مكاسب عديدة تحققها القمة البريطانية الأفريقية التى تنعقد فى العاصمة لندن خاصة أن هذه القمة هى الأولى من نوعها التى تعقدها بريطانيا للاستثمار فى القارة السمراء بالإضافة إلى العوامل العديدة التى تتمتع بها أفريقيا وتجعلها قارة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، حيث أكد محمد محمود، الباحث فى كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، أن بريطانيا تلعب الآن دورا هاما بالغ الخطورة لدعم الاستثمار فى القارة الأفريقية، حيث تحاول مراجعة كافة علاقتها الدولية خصوصا بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبى، والتعامل منفردة مع القضايا الدولية الاقتصادية والسياسية، متابعا: "بكل تأكيد تريد بريطانيا تأمين مصالحها واستثماراتها فى القارة السمراء خلال الفترة المقبلة".
وقال الباحث فى كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع"، إن لندن تنظر إلى القارة الافريقية باعتبارها من القوة الرئيسية الفعالة وخصوصاً بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبى فمن المنتظر عقد صفقات استثمارية بين دول القارة الأفريقية وبريطانيا.
وأشار إلى أن القمة البريطانية الأفريقية التى عقدت فى العاصمة لندن تساهم فى توطين التكنولوجيا بالقارة الأفريقية، حيث سيقام معرض على هامش فعاليات القمة للشركات البريطانية والأفريقية وخاصة فى مجالات الأقمار الصناعية والطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعى، كما يمكن للاتحاد الافريقى الاستفادة من تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية للقارة، مما يساهم فى خلق فرص عمل جديدة لأبناء القارة السمراء.
ولفت الباحث فى كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، إلى أن القمة البريطانية الأفريقية، تأتى فى إطار استمرار تعاون الاتحاد الأفريقى مع القوى العالمية والدول الصناعية، كما أن القمة جاءت فى إطار جهود الاتحاد الأفريقى والانفتاح على العالم لتحقيق استراتيجية أفريقيا 2063.
وفى ذات الإطار أكدت الدكتورة جيهان عبد السلام، الاستاذ بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجماعة القاهرة، أن القمة البريطانية الأفريقية للاستثمار 2020 تمثل إضافة جديدة للعمل الدولى فى تحقيق طموحات القارة الأفريقية للتنمية على مختلف الأصعدة، وتؤكد حرص للمملكة المتحدة على دعم المساعى الأفريقية نحو تحقيق الأهداف التنموية وفق ما تم الاتفاق عليه أفريقيا فى أجندة التنمية 2063، والأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، وذلك استنادا إلى مبدأ المصالح المتبادلة والمشتركة.
وقالت الأستاذ بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجماعة القاهرة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن القمة شهدت حرص مصر وبريطانيا على تنمية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة خلال المرحلة المقبلة، خاصة فى ظل توافق بين الحكومتين على ضرورة صياغة أطر جديدة لمستقبل العلاقات المشتركة بما يحقق صالح الجانبين المصرى والبريطانى خاصة فى ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية المتلاحقة وفى مقدمتها الخطط البريطانية لتسريع عملية الخروج من الاتحاد الأوروبى.
ولفتت الدكتورة جيهان عبد السلام، إلى أن أهمية القمة تتمثل أيضا فى تواجد الاقتصادات الكبرى كشريك تنموى فى القارة الافريقية، حيث ظهرت المساعى الحثيثة من جانب عدد من القوى الاقتصادية الكبرى فى العالم لتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع إفريقيا فى المجال التجارى، وخاصة عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية رسميا خلال القمة الإفريقية الاستثنائية بنيامى عاصمة النيجر فى يوليو الماضى، والتى تعتبر الأكبر على المستوى العالمى منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995، حيث يبلغ عدد مستهلكيها 2.1 مليار شخص، وناتجها المحلى الإجمالى حوالى 4.3 تريليون دولار، أى 3% من الناتج الإجمالى العالمى.
وتابعت: كما تتضح أهمية القمة فى ظهور أولى نتائجها متمثلة فى اطلاق بريطانيا خدمة « بوابة النمو» لمساعدة المستثمرين الأفارقة، والدوليين، والبريطانيين على الدخول فى شراكات استثمارية، وسوف توفر خدمة بوابة النمو لكافة المستثمرين فرصة التعرف على الفرص الاستثمارية والمالية التى توفرها بريطانيا للدول الأفريقية على شبكة الإنترنت.
بدورها أشادت النائبة امال رزق الله، عضو مجلس النواب، بمقترح الرئيس السيسى خلال القمة الأفريقية البريطانية للاستثمار، الخاص بإقامة سوق إفريقى جاذب للاستثمار الأجنبى، مؤكدة أن تنسيق جهود القارة فى سبيل جذب الاستثمارات الخارجية من شأنه أن يعمل على دعم مصالح دول القارة المختلفة.
وأوضحت رزق الله أنه حينما يتم الاستقرار على منظومة تشريعية وحوافز للاستثمارات الخارجية بقواعد عامة مطبقة فى جميع الدول الأفريقية، فإن ذلك من شأنه أن يدعم توطين الاستثمار المباشر الأجنبى فى دول القارة، وخلق مجالات كثيرة للتعاون بين الدول.
وطالبت عضو البرلمان بضرورة عمل القوى الاستثمارية الكبرى والكيانات الدولية، على دعم الاستقرار فى القارة الأفريقية، لأنه بدون استقرار فلن يكون هناك أى استثمار مربح لها يحقق فائدة مالية لهذه الكيانات ويعمل على التنمية المستدامة لدول القارة ومواطنيها.
وأكدت أن فتح الأسواق البريطانية والأوربية أمام المنتجات الإفريقية من شانه أى يعمل على معالجة الخلل الكبير فى الميزان التجارى بين الجانبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة