كارثة بيئية بالجبل الغربى بقرية الغريزات دائرة مركز المراغة شمال محافظة سوهاج تلك الكارثة السبب الرئيسى فيها هي أحواض الصرف الصحى الموجودة بالمنطقة والبالغ عددها 12 حوض صرف صحى عملاق هذه الأحواض امتلأت عن آخرها وطفحت للخارج، بل أن المياه الناتجة لعملية الطفح أصبحت تروى بها الزراعات المجاورة لها والتي لا تبعد أكثر من 500 متر تقريبا هذه الزراعات تضم حاليا زراعات حيوية للمواطن العادى منها زراعات القمح والفول والبصل والخضراوات، بالإضافة إلى البرسيم والضحية في النهاية المواطن.
وأكد مصدر بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة، أن الأحواض الموجودة لم يتم تسليمها فعليا للعمل ومع ذلك قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بتفعيل العمل وضخ كميات كبيرة من مياه الصرف من مركزى المراغة وجهينة الأمر الذى يعد مخالفة صريحة ولم يحاسب عليها أحد الأن ومع ذلك ما زالت أعمال الصرف مستمرة مع حدوث شورخ وتصدعات بالأحواض وإذا حدث كسر مفاجئ سوف يحدث غرق لقرية الغريزات بالكامل نظرا لأن الأحواض بمرتفع والقرية بمنخفض.
"اليوم السابع" انتقل إلى قرية الغريزات بمركز المراغة والتقى الأهالى للوقوف على مدى تضررهم من أحواض الصرف الصحى بالإضافة إلى المعاينة على الطبيعة للأحواض ومدى ما أصابها من شروخ ومدى تضرر الزراعات المجاورة للتلك الأحواض.
في البداية يقول محمد النجار من أهالى قرية الغريزات أن أحواض الصرف الصحى بالقرية عبارة عن قنبلة موقوتة وتنبئ بكارثة بيئة بكل المقاييس، لأن الأحواض بها رشح وطفح مستمر مما أدى إلى وصول المياه إلى الأراضى الزراعية بالمنطقة ويصل إلى زراعات الطماطم والبطاطس وغيرها من المحاصيل بالشتاء والصيف ما يمثل خطرا داهما على صحة المواطنين والأحواض منذ فترة كبيرة شهدت حدوث كسر بها وتم تحويلها لمنطقة المحجر القديم بالجبل حتى لا يعلم أحد بحج الكارثة.
وأضاف النجار: تقدمنا بالعديد من الشكاوى للمسئولين بداية من محافظ سوهاج السابق والبيئة والوحدة المحلية والأمر نتروك حبيس الأدراج ولم تصلنا حتى الأن ردود على تلك الشكاوى فمن ينقذنا من ينقذ القرية من الدمار .
وقال ياسر عبدالخالق، محام من أهالى القرية: إلى الله نشتكى بعد أن تركنا المسؤولين عرضة لخطر التلوث وعرضه للحشرات والبعوض التي تهاجم المساكن بشكل يومى أننا هنا لا نطيق الرائحة الكريهة المنبعثة من الأحواض بالإضافة إلى قيام سيارات القمامة بإلقاء مخلفات الخاصة بالعيادات بالقرب من الأحواض وبالقرب من المساكن نحن نعيش في كارثة حقيقية .
وأوضح أن الشخص الذى يأتي للمنطقة لأول مرة يشعر أنه في الساحل الشمالى ولكن عندما يصطدم بالواقع المر من جراء انبعاثات الأحواض ليس هذا فقط بل أن هناك عدد كبير من الشباب يأتي إلى منطقة الأحواض من أجل اصطياد البط الذى استوطن الأحواض ويقومون بحمله إلى منازلهم وأكله وهو يتغذى على مخلفات الصرف الصحى غير المعالجة وهو يمثل خطرا على الإنسان ويصيبه بالأمراض التي في النهاية تكلف الدولة الكثر من النفقات للعلاج فالدولة تطلق المبادرات الصحية للحفاظ على صحة الإنسان وهناك من يقوم بتدمير صحة الإنسان من خلال تقديم منتجات ولحوم تشرب وتتغذى على الصرف الصحى غير المعالج.
ويستكمل أحد المزارعين بالمنطقة حديثة قائلا: نحن لا نريد أن تروى الزراعات الخاصة بنا بمياه الصرف الصحى ولكن ما يحدث ليس لنا فبه ذنب لأن المياه ترشح من الأحواض وتصل إلى الزراعات ونستيقظ صباحا فنجد الزراعات كلها مروية بمياه الصرف الصحى حتى أننا لاحظنا أن المحاصيل التي تستغرق شهرا أو شهرين فبسبب مياه الصرف الصحى نجد المحصول ينمو في نصف المدة تقريبا ونحن بين شقى رحا أما أننا نخسر المحصول وأما نتحمل الرى بمياه الصرف الصحى أننا نطالب الزراعة بالقدوم وفحص الزراعات والبيئة التحرك لحل المشكلة.
وعن رأى العلم، قال الدكتور عبدالمنعم محمد عبدالرحمن وكيل كلية الزراعية لشؤن البيئة إن الصرف الصحى غير المعالج له تأثير على الإنسان بدرجة كبيرة خاصة في النواحى الصحية وعلى النباتات باعتبارها نتيجة تلوث التربة بالعناصر الثقيلة التي تسبب أمراض مختلفة منها الفشل الكلوى وغيرها من الأمراض.
وتابع أن التغذية على لحوم الطيور التي تتغذى هي بدورها على مخلفات الصرف الصحى تسبب ضرارا بالغا عن التغذية عليها وتصيب الإنسان بالأمراض أيضا مثلما يحدث إذا تغذى الإنسان على نباتات تروى بنفس المياه وتؤثر على الماشية التي يتغذى الإنسان أيضا على لحومها وألبانها بالإضافة إلى حدوث تلوث كبير للبيئة من خلال تلوث المياه الجوفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة