هدوء تام يسيطر على شارع المعهد الدينى بمنطقة الرملة التابعة لمركز ومدينة بنها فى القليوبية، بعد واقعة إلقاء أم لطفلتيها ونفسها من الطابق الرابع علوى بالمنطقة، حيث أثارت هذه الواقعة حالة من الرعب على أبناء المنطقة، ولازالت حديث الشارع بهذه المنطقة، لتلقى الفتاتان مصرعهما على الفور، فيما لازالت ترقد الأم بحالة خطرة بالعناية المركزة بمستشفى بنها الجامعي، تنتظر مصيرها الذى لا يعرفه أحد إلا خالقها.
"اليوم السابع" انتقل لمكان الواقعة التى شهدها شارع المعهد الدينى بالرملة بمدينة بنها فى القليوبية، للتعرف على ملابساتها.
"رحاب"، صاحبة الـ 35 عاما تعمل بالتربية والتعليم، وقد عانت من حالة نفسية سيئة، على مدار سنوات طويلة، وتسببت هذه الحالة فى مقتل "أسماء" و"رغدة" وهما طفلتان ليس لهما أى ذنب، سوى أنهما ابنتا تلك الأم، وذلك بعد هرب زوجها إلى تركيا بعد فض اعتصام رابعة العدوية منذ عام 2013، ولم يعد حتى الآن بل إنه لم يكن ينفق عليها وعلى بناتها.
فى البداية قال "محمد خ" ابن خال "رحاب"، أن رحاب كانت تعمل بالتربية والتعليم، ومتزوجة من محمد أحمد عبد الحميد عوف، هارب بتركيا بعد فض اعتصام رابعة العدوية، حيث أنهما ينتميان لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف: "ظلت تعانى من حالة نفسية سيئة جدا، خاصة بعد هروب زوجها للخارج منذ 7 سنوات، ولجأت إلى منزل والدها وظلت مقيمة به منذ هذا الوقت حتى الآن".
وتابع "محمد"، أن المذكورة قام أخوتها بإرسالها لزوجها بتركيا حتى تهدأ حالتها، إلا أنها عادت بعد 4 أشهر وذلك نهاية عام 2014، وكانت حاملا بابنتها الصغرى "رغدة" صاحبة الأربع سنوات ونصف، وبعدها بدأت حربها ضد حالتها النفسية، حيث تم إدخالها لمستشفى الصحة النفسية بالزقازيق، ثم تم نقلها لمستشفى الصحة النفسية ببنها، وخرجت منها منذ شهرين، مشيرا إلى انه قبل دخولها المستشفى ظهرت منها بوادر دلت على ذلك منها أنها رشت مياه ساخنة جدا على وجه نجلتها الكبرى "مريم" بالصف السادس الابتدائي، والتى تعيش حاليا برفقة والد والدها بقرية طحلة.
ومن بين هذه البوادر، أنها فى ذات يوم صعدت للدور الخامس خلف زوجة شقيقها أثناء وضعها الطعام للطيور التى تربيها بأعلى المنزل واعتدت عليها "بشومة" كانت موجودة بالأعلي، وكذلك الاعتداء على جميع الأطفال بالمنزل دون أى سبب يذكر، مما دعا أهلها لإيداعها بإحدى المستشفيات النفسية لعلاجها.
فيما قال "أحمد م" نجل شقيق المتوفاة وشاهد الواقعة الأول، أن الواقعة حدثت بين الساعة التاسعة والعاشرة مساء أمس، مضيفا أن الأم ألقت الطفلتين "أسماء" 6 سنوات، و"رغدة" 4 سنوات، ثم ألقت بنفسها من الطابق الرابع علوي، مشيرا إلى أنه أثناء سقوطها تم تدمير "المناشر" الموجودة على واجهة المنزل، موضحا أن الطفلتين كانت بهما الروح، إلا أنهما لفظتا أنفاسهما الأخيرة فور وصولهما مستشفى بنها الجامعي، كما تم إيداع الأم بالعناية المركزة بمستشفى بنها الجامعى بحالة خطرة.
وأشارت التقارير الطبية أن القفزة أصابت الأم بكسر فى الحوض، إلى جانب سحجات وكدمات كبيرة فى الجسم نتيجة ارتطامها بمناشر الغسيل بواجهة المنزل ثم ارتطامها بالأرض، بينما أكدت تقارير الوفاة للطفلتين أنهما مصابتان بسجحات وكسور متفرقة بالجسم أدت إلى نزيف داخلى وتوقف بعضلة القلب.