محمد الفاتح وخير الدين بربروس عثمانيان برتبة سفاحين وقطاع طرق، استشهد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بهذه الأسماء، التى حُفرت دمويتها ومجازرها فى ذاكرة العرب، متباهى بسجلهم الأسود فى انتهاك أراضى العرب واستباحة أعراضهم واغتصاب نسائهم، وعلى خطى أجداده يتوارى النظام التركى دائما تارة خلف ستار الدين وأخرى خلف تاريخ دموى يعج بالقتلة والسارقين ممن تحالف معهم العثمانيين لإجتياح الأراضى العربية وبسط نفوذهم شمال المتوسط.
وبالأسلوب نفسه مارس النظام التركى سلوك أجداده الدموى للتمدد خارج حدود بلاده والإغارة واغتنام خيرات بلاد العرب، وبعد انتهاك الجيش التركى سيادة العراق وسوريا واستباحة أراضيهم، وبينما يقف اليوم على أبواب ليبيا لغزوها وسرقة ثرواتها بعدما وافق البرلمان التركي على تلك الخطوة، يستشهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالحبار العثماني، خير الدين بربروس، فى سياق حديثه عن انتهاك أراضى عمر المختار وشرق البحر الأبيض المتوسط، قائلا: "ها نحن بصدد اتخاذ خطوات جديدة ومختلفة فى كل من ليبيا وشرق البحر المتوسط، ونأمل فى أن يحقق جنودنا فى شرق المتوسط ملاحم بطولية كتلك التى حققها (أمير البحارة العثمانيين) خير الدين بربروس (1478-1546).
من هو بربروس؟
خير الدين بربروس يعد أحد القراصنة البحريين وقطاع الطرق في القرن الـ 16 بسبب ممارسته القرصنة في البحر المتوسط مع شقيقه عروج، الذين تحالف معهم العثمانيون لضمان موطئ قدم فى بلدان شمال إفريقيا، وبارك سلاطين العثمانيين أعمال النهب والسرقة ومذابح الأطفال والشيوخ وحوادث اغتصاب النساء مقابل حصتهم من الغنيمة، وفقا لموقع عثمانلى.
وساعد بربروس شقيقه عروج بمحاولات فرض السيطرة على البحر المتوسط، حيث اكتسبا شهرة كبيرة وألحق بالإسبان هزائم عديدة بالأخوين بربروس، وكسروا أسطورة "عروج الذى لا يقهر".
وعام 1516 أرسل الشقيقان قسما كبيرا من الغنائم البحرية التى استوليا عليها إلى السلطان ياوز سليم، كهدايا، وحاولوا فرض السيطرة على بعض الأراضى فى شمال إفريقيا بضوء أخضر من الدولة العثمانية حاولوا السيطرة على الجزائر بين عامى 1516- 1517، بعد سلسلة من المعارك ضد الغزاة الإسبان والجنويين".
كما أغدق العثمانيين على قراصنة خير الدين بالمال والجند، وأطلقتهم لنهب أموال العرب في شمال إفريقيا، ثم وجهتهم لدعم الفرنسيين في مواجهة الإسبان، لكنهم لم يكبحوا جموحهم للنهب فأغاروا على مدن فرنسا وكذلك فعلوا في إيطاليا، فيما كانت رقاب المسلمين في الأندلس على المذبح.وعين الأتراك القرصان بربروس قائدا بحريا، وقتل شقيقه عروج مع 1500 من مرتزقته على يد الإسبان.
محمد الفاتح سلطان المجازر
وفى واقعة ثانية استشهد أردوغان بالسلطان العثمانى الدموى محمد الفتاح، وأطلق على جيش الغزو التركى فى عدوانه على سوريا فى اكتوبر 2019 "الجيش المحمدى" نسبة إلى محمد الفاتح، ذلك السلطان الذى كانت إحدى صفاته سلاطة اللسان، ومن أجل أن يصل للحكم قتل أخويه ليمنعهما من ولاية العرش وفقا لموقع عثمانلى، ولم يكتف بذلك بل قام بنفي والده إلى ولاية "أيدين"، ونصب نفسه سلطانا على البلاد، ولكن والده مراد استطاع العودة إلى الحكم بمساعدة الإنكشارية، وأصدر فرمانا بتعيين الابن القاتل محمد الثاني ولياً للعهد ليأمن على نفسه من شروره.
اعتلى الابن العاق "الفاتح" أمور السلطنة، وأقر تشريعا بقتل الأشقاء تحت اسم "قانون البغي"، ليذبح بقية إخوته وأولادهم، وهو القانون الذي شرعن عملية قتل الأشقاء وحكم صراع العرش في الدولة العثمانية لمدة قرنين من الزمان، تم فيها سفك دماء عشرات الأمراء.
جلس السلطان محمد الفاتح بدون منازع على العرش، ليبدأ فترة حكمه التي استمرت 30 عاما، انتكست فيها الشريعة الإسلامية، فقد أحل الزنا والشذوذ لنفسه وأباح سفك الدماء ليقضي على كل من يحاول التفكير في الوقوف أمامه، وتحالف مع الفرق المتشددة وترك الأندلس تضيع من يد المسلمين وأنقذ اليهود وكاد أن يعتنق المسيحية وادعى الألوهية.
جند فقهاء السلطنة للترويج لتشريعاته الدموية، ومكنه القانون من اعتبار كل متمرد أو طموح فى السلطة مجرما باغيا، عقابه الإعدام بتهمة الخيانة العظمى مهما كانت صلة قرابته أو منصبه في الدولة أو رتبته فى الجيش.أول ضحايا القانون كان الصدر الأعظم خليل باشا جاندارلى.
غزو السلطان محمد الثانى للقسطنطينية وفتحها العام 1453م، أصابه بجنون العظمة والكبر، وهو ما جعله يتشبه بملوك أوروبا في تخليد نفسه بالصور والتماثيل، ويخالف إجماع الفقهاء على تحريم فن التصوير والتجسيم، ليأتي بكبار الفنانين من الشرق وإيطاليا للبلاط العثماني، ويرسل رجال الدولة ليتفاوضوا مع كبار رسامي أوروبا ليرسموا له "بورتريهات" شخصية، الغريب أن ما حلله السلطان لنفسه حرمه على الرعية ففرض عقوبات صارمة وصلت لحد الإعدام على الخازوق على أي مبدع وموهوب يحاول رسم صورة خارج نطاق القصور العثمانية، مستخدما في ذلك فتاوى رجال الدين.