ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية ، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء ، أن التوجه نحو انفصال اقتصادي بين الولايات المتحدة والصين والذي يخلق منطقتي نفوذ مستقلتين في عالم الاقتصاد يمتد إلى أكثر من مجرد سلع تقليدية وخدمات.
وبحسب الصحيفة، قال الرئيس السابق للبنك الدولي روبرت زوليك الشهر الماضي خلال اجتماع عقده مع عدد الممثلين التجاريين الأمريكيين وكبار مديري المؤسسات التجارية الأمريكية في الصين إن القرن العشرين يرسم صورة صادمة عن دمار العصر الصناعي .. داعيًا إلى عدم توقع أن يأمن العصر السيبرياني في القرن ال21 من الكوارث على نطاق مماثل أو أوسع.
ولفتت إلى أن هذه الكلمات أثارت مخاوف بالأخص في أجزاء من مؤسسة السياسة الخارجية والاقتصادية الأمريكية، من أن تمهد الحرب التجارية التي شنها ترامب ضد الصين "انفصالًا نهائيًا" لأكبر دولتين اقتصاديتين في العالم.
وبحسب الصحيفة، يركز الانفصال الاقتصادي بالأخص على التكنولوجيات المتقدمة حيث تسعى واشنطن إلى حماية ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات وعلوم الجينوم من الوقوع في أيدي الصين كما تشعر بعض الجامعات الأمريكية من القلق من تعيين باحثين صينيين أو الاحتفاظ بهم خوفًا من أن تعتبرهم السلطات الأمريكية جواسيس للصين.
وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضت قيودًا على التصدير تمنع بيع سلع أمريكية لشركات صينية من بينها شركة هواوي الصينية للاتصالات لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وفي هذا الصدد .. حذر مراقبون على دراية بالعلاقات التكنولوجية بين واشنطن وبكين من أن الصين ستحاول أن ترد بطريقتها على هذا الأمر.
من جهته.. قال بول تريولو رئيس قسم التكنولوجيا الجيولوجية في مجموعة أوراسيا بواشنطن إن هدف الصين الآن لن يقل عن تأسيس شركات وطنية عملاقة في كل جزء من سلاسل توريد التكنولوجيا لديها بدءًا من المجموعات الإلكترونية وحتى تصنيع الرقائق الإلكترونية وتصميمها.
ومن ناحية أخرى..قال الرئيس السابق للبنك الدولي روبرت زوليك :إن الرد الأمريكي الأمثل لأجندة الصين للتطوير يتمثل في تعزيز قدراتنا وجذب المواهب العالمية والأفكار ورواد الأعمال ورؤوس الأموال الاستثمارية إلى أمريكا، ونجاحها يتوقف على الاعتراف بالأخطاء وليس إلقاء اللوم على الآخرين.
يذكر أن ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج اتفقا في ديسمبر الماضي على عقد هدنة واتفاق المرحلة الأولى بشأن الصراع التجاري بينهما غير أن خبراء توقعوا أن ذلك الصراع الذي دام لأكثر من عقدين سيستمر على الأرجح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة