علماء الأوقاف: الصدقة ليست للمتسول واليد العليا خير من السفلى

الأحد، 12 يناير 2020 07:12 م
علماء الأوقاف: الصدقة ليست للمتسول واليد العليا خير من السفلى علماء وزارة الاوقاف
كتب – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد علماء وزارة الأوقاف، خلال ندوة اليوم بمسجد مصطفى محمود بمديرية أوقاف الجيزة، تحت عنوان: "ظاهرة التسول وخطرها على الفرد والمجتمع"، أن اليد العلى خير من اليد السفلى، منتقدين ظاهرة التسول.

وقال الدكتور محمد القاضي، إن ظاهرة التسول من الظواهر السلبية على المجتمع، فلو نظرنا إلى الإسلام نجد أنه قد حارب التسول حربًا لا هوادة فيها، وبالغ في النهي عن سؤال الناس، وعندما أشار الحق سبحانه وتعالى لمن يستحقون الصدقات، ذكر في أوصافهم العفاف، وعدم سؤال الناس حتى يظن من يجهل حالهم أنهم أغنياء.

وذكر القاضى: إن الصدقة ليست لهؤلاء المتسولين القادرين على العمل، ولكنها للفقراء الذين لا يستطيعون السعي في طلب الرزق، ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف؛ لأنهم لا يسألون الناس شيئًا ، ولكن تعرفهم أنهم فقراء بسمات الفقر التي تظهر عليهم.

 

واستكمل القاضى: حذر النبي (صلى الله عليه وسلم) من هذه الظاهرة، فعن سيدنا عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما يزالُ الرجلُ يَسألُ الناسَ، حتى يأتيَ يومَ القيامة ليس في وجهه مُزعةُ لَحْم”، وقال أيضًا (صلى الله عليه وسلم) : “لأن يغدوَ أحدُكم فيحتطب على ظهرِه فيتصدَّق به، ويستغني به عن الناس خيرٌ له من أن يسألَ رجلاً أعطاه أو منعه؛ ذلك بأنَّ اليدَ العُليَا خيرٌ من اليد السُّفْلَى ، وابدأ بِمَن تعول” ، وعندما دخل عليه من يطلب منه الصدقة أرشده (صلى الله عليه وسلم) بأسلوب النصح والتوجيه إلى أن الصدقة لا تكون إلا للعاجز عن الكسب في أي مجال من مجالات العمل أيًا كان هذا العمل.

وأضاف الشيخ أحمد أبو طالب، إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة المرضية في مجتمعنا الإسلامي؛ حتى يحرص كل إنسان على العمل والكسب الحلال ، مبتعدًا عن البطالة والتعطل ، وتكفف الناس والحاجة إليهم ، حتى نحقق مقصود الشريعة الإسلامية التي حثت على العمل والاكتساب.

 

وأشار أبو طالب، إلى أن التسول إحدى الظواهر الخطيرة التي لها عواقب سلبية على المتسول نفسه بصورة خاصة ، وعلى المجتمع بصفة عامة ، فيوجد لظاهرة التسول العديد من الآثار السلبية على المجتمع , ومن هذه الآثار : انتشار ظاهرة التشرد بين المتسولين وسائر السلوكيات غير الأخلاقية بين أفراد المجتمع والتي تتنافى مع تعاليم الإسلام وقيمه الراقية ، مما يشكل خطرًا على الفرد والمجتمع ، وهي من الأمور التي يكرهها الله عزوجل ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ” ، ويوجه الإسلام اتباعه بأن يكونوا من أصحاب اليد العليا ، أي التي تعطي وتنفق ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : “الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى” .


وقال الشيخ محمد عبد العال الدومي، إن التسول وسيلة للحصول على الكثير من المال من غير عمل أوبذل للجهد في طلب الرزق ، لكنه في نفس الوقت يفقد المتسول احترامه بين الناس ، والتسول ليس مقتصرًا فقط على صورة أن يمد المتسول يده ، بل إن التسول له أشكال عديدة ، وربما يستخدم الأطفال للمساعدة في هذه الظاهرة البغيضة ، والتي من الصعب التخلي عنها بعد ذلك ، بدلًا من أن يزرع فيهم الخصال الحميدة والتعفف عن السؤال وعزة النفس ، مشيرًا إلى ضرورة التحري الدقيق لمن يخرج صدقاته وزكاة أمواله حتى تصل لمستحقيها ، فلا يستسهل في إخراج هذه الزكاة ، قال تعالى : “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” ، فهذا المال يعد مال الله كلفنا بإيصال هذا المال لمستحقيه على أكمل وجه .

 

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة