تسود أجواء من التوتر والصدام المحتمل بين الولايات المتحدة وبريطانيا، فبعد تصديق البرلمان البريطانى على قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبى وقرب إتمام بريكست، بدأت الخلافات بين واشنطن ولندن بشأن عدد من القضايا فى الوقت الذى تعقد فيه حكومة بوريس جونسون آمالا على التوصل إلى اتفاق تجارى فريد من نوعه مع الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة التايمز إن جونسون يخاطر بخلاف فيما بعد بريكست مع الرئيس ترامب حيث يستعد لصدام مع الولايات المتحدة بشأن الضرائب والتجار ة والشئون الخارجية.
ويخطط رئيس الوزراء البريطانى للمضى قدما فى ملاحقة كبرى شركات التكنولوجيا على الرغم من التهديد بحرب تجارية مع واشنطن. ويقول داوننج ستريت إن سيقدم ضرائب مبيعات 2% على شركات مثل فيس بوك وجوجل من إبريل فى ظل مخاوف بأنها تقوض الثقة فى النظام الدولى.
وقال أندريا ليدسوم، وزير الأعمال البريطانى فى تصريحات إن الشركات الكبرى تجنى أرباحا هائلة، ومن شأن نظام ضرائب جديد أن يساعد فى تحقيق ميدان متكافئ مع الشركات البريطانية. وكان وزير الخزانة الأمريكى قد قال إن ترامب ينوى الرد بتعريفات على صناعة السيارات البريطانية لو تم تنفيذ الضرائب الرقمية. وحذر داوننج ستريت من أن هذا سيضر الآمال والمستهلكين على جانبى الأطلنطى.
وفى نفس السياق، قالت التايمز إن العلاقات بين لندن وواشنطن ستصبح أكثر هشاشة، لو منحت حكومة لندن، كما هو متوقع الضوء الأخضر لبناء شركة هواوى الصينية أجزاء من شبكة الجيل الخامس فى بريطانيا فى اجتماع مجلس الأمن الوطنى الأسبوع المقبل. ووصفت الولايات المتحدة هذا الأمر بأنه سيكون جنون، وهددت بتحديد المشاركة الاستخباراتية مع بريطانيا لو مضت فى ذلك.
وهناك أيضا توترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن اتفاق إيران النووى. وكان ترامب قد انتقد بريطانيا وفرنسا وألمانيا لدعمهم المستمر للاتفاق.
وقد ظهر الخلاف البريطانى الأمريكى للعلن عندما تشارك ساجيد جافيد منصة منتدى دافوس مع نظيره الأمريكى ستيفين منيوتشن. حيث قال الأول إن بريطانيا ستفرض الضريبة الرقمية على شركات التكنولوجيا وتجمع 1.5 مليار استرلينى على مدار أربع سنوات، واصفا إياها بأنها ضريبة متناسبة. ليرد عليه منوتشين قائلا إن هذا تمييز سيضر الشركات الأمريكية بشكل رئيسى، وقال: لو أراد الناس فرض ضرائب تعسفية على شركاتنا الرقمية ، سننظر فى فرض ضرائب تعسفية على شركات السيارات.
وتوضح التايمز أن صناعة السيارات تقع فى قلب الاقتصاد البريطانى حيث يصدر الشركات المصنعة من جاجور لاندروفر إلى هوندا 81% مما تصنعه، ، وخمس السيارات التى تصنع فى بريطانيا وعددها المجمل 1.5 مليون سيارة التى تبيعها بريطانيا إلى الخارج كل عام، يذهب إلى الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن واشنطن وبروكسل يمارسان ضغوطا على بريطانيا بعد بريكست. وأوضحت الصحيفة أن أكبر جائزة يستطيع أن يفوز بها رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون هو صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، ويأمل هو وحكومته أن يكون هذا أكثر طموحا من أى شى من المرجح أن يتم التفاوض عليه بين واشنطن والاتحاد الأوروبى بعد خروج بريطانيا.
لكن بريطانيا تكتشف من الناحية العملية أن حتى الحلفاء المقربين يمكن أن يكونوا متشددين عندما يتعلق الأمر بالتجارة. فبإخراج نفسها من الاتحاد الأوروبى، أكبر كتلة تجارية فى العالم، تجعل لندن نفسها معرضة لضغوط متزامنة من كل من واشطن وبروكسل، على الرغم من أن وزير الخزانة البريطانى ساجيد جافيد قال إن بريطانيا ستعطى الأولوية لاتفاق تجارى مع الاتحاد الأوروبى أكثر من صفقة مع الولايات المتحدة.
واستشهدت الصحيفة بثلاثة للضغط الذى ستواجه بريطانيا من الولايات المتحدة، من بينها تصريحات وزير الخزانة الأمريكى ستيفين منوتشين التى حذر فيها بريطانيا من أن فرض ضرائب رقمية على شركات التكنولوجيا الأمريكية من شأنه أن يثير نزاعا مع الولايات المتحدة. كما ربط ريتشارد جولدبرج، الذى عمل حتى بداية العام فى مجلس الأمن القومى للرئيس ترامب، بشكل واضح بين رغبة جونسون فى إبرام صفقة تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وبين ولاء لندن لواشنطن فى قضايا السياسة الخارجية الكبرى.
والمثال الثالث هو الرسالة التى حملها وفد أمريكى زار لندن هذا الشهر بأنه لا ينبغى على الحكومة البريطانية أن يقوض التعاون الاستخباراتى مع واشنطن بالسماح لشركة هواوى الصينية بلعب دور فى تأسيس شبكات الجيل الخامس فى بريطانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة