رصد موقع قناة دويش فيلة الألمانية فى تقرير مطول الأزمات التى تحاصر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فى ظل أطماعه المتزايدة ورغباته فى السيطرة على ثروات دولاً عربية وآخري أوروبية عبر النزوات العسكرية المتكررة، والتى آخرها محاولة غزو ليبيا.
وقال موقع القناة الألمانية اليوم الخميس، إن أردوغان عندما وصل إلى السلطة في عام 2003 كان يوصف آنذاك بأنه إصلاحي ليبرالي يسعى لإلحاق تركيا بالركب الأوروبي لكن معارضيه لم يصدقوا وحذروا من نواياه قائلين انه ليس الا "ذئب في ثوب حمل".
وتابعت القناة : كان منتقدي أردوغان على حق بعد أن تمكن من نزع السلطة من اعدائه في الجيش وفي القضاء. ومنذ ذلك الوقت يجد أردوغان نفسه في الطريق نحو إقامة سلطنته الخاصة في تركيا، ولتبدأ رحلة العودة إلى الماضي العثماني".
وبحسب تقرير موقع "دويتش فيله" بدأت الازمة الاقتصادية في صيف 2018، عندما بدأت تأثيرات السياسة الاقتصادية تلقي بظلالها ومن أجل الحفاظ على سياسة المحسوبية في الاقتصاد، استثمر أردوغان كثيراً في قطاع البناء وبشكل أحادي الجانب. ولهذا أصبح الاقتصاد التركي أقل إنتاجية وبات حالياً في أزمة خانقة بالتزامن مع اضطرابات شديدة في سعر العملة الوطنية. وارتفعت نسبة البطالة، خصوصاً بين الشباب وساهم ارتفاع الأسعار بشكل خاص على المنتجات الغذائية الأساسية والفواكه والخضروات في انتشار الغضب بين المواطنين الاتراك.
وجاءت فاتورة هذه السياسة على شكل نتائج الانتخابات البلدية في مارس حيث خسر أردوغان أمام معارضيه أهم المدن التركية وكانت خسارة إسطنبول مؤلمة إذ تشكل المدينة العملاقة المركز الاقتصادي الأول في البلاد بخزينة بلدية هي الأكبر وهو المال الذي يحتاجه أردوغان للحفاظ على سلطته.
وبحسب التقرير لم يرغب أدروغان في تسليم السلطة مهما كلف ذلك من ثمن، حيث مارس ضغوطاً شديدة على هيئة الانتخابات وأجبرها على جولة اعادة.
وجاءت هزيمة اردوغان كنتيجة منطقية لسياسته التي يتبعها حيث توحدت مختلف القوى السياسية في تركيا، قوى إسلامية وقوميون واشتراكيون ديمقراطيون ويساريون ليبراليون بوجه العدو المشترك أردوغان رغم كل الاختلافات بينهم.
من جانب آخر، تنهار سلطة أردوغان حتى داخل معسكره حيث استقال ما يقرب من مليون عضو من حزب أردوغان، حزب العدالة والتنمية كما بدأ مؤيديه وداعميه السابقون ـ مثل رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو ووزير المالية الأسبق علي باباجان والرئيس السابق للبلاد عبدالله غول ـ بتأسيس أحزاب سياسية مستقلة.
لقد تمكن أردوغان من أن يتحول إلى سلطان لتركيا وبدا بسلطاته الواسعة التي تشبه النظام الملكي المطلق، وكأنه يجلس على عرشه دون منازع. لكن عام 2019 حمل رياح التغيير وبدأت الأمور تسير ضد السلطان. ففي عام 2023 سيحتفل الأتراك بالذكرى المئوية لتأسيس دولة تركيا الحديثة وهو نفس اليوم الذي تم فيه إلغاء نظام السلطنة في البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة