اقرأ مع فراس السواح.. "الوجه الآخر للمسيح" هل شوه اليهود صورة يسوع؟

الثلاثاء، 14 يناير 2020 12:00 ص
اقرأ مع فراس السواح.. "الوجه الآخر للمسيح" هل شوه اليهود صورة يسوع؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خاض المفكر الكبير فراس السواح كثيرا من الإشكاليات الكبرى فى الثقافة خاصة ما يتعلق بالشرق وقصصه القديمة ودياناته السماوية والوضعية وتحدث عن الشخصيات الرئيسية التى صنعت تاريخه وأفكاره وذلك من خلال عدد من الكتب منها "الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهود واليهودية وإله العهد القديم - ومقدمة فى المسيحية الغنوصية". 

 يقول فراس السواح فى مقدمة الكتاب إنه طالما فُتِنَ بشخصية المسيح التى رأى فيها "نموذجًا للثورى الذى جاء ليعلن نهاية عالم قديم وتأسيس عالم جديد، يتحقق المثالى فيه باعتباره واقعًا" ويقول فراس السواح فى الكتاب "إن الصورة التى رسمتها التفسيرات الضيقة والأحادية الجانب ليسوع، هى صورة شخصية يهودية أحدثت انقلاباً داخل المؤسسة الدينية اليهودية، من خلال تعاليم ومواقف وأفعال عبرت عن تجاوز الموروث وقادت إلى تشكيل كنيسة مستقلة، على الرقم من بقائها إلى هذا الحد أو ذاك على ارتباط روحى بالتركة التوراتية، من خلال اعتبار كتاب التوراة عهداً قديماً للمسيحية وجذراً لها".

 
الوجه الآخر
 

وفى الكتاب يرسم فراس السواح صورة مختلفة للمسيح، هو المسيح الجليلى الكنعانى الذى نادى برسالة إنسانية شمولية، جاءت منذ البداية فى استقلال تام عن اليهودية وعن الوثنية التقليدية للمنطقة، فيسوع لم يتجاوز اليهودية من داخلها، وإنما سعى إلى تقويضها من موقع مفارق، وتأسست رسالته على قاعدة نقدية شاملة لليهود واليهودية، ولإله اليهود الذى ليس له سلطة على يسوع ولا على المؤمنين برسالته، على ما ورد فى إنجيل يوحنا 14:30.

واعتمد الكاتب فى منهجه على مقاربة نقد- نصية، قرأ من خلالها نصوص الإنجيل بعيداً عن التفسيرات الرسمية كما اعتمد مقاربة تاريخية بحث من خلالها تاريخ الجليل، موطن يسوع، وتركيبه الثقافى والإثنى، فى محاولة للكشف عن أصول يسوع، وعن تكوينه الثقافى والدينى، ثم أعطى بعد ذلك حيزاً للبحث فى المسيحية الغنوصية، التى أسست لكنيسة واسعة الانتشار طرحت نفسها بديلاً عن كنيسة روما، وأحدثت قطيعة تامة مع التاريخ الدينى اليهودى، وطابقت بين إله اليهود والشيطان.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة