يستمر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى استفزاز المجتمع الدولى، حيث أعلن أن تركيا تعتزم القيام بأنشطة الاستكشاف والحفر فى البحر المتوسط، وفى المناطق التى تحددها الاتفاقية التى وقعها مع رئيس حكومة الوفاق الوطنية فائز السراج، وفى هذا السياق رأت صحيفة "الكافى جيوبوليتيك" الإيطالية أن هذا الإعلان يعتبر خطوة استفزازية جديدة من القرارات المثيرة للجدل التى يقوم بها اردوغان، ويظهر طمعه فى الاستيلاء على الغاز.
وقالت الصحيفة فى تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى إن السياسة التركية ورغبة أردوغان فى التدخل العسكرى فى ليبيا بدا واضحا بعد اعلانه التنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط، حيث أن الرئيس التركى يطمع فى نهب ثروات غاز شرق البحر المتوسط.
وزادت أنقرة من رهاناتها بالتحركات الأخيرة لاستكشاف المياه التي تسيطر عليها قبرص واليونان، مما تسبب فى انزعاج عميق بين البلدين العضوين فى الاتحاد الأوروبى، وأرسلت تركيا سفن الحفر التى اصطحبتها السفن الحربية إلى المياه التى تتمتع فيها قبرص بحقوق اقتصادية حصرية.
وأوضح التقرير أن الاتفاق بين أنقرة وطرابلس أثار حفيظة الدول المجاورة لها فى المتوسط ، ذلك أن الاتفاق يمنح تركيا سيادة على مناطق واسعة من البحر، خصوصا وأنه لا يأخذ بعين الاعتبار وضع جزيرة كريت اليونانية، وكانت تركيا أثارت فى البداية غضب قبرص، وردود فعل من الاتحاد الأوروبى بإرسالها سفنا للتنقيب عن النفط والغاز قبالة الجزيرة المقسومة.
وأشار التقرير إلى أن "الحرب الدائرة فى ليبيا حالياً سببها طموحات اردوغان بشأن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، ومن المتوقع ان تزداد التوترات فى شرق البحر المتوسط بسبب استيراتيجية تركيا العدوانية، للسيطرة على موارد الغاز".
وأوضح التقرير أن أنقرة ترغب فى خوض الحرب السياسية والعسكرية من أجل الطاقة، ولذلك فإن الصراع أصبح حتميا مع اللاعبين الآخرين فى رقعة الشطرنج الليبية.
وتابعت الصحيفة أن أنقرة تزيد من الرهانات غير المأمونة العواقب بمحاولاتها منازعة قبرص واليونان فى الثروات النفطية المتواجدة فى شرق البحر المتوسط، وهو ما يسبب انزعاجا عميقا بين البلدين العضوين فى الاتحاد الأوروبى، حيث أرسلت تركيا قبل أشهر سفن الحفر التى اصطحبتها السفن الحربية إلى المياه التى تتمتع فيها قبرص بحقوق اقتصادية حصرية.
وكان أردوغان أوضح أن بلاده تعتزم، خلال 2020 إصدار تراخيص للمناطق البحرية المشمولة فى الاتفاق مع ليبيا، والبدء بأعمال التنقيب فيها، مشيرا إلى أنه "بموجب الاتفاق التركى الليبى لم يعد ممكنا القيام بأعمال تنقيب أو تمرير أنابيب فى المناطق البحرية المشمولة فى الاتفاق، دون موافقة تركيا وليبيا، وأكد عزم أنقرة على حماية مصالح ما يعرف باسم "جمهورية شمال قبرص التركية" فى البحر المتوسط، مضيفا إن أنقرة "لم تسمح بإقصاء تركيا وشمال قبرص عن شرق المتوسط وفعاليات التنقيب الجارية فى تلك المنطقة".
يشار إلى أن اليونان وقبرص وإسرائيل كانت قد وقعت بدورها على اتفاق، فى وقت سابق من الشهر الجارى، لبناء خط أنابيب "شرق البحر المتوسط" لإيصال الغاز إلى أوروبا، وهو المشروع الذى تعارضه أنقرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة