- الدكتورة توحيدة ياسين: يوم وفاته أخذ «حمام» وطلب من السفرجى بتاعه تصفيف شعره وقال: «احتمال يكون دى آخر مرة أشوفك فيها» العندليب تشاءم وهو على الترولى أثناء دخوله العمليات بعد سقوط المصحف من تحت المخدة وعرف أنه سيتوفى.. كتب وصيته قبل موته بـ28 يوما
- ملك المغرب أمر بسفره لفرنسا للعلاج بطائرته الخاصة وعبدالناصر أصر على ذهابه لأمريكا.. ونصحه الأطباء بإجراء عملية قد تسبب له التوهان
ولمعرفة تفاصيل علاقة عبد الحليم حافظ مع طبيبه الخاص الدكتور ياسين عبد الغفار، إليكم هذا الحوار مع الدكتورة توحيدة ياسين عبدالغفار.
كيف بدأ الدكتور ياسين مشوار علاج عبدالحليم؟
الدكتور ياسين عبد الغفار، غنى عن التعريف فهو طبيب عبد الحليم، وأول من قام بتأسيس معهد الكبد القومى بالمنوفية، كما قام بتأسيس مركز الدكتور ياسين عبد الغفار الخيرى لعلاج أمراض الكبد، وهو مدينة «تلا» بالمنوفية، وكانت البلهارسيا منتشرة وقتها هناك، وقد بدا يتعرف على عبد الحليم فى أواخر الستينات، عاش عبد الحليم حياة قاسية مهددة بالمرض والنزيف، وتعرض للنزيف فى أحد حفلاته بالمغرب، وكلف الملك طبيبه الخاص بالكشف عليه، وأخبر الملك بأن الحالة خطيرة، ولازم يسافر عبدالحليم إلى باريس وأرسله الملك بطائرته الخاصة، وبدأ علاج عبد الحليم، وقال له نفس الكلام الذى قاله له الأطباء فى لندن.
وكانت الدوالى قد وصلت للمرىء، ووصفوا له طبيبت فى أكسفورد بإنجلترا اسمه «مكبس»، أفضل واحد متخصص فى علاج دوالى المرىء، وذهب حليم إلى هناك وقابل مكبس، وأوصى عبدالحليم بأن يقوم كل عامين بحقن الدوالى، وذلك من خلال إدخال منظار من الفم بمادة تجفف الدوالى، وظل 6 سنوات يقوم بعمليات الحقن.
كيف كانت علاقة الدكتور ياسين عبدالغفار بالفنان عبدالحليم حافظ؟
كان من الشخصيات الجميلة، وكان لديه وفاء شديد لبابا، أخوه إسماعيل شبانة كان راجلا طيبا، وأخته «طنط علية» هى من قامت بتربيته، وكان بابا يعتبره مثل ابنه، خاصة عندما بدأ المرض يتملك منه ويأخذ أشكالا كثيرة فى جسمه، فقد كان يعانى من التليف، بالإضافة إلى الإصابة بفيروس سى، حيث إنه بعد وفاته راجعوا عينات الكبد مرة أخرى، وتبين أنه مصاب بالفيروس، خاصة أنه لم يكن معروفا حتى عام 1989بعدما توفى عبدالحليم بـ10 سنوات.لماذا سافر إلى لندن للعلاج طالما كان يعالج فى القاهرة؟
كان دائما بابا يشوفه فى مصر، و«ويليام روجرز» يشوفه فى لندن بمستشفى «كنجز كولدج» بإنجلترا، وهو مازال يعيش فى لندن حتى الآن، وسنه اقترب من الــ 88 عاما، حيث كان الدكتور ياسين، على علاقة كبيرة بالدكتور «ويليام» قبل أن يكون طبيب عبد الحليم، وكان حليم كل مرة يقوم من الانتكاسة ويصبح كويس، ولكن آخر مرة طلب من بابا أن يذهب إليه فى لندن.هل كنتم تقومون بزيارة عبدالحليم فى منزله؟
ذهبنا إليه فى المنزل، حيث كان يعزمنا فى بيته فى العجمى، ومرة أنا وأولادى ذهبنا إليه فى لندن فى منزله هناك، ولم نتصور معه وقتها، لأننا كنا نعتبره من العائلة، وبابا كان يعتبره مثل ابنه، وكان له معزة خاصة عند بابا، كنا نذهب إليه فى شقته فى الزمالك، حيث كان مخصص غرفة للأوركسترا وكان المنزل يغلب عليه اللون اللبنى، وقتها كنت فى سن الــ20، وكلنا كنا بنحبه وأختى كانت تحبه أكثر منى، لأنها كانت تحب أغانيه.
كم سنة ظل متابعا لحالة عبدالحليم وهل تتذكرين الأكلات التى كان يحبها؟
كان ملتزم جدا مفيش ملح فى الأكل، ويتناول الطعام نى فى نى، وممنوع من معظم الأطعمة، وبابا ظل يتابع العندليب من أواخر الستينيات حتى توفى، لم يكن يتحدث عن عبدالحليم على أنه شخص غريب، بل كان يعتبره مثل ابنه، وعبد الحليم عمل لنفسه مكانة فى قلوب المصريين، وعاش لا يشتكى ليسعد جمهوره بأغانيه، وبابا كان عارف فنانين كتير مثل يوسف وهبى، وسعاد حسنى كانت تأتى إليه فى عيادته.هل كان يحضر الدكتور ياسين حفلات عبدالحليم؟
عزمنا على أغنية «يا مالكا قلبى»، وكان عندى امتحانات وقتها فى الكلية، وماما وبابا وأختى راحوا، وقالوا إنه كان مصحصح، ويشد انتباه الجمهور، وإنه شخص جميل، وكان بيخطف قلوب الستات، وأى حد يسمع أغانيه فكان إنسان محترم جدا.كيف أصيب حليم بالبلهارسيا وما نصائح الأطباء له ؟
عبد الحليم توفى من البلهارسيا، ومن علاج البلهارسيا، مثل الكثير من المصريين، لم يكن يعرفوا البلهارسيا، ووقتها عالجوها بحقن «الطرطير»، وكانت السبب فى إصابته بفيروس سى الذى انتقل فيروس لآلاف الأشخاص المصريين مثله، وأعطاه بعض الإرشادات، بأن يتجنب الملح فى الأكل، والأطعمة الحمضية، والتوابل الزائدة، والأكل المسبك، والدهون، وتجنب بعض الأدوية، والإرهاق الشديد، وكان يتم علاجه فى مصر، وكان يأخذ رأى ويليام روجرز فى إنجلترا، وعبد الحليم كان معروفا فى لندن، لأنه غنى فيها، لجمع التبرعات أيام النكسة، فكان معروفا فى لندن للمصريين، والجالية العربية.
حليم يستمع لاوامر الاطباء
هل كان يعلم أنه سيتوفى عندما كتب وصيته؟
فى مستشفى «كنجز كولدج» والتى تعرف فيها على الدكتور ويليام روجرز وهو أكبر دكتور متخصص فى زراعة الكبد وعلاج دوالى المرىء والمعدة، قال له إن الكبد فى أسوأ حالاته، ولازم نزرع لك كبد، وأول ما سمع أنهار، وبعدها كتب وصيته فى ذلك اليوم، وكان 2 مارس، وطلب من مجدى العمروسى وهو الصديق المقرب لعبد الحليم حافظ، وكاتم أسراره، أن يقرأ الوصية، التى قال فيها «بسم الله الرحمن الرحيم، إنا لله وإنا اليه راجعون، أوصى أنا عبدالحليم على إسماعيل شبانة، والمدعو عبدالحليم حافظ، أن يرث تركتى بعد موتى إخوتى جميعا، ومعهم ابن خالتى شحاتة، وزوجته فردوس بالتساوى فيما بينهم، وأن تظل شقتى التى أقيم بها بالزمالك مفتوحة لمن يقوم بزيارتها من الناس باسم عبد الحليم، وأن تقيم فى هذه الشقة فردوس شحاتة ابن خالتى وزوجته، لأنهم كانوا مقيمين معى فى الشقة، عزيزى مجدى أوصيك بأن تنفذ هذه الوصية حرفيا كما كتبتها، ومع كل حبى لك أرجو تنفيذ هذه الوصية».هل كان مرض عبدالحليم يحتاج للعلاج فى لندن؟
وقتها لم يكن هناك أدوية لدوالى المرىء، وكذلك العلاج بالمناظير لم تكن موجودة فى ذلك الوقت كانت فى طور التجارب، وآخر مرة عبد الحليم طلب بابا وهو هناك، كان عام 1977 يوم وفاته، ويومها قال بابا: إن عبد الحليم مش حيقوم المرة دى لأنه «مش متمسك بالحياة»، مش علشان المرة دى أصعب، وكان زراعة الكبد قد نصحه بها الدكتور ويليام، وقبلها اتعرض عليه بأن يقوم بإجراء عملية توصيل الوريد البابى بالوريد الأجوف السفلى، بحيث لا يمر الدم من خلال الكبد، وبالتالى لا يتم تنقية الدم من النفايات والشوارد، مما يسبب له التوهان، وفضل أن يعيش بالمرض حتى يكون بصورته الجميلة أمام جمهوره، ولكنه رفض.