تأتى رواية "جين إير" للكاتبة الإنجليزية الشهيرة شارلوت برونتى ضمن أهم الروايات العالمية التي صدرت على مر التاريخ، وقد عرفها عالمنا العربي كثيرا من خلال الترجمة والدراما أيضا، ولعل فيلم "هذا الرجل أحبه" بطولة الفنان الكبير يحيى شاهين وماجدة وصباح من أشهر المعالجات.
أما الرواية فنشرت فى تاريخ 16 أكتوبر 1847 فى لندن تحت اسم مستعار هو "كيور بيل" وفيها تتبع "شارلوت برونتى أحداث حياة "جين اير" منذ طفولتها فى بيت زوجة خالها مروراً بالظروف القاسية التى عاشتها فى مدرسة داخلية (مدرسة لووود) وصولاً إلى حياتها فى قصر ثورنفيلد حيث عملت مدرّسة لابنة السيد روتشستر الذى تقع فى حبه.
تناقش الرواية الظلم الاجتماعى مجسدا فى أحداث حياة جين المأساوية، وتحمل قيم أخلاقية عالية، وتتوضح لدى جين حقائق كثيرة عن الدين والنظام الاجتماعي.
وتتمحور أحداث الرواية حول خمسة مراحل هى طفولة جين فى جيتسهيد، حيث أسيئت معاملتها عاطفياً وجسدياً من قبل عمتها وأولاد عمتها، ثم تعليمها فى مدرسة لوود، حيث اكتسبت قدوتها وأصدقائها ولكنها أيضا عانت من الحرمان والقهر، ثم الفترة التى عملت بها كمربية فى ثورنفيلد، حيث وقعت فى حب رب عملها إدوارد روشيستر، ثم الفترة التى قضتها مع عائلة ريفيرز، حيث تقدم بطلب يدها ابن عمها رجل الدين سانت جون ريفرز، وفى النهاية مرحلة زواجها من حبيبها روشيستر.
وتنقسم الرواية إلى 38 فصلاً، وكانت الطبعة الأصلية فى 3 مجلدات، الأولى تضُم الفصول من 1 إلى 15، والثانية من 16 إلى 26 والأخيرة من 27 إلى 38، وكان هذا هو نظام النشر المتداول خلال القرن التاسع عشر.
ولدت شارلوت برونتى فى ثورنتون، وهى الثالثة من بين ستة أطفال، وانتقلت مع عائلتها فى عام 1820 إلى مدينة هاوارث، حيث عين والدها "باتريك" قسا للأبرشية هناك.
رحلت والدتها بعد انتقال العائلة بعام واحد، تاركة خمس بنات وابن وحيد، وكان الجميع فى رعاية شقيقتها إليزابيث برانويل، والتحقت "شارلوت" بعد ذلك هى وشقيقاتها الثلاث بمدرسة بنات القساوسة كوان بريدج، لكن سرعان ما أصيبت الأختان ماريا وإليزابيث بمرض السل وتوفين به عام 1825.
وأكملت شارلوت تعليمها من 1831 إلى 1832، وكتبت فى تلك الفترة روايتها الأولى بعنوان "القزم الأخضر" باسم مستعار وهو "ليسلى"، وفى مايو 1846، نشرت شارلوت، ايميلى وآن مجموعة من القصائد تحت أسماء مستعارة وهى "كيور، إليس وأكت بيل"، وعلى الرغم من عدم تحقيق أى مبيعات سواء نسختين فقط إلا أن الأخوات استمرين فى إنتاجهن الأدبى وبدأن بكتابة روايتهما واستخدمت شارلوت الاسم "كيور بيل".