عهد جديد يبدأه نادي برشلونة الإسباني مع مدربه كيكي سيتين الذى سيقود الفريق لمدة موسمين ونصف بعد التوقيع معه مؤخرا، وذلك بعد إقالة المدرب السابق إرنستو فالفيردي الذى لم يكن على قدر طموحات جماهير البارسا بسبب بعض النتائج السيئة، خاصة الخروج من كأس السوبر الإسباني على يد أتلتيكو مدريد.
برشلونة مقبل على أمر ربما يكون جديدا عليه، حيث تعود آخر مرة أقيل فيها مدربا للفريق فى منتصف الموسم قبل 17 عاما، وتحديدا في عام 2003 عندما أقيل المدرب الهولندي المعتزل لويس فان جال، بعد ذلك كل المدربين الذين تم التعاقد معهم بدأوا مسيرتهم من بداية الموسم.
كيكي سيتين ليس من بين الأسماء الشهيرة في عالم التدريب وليس من الطراز العالمي أو ما يطلق عليهم CLASS A، حيث لم يسبق له الحصول على أى بطولة في مسيرته التدريبية ولكن فلسفته الأساسية تشبه إلى حد كبير فلسفة برشلونة.
ويقود المدرب صاحب الـ61 عاما فرقًا في دوري الدرجة الأولى الأسباني منذ عام 2015 عندما قاد لاس بالماس وأخرجه من منطقة الهبوط إلى المركز الحادي عشر، ثم قضى عامين في ريال بيتيس حيث قادهم إلى المركز السادس في الموسم الأول مع تأهل لاحق إلى مرحلة المجموعات في دوري أوروبا، كان سيتين أيضًا آخر مدرب فاز على برشلونة في "كامب نو" حيث هزمه عندما كان مدربا لبيتيس بنتيجة 4-3 في موسم 2018-19.
ويحتم وصول سيتين إلى النادي الكاتالوني، بعض التغييرات التكتيكية الكبيرة في الفريق، سنتعرف فى السطور التالية على 3 تغييرات أساسية سيقوم بها المدرب الجديد، وفقا لما يتناسب مع فلسفته.
1- لن يعد حمل الفريق على كاهل ميسي وحده
ميسي تحمل أعباء برشلونة بمفرده في الفترة الماضية
لا شك أن ليونيل ميسي هو أحد أعظم اللاعبين الذين لعبوا لمسوا كرة القدم، ومع ذلك ، في السنوات الأخيرة ، بدا الأمر وكأن المهاجم الأرجنتيني البالغ من العمر 32 عامًا يحمل جميع أعباء الفريق على كاهله لوحده فقط، وتتعقد الأمور على البارسا في غياب ميسي ، وبدا برشلونة كأنه فريق متواضع لأنه لم يكن هناك نظام تكتيكي بدونه.
سيتخلى سيتين بالتأكيد عن طريقة اللعب التى تعتمد على مبيب فقط، ويزيل من على الأرجنتيني هذا العبء من خلال تأسيس أسلوب لعب يشمل الفريق بأكمله بدلاً من الاعتماد على اللاعب الأوحد، سيتمكن ميسي الآن من التحرك بحرية في الثلث الأخير دون أن يتراجع كثيرًا في خط الوسط لبدء بناء الهجمات.
مع وجود نظام قائم على الاستحواذ، سيكون بإمكان ميسي التركيز على دوره الأساسي فقط مع الفريق، ونظرًا لأن لويس سواريز سيغيب عن الملاعب لمدة أربعة أشهر بسبب جراحة في الركبة، فهناك احتمال أن يقوم سيتين باللعب بميسي أو جريزمان في مركز المهاجم الوهمي من أجل خلق اتصال أكبر بين خط الوسط والمهاجم الثالث.
2- أكاديمية لاماسيا ستقتحم التشكيل
برشلونة لديه العديد من اللاعبين المميز في لامسيا
استثمر برشلونة بشكل كبير في أكاديمية تدريب الشباب والمعروفة باسم "لاماسيا" في الماضي ومع ذلك ، انخفض عدد اللاعبين القادمين من تلك الأكاديمية في مشاركتهم مع الفريق الأول في ولاية فالفيردي، وفشل العديد من اللاعبين الشباب الواعدين في حجز مكان في الفريق الأول.
كان سيتين يقود من قبل أندية لم يوجد بها أسماء كبيرة بسبب إيمانه دائمًا بأسلوب لعبه بدلاً من الاعتماد على اللعب الفردي، فالظهير الأيسر لبرشلونة الحالي جونيور فيربو هو أحد المواهب الشابة التي ظهرت لأول مرة مع ريال بيتيس تحت قيادة سيتين في فبراير 2018 وتألق بشكل كبير رفقة النادي الأندلسي في 43 مباراة قبل الانتقال إلى النادي الكاتالوني.
أحد خريجي "لاماسيا" الذين سيكون لهم دورا كبيرا مع سيتين هو الواعد ريكي بويج، حيث يمتلك الشاب كل صفات لاعب خط وسط العالمي، فقد لعب البالغ من العمر 20 عامًا 3 مباريات فقط للفريق الأول تحت قيادة فالفيردي في موسم 2018-1919 ولم يشارك في أي من مباريات برشلونة حتى الآن هذا الموسم.
من المتوقع أن يعتمد سيتين أيضا على العديد من المواهب في الأكاديمية على غرار أنسو فاتي ، وكارليس بيريز ، وموسى واجو ، وأليكس كولادو.
3- إعادة اكتشاف الموهوب دي يونج
إمكانيات دي يونج لم تظهر بعد مع برشلونة
وقع برشلونة مع لاعب الوسط الهولندي الموهوب فرانكي دي يونج من أياكس الهولندي في يناير 2019 بموجب عقد مدته خمس سنوات وانضم إلى النادي في بداية موسم 2019-20.، وقد ظهر لاعب الوسط صاحب الـ22 عامًا لأول مرة في 16 أغسطس من عام 2019 في هزيمة برشلونة 1-0 أمام أتلتيك بلباو.
لعب دي يونج تحت قيادة فالفيردي كلاعب خط وسط، لكنه لم يتمكن من إظهار إمكاناته الكاملة بسبب أسلوب الفريق تحت قيادة فالفيردي، كان الفريق يفتقر إلى البساطة في لعبه في المواسم القليلة الماضية بسبب أن لاعبًا مثل دي يونج يتمتع بقدرة فنية كبيرة لكنها لم تظهر بعد.
كل هذا لا بد أن يتغير في عهد سيتين، حيث يتطلع مدرب بيتيس السابق إلى إعادة تأسيس فلسفة الأسطورة يوهان كرويف، والتركيز بشكل أكبر على خط الوسط، وهو ما يجعل لاعب مثل دي يونج يستفيد بشكل كبير من هذا حيث أنه يتألق بأسلوب اللعب القائم على الاستحواذ حيث تنطلق كل هجمة من منطقة خط الوسط.
سيصبح دي يونج بفضل حيازته الممتازة على الكرة وقدرته على الركض في المساحات الضيقة والتمريرات الحاسمة قوة كبيرة فىوسط الملعب تحت قيادة سيتين.