اقرأ مع فراس السواح.. موسوعة تاريخ الأديان 4.. آسيا تحب "التجلى"

الإثنين، 20 يناير 2020 12:00 ص
اقرأ مع فراس السواح.. موسوعة تاريخ الأديان 4.. آسيا تحب "التجلى" غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إن من يتقن فن الحياة/ لا يواجهه كركدن أو نمر فى سفر/ ولا يؤذيه سلاح فى معركة/ إذ لا موضع فى جسده لمخلب الوحش/ ولا مكان فى جسده لطعنة سلاح/ لماذا؟ لأنه لا موضع فيه للموت من نصيب"، هذا ما قاله الفيلسوف الصينى القديم لاو تسو، وذكرته موسوعة تاريخ الأديان.
 
ونواصل مع المفكر العربى الكبير فراس السواح قراءة موسوعة تاريخ الأديان ونتوقف عند الكتاب الرابع (الهندوسية، البوذية، التاوية، الكونفوشية، الشنتو).
 
وتقع الموسوعة فى خمسة مجلدات، يركز كل كتاب على مرحلة محددة فى تاريخ الدين، وليست الموسوعة من كتابة فراس السواح وحده بل هو محرر لها ومساهم فيها بعدة مواضيع، إنما هى مختارات مترجمة لعدد كبير جدًا من الكتاب فى مجال الأديان، مثل "مرسيا إلياد ودوركهايم وجون نوس وسام جيل وبيتر فورست" وغيرهم كثيرين، كما ساهم فيها عدد من المترجمين مثل "ثائر ديب ومحمد منقذ الهاشمى وعدنان حسن".
 
والكتاب الرابع من الموسوعة وركز فيه الكاتب على ديانات الشرق الأقصى الهندوسية السيخية البوذية وغيرها من أنواع وأشكال الديانات العجيبة الغريبة وما لازمها من طقوس وعادات ما زالت تمارس حتى يومنا هذا.
 
الكتاب الرابع
 
ويقول Mohamed Karaly عن الكتاب فى موقع good reads يتضمن الجزء الرابع الديانات الشرق آسيوية، وأكثر من ثلثى المجلد مقتطف من كتاب "ديانات الإنسان" لجون ب. نوس. وهو الجزء الذى يتناول الهندوسية والبوذية، وبذلك فإن هذا الجزء هو أحسن وأمتع ما فى الموسوعة كلها، لأن المئتى وخمسين صفحة المقتطفة من كتاب واحد تتناول بشكل مكثف ديانات الهند عبر نفس طويل يسوده تناول واحد ومشروع واحد، على عكس بقية الموسوعة. 
 
يتناول هذا الكتاب تاريخ الهندوسية "الديانة الغول العملاقة" مبينا بالتفصيل الذى تسمح به هذه المساحة تطور أفكارها والطرق التى حافظت بها على نفسها وامتصت الديانات الأخرى التى خرجت منها، فبدت هذه الديانة كجسم ذكى حى وجبار، إلى جانب مرونتها وسعتها التى جمعت تنوعات هائلة فى الأفكار والأمزجة، بل والتوجهات المتضادة، فقد جمعت تيارين ممتدين متضادين أشد التناقض بين نزعة التجريد ونزعة التشخيص، فكانت نزعة التجريد ترى أن الخلاص يتحقق بالتخلى عن التجليات الإلهية الجزئية فى آلهة مشخصة والتوجه إلى الألوهة المجردة، وكانت نزعة التشخيص ترى الخلاص فى التماهى مع تجلٍ بعينه جزئى مثل "الإله فيشنو" أو "الإله شيفا"، وهما إلهان يمتد من كل منهما سلسلة من التجليات، فللإله فيشنو عشر تجليات، تتحقق الفائدة الدينية والخلاص مع الإخلاص التقووى مع أى صورة فيهم، مثل "كريشنا" و"راما"، وكان التماهى مع هذه الصور المشخصة للآلهة فى هذه الفرق يذهب أحيانا أيضا لأقصى حدود التطرف، وما بين الحدين تشمل الهندوسية العملاقة كما هائلا من الدرجات والتمازجات والألعاب النارية".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة