"تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن" حكمة تنطبق على الظاهرة الطبيعية التى تواجهها الفلبين فى تلك الآونة، ومن المتوقع أن تٌلقى بظلالها على الموسم السياحى هناك، حيث بدأ بركان "تال" والذى يعد ثانى أكثر بركان نشاطا فى الفلبين فى الثورة أمس، وهو أحد أهم المزارات السياحية المشهورة بسبب بحيرته البركانية الساحرة.
ويعتبر شهر يناير ذروة الموسم السياحى والشهر شعبية بالنسبة للسياحة الفلبينية، حيث ينتهى موسم الأمطار فى نهاية العام، ووصل عدد الزائرين للبلاد إلى 732506 فى يناير 2018، وجاء عدد مماثل من المسافرين فى يناير 2019، وكانت تعول البلاد على تحقيق حركة أكبر خلال العام 2020.
انخفضت تلك التوقعات بعد حدوث ثوران خطير فى بركان تال، الذى يهز الآن ويطرد الرماد والدخان على بعد 65 كيلومتراً (40 ميلاً) جنوب العاصمة مانيلا، وتم إغلاق المدارس والمكاتب الحكومية القريبة، ويمكن إجبار ما يصل إلى 200 ألف شخص على ترك منازلهم.
وأعلن مطار نينوى أكينو الدولى فى مانيلا تعليق جميع الرحلات الجوية "حتى إشعار آخر"، وتم إلغاء حوالى 170 رحلة طيران، حيث بدأ الرماد يتراكم على سلالم ومدارج الطائرات، وتم نصح المسافرين بالتنسيق مع شركات الطيران الخاصة بهم للحصول على تفاصيل حول جداول الرحلات، ويبحث وزير السياحة الفلبينى برناديت رومولو بويات مع المختصين كيف يؤثر البركان على الصناعة وسط ذروة الموسم السياحى فى البلاد.
ويعتبر بركان تال أصغر بركان نشط في العالم بارتفاع 311 متراً، لذلك يجده السياح غير مخيف نسبياً، كما أنه لم يشهد أى انفجارات منذ الانفجارات في الفترة بين 1960 و1977، واندلع البركان على بعد 55 كيلومترا جنوب مانيلا 30 مرة منذ القرن الـ16، ومع ذلك يستقبل البركان يومياً العشرات من السياح.
وكشفت إحصائيات منظمة السياحة العالمية للعام 2019، أن منطقة جنوب شرق آسيا سجلت نموا قويا فى حركة السياحة بلغت + 6% منذ يناير وحتى شهر سبتمبر، وتصدرت الفلبين الدول الأكثر نموا فى المنطقة بنسبة (+ 16 ٪) تلتها فيتنام بنسبة نمو (+ 11 ٪)، وتشكل السياحة 12.7%من الناتج المحلي الإجمالي للفلبين في عام 2018.
وتعتبر الفلبين من أهم الوجهات السياحية لدول الخليج العربى، وكانت وزارة السياحة الفلبينية دشنت منذ ثلاث سنوات موقعها الإلكتروني باللغة العربية لأول مرة في تاريخها، منذ إنشائها في عام 1960، في معرض سوق السفر العربي الذي يقام في دبي، وتستهدف الفلبين السائح السعودي بالدرجة الأولى، ولا يحتاج مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمون إلى تأشيرة دخول الفلبين.
تال
ثورة البركان