ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن أحد القضاة الحاليين في تركيا، رفض الإفصاح عن اسمه، كتب مقالة عن الوضع الذي وصل له القضاء التركي، بعنوان عصيان قاض في منصبه، حيث بدأ القاضي التركى الحالي مقالته قائلا: لم أكن أبدًا بهذا اليأس في حياتي المهنية التي استمرت 20 عامًا.. إن طلب التقاعد ليس هو الحل. إذا كان الابتعاد عن النظام القضائي هو الحل لابتعدنا، لكننا لن نتمتع بالراحة سواء بقينا في وظائفنا أو تركناها.. فإما الطاعة أو الموت؛ وإما العيش مع أبنائك أو النفي بعيدًا.
وأضاف القاضى التركى: لم أشهد حِملا ثقيل على القضاء مثل هذا أو سحابة سوداء عليه بهذا القدر. ولا نعرف ما الذي يجب علينا فعله؟ هل الصمت أم الهرب أم إطاعة النظام أم رفع راية العصيان، ووصلنا لوضع سيئ للغاية في القضاء لدرجة أنه عند التعرف على القضاة الجدد الذين يدخلون نظام القضاء يُعَرِّفون أنفسهم على أنهم فلان الفلاني من الحزب الفلاني.. ولا أجد ما أقوله عن القضاة والنواب العوام الذين يتملقون حتى يحصلوا على منصب أو الذين يخونون أصدقاءهم حتى يحصلوا على منصب أعلى.
وتابع: لكن مع الأسف، نحن محسوبون على هذا النظام الذي يطيح بكل القيم. لقد كان ضباط الأمن يحترمون القضاة عندما يرون بطاقتهم الشخصية في أثناء الرقابة المرورية، لكن الآن يجرون فحصًا شاملا معهم؛ لذا حان وقت مغادرة البلاد، والمشكلة الكبرى في حق مؤسسة القضاء هي ضياع قيمتها وشرفها في نظر المجتمع ومؤسسات الدولة، وقد أصبحت تهمة فيتو (الانتماء لجماعة فتح الله جولن) فرصة ذهبية والعصا السحرية لإسكات كل من يكتب عن الظلم، ولمنع كل صوت معارض. ولم يشهد التاريخ التركي سلاحًا مريحًا مثل هذا لإسكات المعارضة.. ونحن لم يعد لدينا أمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة