اللقيط توم جونز للكاتب هنرى فيلدينج، التى نشرت لأول مرة فى فبراير 1749 وجاءت فى 18 فصلا. ولد "هنرى فيلدينج" فى بريطانيا فى عام 1707، ودرس فى كلية إيتون، أعمال الكتّاب الكلاسيكيين، وتطلع إلى أن يكون كاتبًا وأنهى أول مسرحية له فى عام 1728، ثم انتقل إلى جامعة لايدن فى هولندا لدراسة القانون، لكنه لم يكن قادرًا على استكمال دراسته بسبب الأزمات المالية.
واللقيط قصة اللطفل "توم جونز" الذى عثر عليه فى ممتلكات مالك أرض غنى يدعى "سكوير أولورثى" فى سمرست فى إنجلترا فى غرب البلاد، يكبر لكنه عندما يشعر بالحب تجاه صوفيا ابنة جارهم يتم رفضه لكونه ابنا غير شرعى.
فيقع توم جونز فى يأس شديد ويقرر التوجه إلى بريستول والسفر بحرا، كما يرتبط بعلاقة مع سيدة سرعان ما يتبين أنها هى جينى جونز، التى يفترض أنها أمه الحقيقية التى هربت بعد ولادته، إذ يخيل إليه أنه إنما ارتكب معصية، وتتوالى الأحداث ويكتشف توم أن أمه الحقيقية ليست جينى، بل بريدجت شقيقة آلوورثى، التى تعترف لشقيقها بكل شىء وهى على فراش الموت.
عمل هنرى فيلدينج كاتبا مسرحيا كى يكسب عيشه، وكان شاب مستقلا صريح التفكير، كتب مسرحيات كانت تنتقد علنًا حكومة رئيس الوزراء السير روبرت والبول، لكن بعض القوانين منعته من حرية الكتابة المسرحية مما أضره للتخلى عنها والبدء بمسيرته للعمل فى مجال القانون وأصبح محاميًا. لكنه استمر فى الكتابة وأنتج أعمالًا ساخرة مثل توم جونز وجوزيف أندروز التى جعلته أكثر شعبية.