وفاء محمد هى إحدى طالبات مدارس مصر الخير المجتمعية بقرية دوينة مركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، ولدت بمشكلات فى النمو وضمور العضلات وعند بلوغها عامها الـ15 بدأت فى استعمال الكرسى المتحرك. وفاء فرد من أسرة تتكون من 9 أفراد أب وأم و7 أطفال، وبرغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة للأسرة وجدت وفاء فرصة التعليم عند سن 10 سنوات عندما أنشأت مؤسسة مصر الخير مدرسة أولاد علي سليمان المجتمعية بقريتها، وهى الوحيدة وسط أسرتها التى توفرت لها فرصة التعليم واستطاعت أن تحقق نجاحاً مبهراً منذ التحاقها بالمدرسة.
وعبرت وفاء عن طموحها ورغبتها بعد التحاقها بمدارس مصر الخير المجتمعية فقالت، "كنت أحلم دوما بأن أقرأ وأكتب، لا أحد فى أسرتى يستطيع القراءة، والقليلون جدا فى قريتى يستطيعون القراءة "وحتى عامنا هذا يوجد العديد من الأطفال وعلى الأخص الفتيات لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس أو الحصول على الفرص التعليمية. ويرجع ذلك إلى بعد المدرسة بمسافة تتراوح ما بين 5 إلى 7 كيلو، وهو الأمر الذي لا تستطيع العديد من الأسر تحمل تكلفته.
تبعد أقرب مدرسة عن منزل وفاء مسافة 6 كيلو متر. وبسبب قلة دخل أسرتها وتكلفة المواصلات لم يكن التعليم الرسمي متاحا لها أو لأشقائها، وخاصة مع ظروفها الصحية التى تشكل ضغطا نفسيا عليها وسط أقرانها من الأطفال في هذه السن .
وقالت وفاء "كنت سعيدة جداً عندما زارتنا ميسرة تعمل بالمؤسسة ولم تظن أمى أن المدرسة سترحب بالتحاقى، نظراً لظروفى الخاصة لكني طلبت ذلك من الميسرة ورحبت بالتحاقي بالمدرسة، وقالت إننى مادمت حريصة على الحصول على فرصتى في التعليم سأحقق كل ما أتنماه."
وبالفعل التحقت وفاء بمدرسة أولاد علي سليمان إحدى مدارس مصر الخير المجتمعية للحصول على حقها الطبيعي فى التعليم، حيث إن قضية الدمج التعليمي لذوي الإعاقة هى أحد القيم الأساسية لمؤسسة مصر الخير من خلال جهدها في نشر التعليم في المناطق النائية التى تفتقر للعديد من الخدمات.
وأنهت وفاء المرحلة الابتدائية وهى تعد واحدة من أنبغ الطلاب في مدرستها ومتفوقة في مادتي اللغة العربية والرياضيات، كما أنها إحدى المدافعات عن قضية تعليم الفتيات في مجتمعها.
وعندما علمت وفاء أن مؤسسة مصر الخير قد فازت بجائزة اليونسكو لتعليم الفتيات والنساء لعام 2018 قالت: أتمني أن تمنح تلك الجائزة الفتيات مثلي فرصة للتعلم لأن هناك الآلاف من الفتيات والفتيان من ذوي الإعاقة نواجه تحديدات كبيرة، ولكن التحاقنا بالمدرسة يجعلنا نشعر نحن وأسرنا بالفخر بين أهالي قريتنا".
وأضافت وفاء أن هدفي المستقبلي أن أصبح "معلمة" حتى أنقل كل ما تعلمته إلى الأطفال الآخرين." فأنا أريد أن أساعد مجتمعي كما قام المجتمع بمساعدتى".
وفي هذا الإطار، صرحت المهندسة أمل مبدى رئيس قطاع تنمية الموارد بمؤسسة مصر الخير " أن رغبة الطلاب ذوي الإعاقة في الوصول إلى المدارس الحكومية في المدن والمناطق النائية نادراً ما تنجح لصعوبة دمجهم في الفصول الدراسية العادية مع أقرانهم من الأطفال الأسوياء، وهو أمر تحرص عليه مؤسسة مصر الخير دائماً.
وأضافت مبدى أن قطاع التكافل الاجتماعي بالمؤسسة، يساهم في توفير كراسي متحركة أو أدوات سمعية للأطفال من ذوي الإعاقة لضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة المدرسية. حيث تساعد الميسرات كافة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم على التكيف مع المناهج التعليمية عن طريق الشرح بطرق مبسطة ومبتكرة "،
وأكد قطاع التعليم على سعى مؤسسة مصر الخير لاستكمال المرحلة الاعدادية بنفس المدرسة المجتمعية فترة مسائية، وخاصة في مدرسة وفاء حتى تتمكن وزملائها الذين لا يستطيعون دخول المدارس من استكمال تعليمهم .
جدير بالذكر، أن الجائزة تأسست في عام 2015 بتمويل من حكومة جمهورية الصين الشعبية لتكريم المساهمات البارزة والمبتكرة التي قدمها الأفراد والمؤسسات والمنظمات للنهوض بتعليم الفتيات والنساء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة