عانت حركة التحرير الفلسطينى فتح كثير على مدار السنوات القليلة الماضية، من صراعات داخلية وانشقاقات، سعت الفصائل المنافسة إلى تغذيتها فى خطوة تهدف لوأد المشروع الوطنى الفتحاوى وقبره إلى الأبد.
اليوم ومع انتهاء الاحتفالات الشعبية التى أقامتها فتح فى الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسها والتى شهدت إقبالا جماهيريا ملحوظا، بدأت الأصوات تتعالى من المصلحين داخل الحركة لضرورة توحيد الصف قبل فوات الأوان، كنتيجة لتحذير عباس زكى عضو اللجنة المركزية من حساسية الوضع، حيث قال فى كلمته التى ألقاها أمام الأنصار "اننا اليوم نعيش أخطر المراحل التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومساعى لتطبيق صفقة القرن، وهذا ما يرفضه كافة أبناء الشعب الفلسطيني، فى الداخل والخارج، مؤكدًا على ضرورة مواجهة هذه المؤامرة، بالوحدة الوطنية والمقاومة المشروعة لشعبنا".
تدرك القيادات الفتحاوية إذا أن الفترة القادم ستكون حاسمة، لذلك وجب فورا البدء فى العمل الجدى الذى يهدف لمصالحة الأطراف المتنازعة داخل الحركة من أجل تجاوز هذه الفترة الضبابية القاتمة وتوحيد الصفوف ورصها لاستعادة ثقة المواطن الفلسطينى الذى بدأ يفقد الأمل فى قدرة الطبقة السياسية القائمة على حل مشاكله العالقة.
العديد من المراقبين تحدثوا عن فرصة ذهبية لقيادات فتح لرفع التحديات خاصة وأن الحاضنة الشعبية لفتح مازالت مؤمنة إيمانا وثيقا بقدرة الحركة على الخروج من عنق الزجاج، حيث لوحظ فى الأيام القليلة الماضية انتشار هاشتاج تغيير الحاضر لبناء المستقبل على مواقع التواصل الاجتماعى بين المتعاطفين مع حركة التحرير الفلسطينى.
حركة فتح او عميدة النضال الفلسطينى تجد نفسها اليوم أمام تحد وجودى حقيقى، ففى ظل تواصل الصراعات داخل أروقتها، قد تخسر الحركة ما تبقى من شعبيتها سواء فى قطاع غزة أو فى الضفة الغربية وهو ما قد يجعل نتيجة الانتخابات المقبلة محسومة قبل أوانها، لهذا وجب على القيادة الفتحاوية أن تغلب صوت العقل قبل فوات الأوان.