كشف المعهد الوطنى للأنثروبولوجيا والتاريخ فى المكسيك، الغموض المحيط بسبيكة ذهبية تزن 1.93 كيلوجرام، عثر عليها فى متنزه فى مكسيكو سيتى خلال 1981، حيث قالت دراسة للمعهد، إن السبيكة كانت جزءًا من كنز يعود إلى حضارة الآزتيك نهبه الغزاة الإسبان قبل 500 عام.
وشكّلت السبيكة لغزًا للباحثين لمدة 39 عامًا، ولكن بفضل الأشعة السينية المتخصصة تم التأكد من أن الزمن الذى تعود إليه هذه السبيكة، وهو أثناء تراجع الإسبان، وإن كان مؤقتًا، خلال ما يسمى "نوتشى تريستى" أو "ليلة حزينة".
السبيكة الذهبية التاريخية فى المكسيك
ففى تلك الليلة، عام 1520، قام الآزتيك الغاضبون من ذبح الإسبان نبلاءهم وكهنتهم بطرد هؤلاء الغزاة من عاصمتهم تينوتشتيتلان، وهرب الغزاة مع أكبر عدد ممكن من كنوز الآزتيك المنهوبة، بما فى ذلك، على ما يبدو، هذه السبيكة الذهبية.
ووجدت الدراسة – حسب ما نقلته "العين الإخبارية" عن وكالة الأنباء الألمانية - أن تركيبة السبيكة تتطابق مع قطع أخرى من تلك الفترة التى تعود إلى شعوب الآزتيك، وأضاف بيان المعهد: "هذه السبيكة هى جزء أساسى فى حل لغز هذا الحدث التاريخى".
ويشار إلى أنه فى يوليو 2017، كان قد اكتشف علماء الآثار، برجًا من الجماجم البشرية تحت الأرض فى قلب مدينة مكسيكو سيتى، ما طرح أسئلة جديدة حول ثقافة التضحية بأرواح البشر فى إمبراطورية الأزتيك، إذ أنه احتوى على جماجم نساء وأطفال.
وكشف العلماء النقاب عن أكثر من 650 جمجمة مطمورة فى حجر جيرى وآلاف من القطع العظمية فى الصرح الأسطوانى قرب موقع معبد تمبلو مايور أحد المعابد القديمة الرئيسية فى مدينة تينوتشتيتلان عاصمة الأزتيك التى أصبحت فيما بعد مكسيكو سيتى.
ويعتقد أن البرج جزء من تقليد يعرف باسم تزومبانتلى بلغة الأزتيك العتيقة ويقوم على وضع جماجم بشرية على أرفف لبث الرعب فى قلوب الغزاة الإسبان، ويسرد المؤرخون كيف كانت رؤوس المقاتلين الأسرى تزين التزومبانتلى التى عثر عليها فى عدد من حضارات أمريكا الوسطى قبل الغزو الإسبانى للمنطقة، لكن الاكتشافات الأثرية فى باطن مكسيكو سيتى القديمة والتى بدأت فى 2015 تشير إلى أن الصورة غير مكتملة.
وقال رودريجو بولانوس وهو خبير فى علم الإنسان الطبيعى، "كنا نتوقع رجالا فحسب، شبانا بطبيعة الحال، لأنهم مقاتلون وبالنسبة لوجود نساء وأطفال فإنك تفكر فى أنهم لم يخوضوا القتال.. شىء ما حدث ولا نعرفه.. إنه أمر جديد بالفعل".
ويبلغ قطر البرج الدائرى ستة أمتار تقريبا ويقع فى ركن بمعبد ويتزيلوبوتشتلى آله الشمس والحرب والتضحية الإنسانية فى معتقدات الأزتيك، ولم يكشف بعد عن قاعدة البرج، وكان سرد جندى إسبانى كان ضمن قوة المستعمرين رؤيته لعشرات الآلاف من الجماجم البشرية.
وقال راؤول باريرا أحد علماء الآثار الذين اكتشفوا البرج، إنهم عثروا حتى الآن على 676 جمجمة، وإن العدد سيرتفع مع استمرار الاكتشافات، واشتهرت حضارة الأزتيك وغيرها من حضارات شعوب أمريكا الوسطى بتقديم قرابين بشرية للشمس، وحكم أباطرة الأزتيك المحاربون المتدينون رقعة واسعة من الأراضى تمتد من خليج المكسيك وحتى المحيط الهادى وذلك قبل الغزو الأسبانى فى الفترة بين عامى 1519 و1521.