حذرت الجمعية الملكية للحفاظ على الطيور " RSPB" من أن مزارع الرياح التى تساعد فى إنتاج الطاقة النظيفة والتصدى لتغير المناخ تسبب العديد من المشكلات لآلاف من الطيور البحرية النادرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، فتقول الجمعية إن توربينات الرياح البحرية الجديدة قد تكون السبب وراء الضرر لأكثر من 1000 طائر لأربعة من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فتتغذى العديد من هذه الطيور على الأسماك على ضفاف البحر، حيث يفضل المطورون بناء توربينات الرياح البحرية.
وهناك أكثر من 15 مزرعة رياح بحرية مقترحة فى المملكة المتحدة، والتي تميل إلى أن تكون أكثر كفاءة من تلك الموجودة، لأن الرياح القوية تتسبب في دوران التوربينات بشكل أسرع مما يعني أنها تولد المزيد من الطاقة.
وتعد طاقة الرياح مصدرًا مستدامًا للطاقة ولها تأثير أقل على البيئة من حرق الوقود الأحفوري، فإن مزارع الرياح البحرية يمكنها توفير كهرباء تفوق حاجة العالم كما كشفت دراسة مؤخرا.
ولكن في تقرير نشر في الحفظ البيولوجي، حددت المؤسسة الخيرية المناطق التي ينبغي فيها حظر بناء البنية التحتية لمزرعة الرياح مثل ضفاف البحر، حيث تميل الطيور إلى التغذية على الأسماك الصغيرة.
وأعد العلماء في المؤسسة خرائط تحدد موقع النقاط المهمة البحرية لأنواع مثل "الكيتويو، والجيلميل ورازوربيلز" والتي تم تصنيفها جميعًا على أنها طيور مهددة بالانقراض ويجب حفظها في المملكة المتحدة.
كما تحدد الخرائط أهم المناطق التي تستخدمها الطيور في الأوقات الحرجة أثناء موسم التكاثر وعندما تتوقف عن البحث عن الطعام لصغارها. وقال جاريث كننجهام، كبير مسئولي السياسة البحرية في RSPB: "نحتاج إلى منشآت معقولة بيئيًا، فلدينا حالة طوارئ للتنوع البيولوجي، لا نريد أن نزيد الأمر سوءًا أثناء معالجة حالات الطوارئ المناخية".
وأضاف: "نحتاج إلى التعامل مع تغير المناخ، ولكننا بحاجة إلى التأكد من أن التدابير التي نتخذها للتصدي لتغير المناخ ليست هي المسمار الأخير في نعش الطيور البحرية، ويمكن أن تكون الشفرات الموجودة فى مزارع الرياح قاتلة للطيور أثناء ذهابها إلى مناطق التغذية". كما أنه حتى الطيور التي تبحر حول الشفرات الضخمة تضطر إلى السير على الطرق الالتفافية، مما يعني أنها تستغرق وقتًا أطول لإعادة الطعام لفرخ التعشيش مما يهدد السكان.