غالبا ما يطلق العديد من المؤرخين والباحثين أن عصر المماليك بقسميه "البحرية والبرجية" كان عصر انحطاط علمى وثقافي، وأن سلاطين المماليك لم يهتموا بالعلم والثقافة مقارنة بالفتوحات من أجل تمجيد أسمائهم.
وحكمت دولة المماليك مصر وعددا من الدول العربية، امتدت لتشمل الشام والحجاز، نحو 3 قرون، حيث قامت فى أواخر العصر العباسى الثالث سنة 1250م، واستمرت إلى أن سقطت على يد السلطان العثمانى سليم الأول سنة 1517، بعد انتصاره فى معركة الريدانية، وإعدامه فيما بعد للسلطان طومان باى آخر سلاطين المماليك فى مصر.
لكن على الجانب الآخر تفشت العديد من ظواهر الفساد دخل المجتمع، فهل يمكن اعتبار تلك الحقبة التى امتدت لنحو 3 عقود بمثابة عصر انحطاط ثقافى وفكرى وعلمى، أم هناك اعتبارات أخرى.
بحسب الباحث فى التراث الإسلامى رائد السمهوري، فى مقال له بعنوان "هل كان عصر المماليك عصر انحطاط" فإن كان عصر المماليك عصر انحطاط باعتبار، وكان عصرا ذهبيا باعتبار آخر، موضحا أنه شاع في عهد المماليك "الرشوة" و"البرطيل"، حتى إن بعض الناس كان يشتري المنصب بالمال فيتولى من ليس أهلا القضاء أو التدريس أو غيرهما بمال يدفعه لمن يملك تعيينه.
فيما يرى الدكتور جمال بن فرحان الريمي فى درسة له بعنوان "الحياة العلمية في عصر المماليك" أن عصر المماليك وخصوصًا القرن الثامن الهجري، من أزهى العصور علميًا وثقافيًا بعد القرن الثالث الهجري؛ ذلك أنّ هذا العصر قد امتاز بكثرة العلماء الذين أنتجتهم الأمّة في ذلك الوقت، تاركين للأجيال القادمة تراثًا ضخمًا في شتى فنون المعرفة.
وأضافت "عطا االله" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" اللغة العربية دخل عليها مفردات من اللغات الفرسية والتركية، كون أن حكام المماليك لم يكونوا عرب، لذلك تدهورات اللغة فى ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم الاهتمام بالآداب بشكل عام، لكن هذا لا يمنع أن بعض الحكام كانوا يقيموا مجالس للعلماء والشعراء، مثل السلطان الغورى، كما أن هناك شعراء من مهن حرفية ظهروا خلال ذلك العصر.
وأشارت الدكتورة زبيدة عطا الله، إن الحكام المماليك بشكل عام اهتموا بالثقافة الدينية واقاموا والمساجد والكتاتيب والأسبلة، من أجل التقرب للناس وجذبهم إليهم من الناحية الدينية.
وأتمت "عطا الله" أنه بشكل عام لا يعد العصر المملوكى عصر انحطاط ثقافى مقارنة بالعصر العثمانى الذى كان أكثر الفترات التاريخية على مصر، التى شهدت انحطاط وفقر فى الحياة الثقافية والعلمية.