يبدو أن الصراعات السورية غير كافية، فقد قرر الأدباء السوريون الفارين من الحروب إلى خارج البلاد أن يشعلوا حروبهم الخاصة على الكتب والروايات الأدبية، ومن ذلك ما قام بها الكاتبات خالد خليفة ولينا هويان الحسن.
كانت البداية عندما اتهمت لينا هويان الحسن الروائى خالد خليفة، بسرقة تفاصيل من روايتها "ليست رصاصة طائشة تلك التى قتلت بيلا"، ووضعها فى روايته "لم يُصَلِّ عليهم أحد"، التى تنافس فى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية.
بعد وقت طويل من الاتهامات رد خالد خليفة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى يقول "نحن نعيش فى الزمن ... زمن مارلين مونرو البدوية وبثينة شعبان الاسبارطية، لنا حديث قريب عن زمن مارلين مونرو البدوية."
وبالتالى ردّت لينا هويان الحسن عليه قائلة "الرد الوحيد من قبل خالد خليفة على اتهاماتى المشروعة والواضحة بعد عشرين يوماً؟! أنه عيّرنى ببداوتى؟! ووصف الزمن ب #.... !؟؟؟
وتابعت "نعم، بالنسبة لخالد خليفة بينى وبينه محكمة المطبوعات، ما حدث، كان فرصة جديدة لأتأكد مما خبرته سابقاً، وعلمته جيداً خلال رحلتى لمدة أربع سنوات متتالية فى قوائم قصيرة: بوكر 2015 وثلاث سنوات متتالية قائمة قصيرة جائزة الشيخ زايد، نخوض حروبنا، فمن هو الناقد الذى يريد أن يسجل على نفسه موقفا يزعج فيه مؤسسات كبيرة ومنظومات شللية أخطبوطية؟ كما ترون أعلم منذ البداية أنى البطلة الوحيدة فى هذا القفر اليباب الذى اسمه وسط ثقافي، وقطعا لن أرشح أعمالى فى المستقبل لجائزة البوكر، وأكثر ما لفت انتباهى منذ بداية هذه المسألة، هو أسلوب تعاطى بعض الكتّاب، والكاتبات، المغمورين، مع المسألة!؟ اضطررت إلى حذف تطاولاتهم وحظر صفحاتهم، ولهم أن يعبروا عن أحقادهم ومركبات النقص وأمراضهم النفسية على صفحاتهم كما شاؤوا"
.
وقالت "لينا" :"فى الحقيقة قرأت رواية خالد عقب إعلان القائمة الطويلة للجائزة، بعد أن اطلعت مصادفة على مقالة صحفية تتناول روايته وكان أن انتبهت إلى التقاطعات والتشابهات الأوليّة، لكن عندما، قرأت الرواية نفسها، ذهلت من جرأة قلم خالد فى التأثر بثيمة وأحداث وشخصيات".
وأضافت : نعم، قد نكون قمنا “أنا وخالد" باستقاء المعلومات من مصادر متشابهة، ولكن هل نحن بصدد رواية أم بحث علمى؟ أى تشابه الشخصيات ببنائها، ووجهة نظرها، ومصائرها هذا أمر يتعدى بكثير توارد الأفكار، كما تعلمون، وكما يتجاهل معظمكم.
وقالت: أطالب لجنة جائزة البوكر 2020 باعتذار رسمى وإقرار بأنهم لم يقرأوا روايتى، إلّا إذا كانوا يمتلكون صفة قداسة ما؟!
ليست رصاصة طائشة تلك التى قتلت بيلا
رواية لـ لينا هويان الحسن، صدرت عام 2019 عن دار الآداب، رسمت فيها ملامح سوريا من خلال "الغرباء" الذين وفدوا إليها فى مطلع القرن العشرين: شمسى ميرزا آغا الشركسيّ، العاشق الذى أراد أن يغيِّر كلَّ شيء، يلّا بِكتاش الأذريَّة، الخلّابة الصامتة، تيمور ميرزا البهيّ، الذى أُغرِمتْ به كلُّ النساء، لكنّه قدَّم باقة الورد إلى امرأة واحدة، سيسى بابايان الأرمنيّة ذات الجدائل السوداء المُضحكة).
لم يصل عليهم أحد
رواية للكاتب السورى خالد خليفة، صدرت عن دار هاشيت انظوان، ودار العين للنشر فى القاهرة، وتدور أحداثها فى مدينة حلب، فى القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، عبر قصص متشابكة عن الحب الموؤد، والموت المحقق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهوية والانتماء وأسئلتهما.
الرواية عن طفل مسيحى ناجٍ من مجزرة فى ماردين، تربيه عائلة مسلمة فى حلب، وهى ملحمة إنسانية حقيقية عن الطوفان والقلق البشرى، عن وهم النجاة من هذا الطوفان والأوبئة، وعن ورطة الحياة بحد ذاتها.