لا يزال فيروس كورونا يثير حالة من الذعر حول العالم، لاسيما فى الصين وعدد من الدول الآسيوية التى انتشر بها المرض؛ وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن السلطات الصينية تكافح للتعامل مع معدل العدوى السريع بعد أن تزايدت نسبة الحالات المصابة بالمرض 50% فى الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وكان الرئيس الصينى قد شى جينبينج قد حذر من سرعة كبيرة فى انتشار الفيروس، مما زاد من حالة القلق بشأن مدى الأزمة الصحية التى أودت بحياة 56 شخص على الأقل حتى الآن وتسببت فى حالة طوارىء صحية فى عدة مدن حول العالم.
وتمت محاصرة أكثر من 50 مليون شخص فى وسط آسيا بعد حظر سفر يعطى 16 مدينة فى مقاطعة هوبى، التى ظهر بها الفيروس لأول مرة، وقامت السلطات المحلية فى هوبى بقطع الطرق بحفارات لفرض حظر السفر حيث أصبح الوضع قاتما فى الريف بشكل خاص.
وقامت السلطت حول الصين وفى العاصمة بكين بإلغاء المعارض والمهرجانات المصاحبة لاحتفال الربيع لتجنب التجمعات الكبرى التى يمكن أن ينتشر خلالها المرض.
وقد أعلنت مفوضة الصحة الوطنية فى الصين صباح اليوم الأحد أن عدد الإصابات المؤكدة قد ارتفع 50% خلال الـ24 ساعة الماضيةليصل إلى 1975 شخص فى 30 منطقة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن تداعيات فيروس كرونا الغامض الذى أمرض المئات بدأت تتردد بعيدا عن مركزه الرئيسى فى الصين، حيث أغلقت هونج كونج مدارسها لعدة أسابيع، وبدأت بكين فى تقييد الحافلات داخل وخارج العاصمة، وقامة رابطة السفر بالبلاد بتعليق المجموعات أو الأفواج السياحية المتجهة إلى الخارج.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات الجديدة التى جاءت على رأس قيود سابقة فى السفر كانت قائمة بالفعل على عشرات الملايين من الأشخاص فى مقاطعة هوبى التى بدأ منها تفشى الفيروس، ستعرقل بشكل أكبر احتفالات السنة القمرية الجديدة التى بدأت أمس السبت. وتأتى أيضا مع تعهد الرئيس الصينى شى جينبينج بأن يكون المسئولون فى الخط الأمامى لحماية الاستقرار الاجتماعى.
وتقول نيويورك تايمز إن الخطوة المتعلقة بتعليق المجموعات السياحية سيكون لها آثار كبرى أيضا فى الدول التى تعتمد على السائحين الصينيين. وفى حين أن الصين هى الآن موطن لسكان أكثر تطورا ومستعدين لسلك الطرق السياحية بأنفسهم، فإن عددا كبيرا من الصينيين لا يشعرون بالراحة فى السفر إلى الخارج إلا إذا كانوا مع مجموعة.
وفى هونج كونج، تم إلغاء الاحتفالات بالعام القمرى الجديد وسيتم إغلاق المدارس حتى منتصف فبراير وتم إلغاء ماراثون هونج كونج، كما تقوم المدينة بتعليق الرحلات الجوية وخدمات القطارات إلى ووهان.
وكانت دراسة منشورة فى دورية "لانست" الطبية يوم الجمعة الماضى قد أثارت مخاوف جديدة من أن المصابين بفيروس كورونا، ربما يستطيعوا نشره حتى لو لم تكن لديهم أعراضه التى تشبه البرد.
حيث درس الباحثون عائلة فى مدينة شينزهين الصينية، التى تضم أفرادا سافروا إلى ووهان وآخرين اتصلا بقريب مصاب بالفيروس فى مستشفى هناك. وبعد إجراء الفحوصات على العائلة عقب عودتها ، تبين أن ستة من أفرادها يحملون فيروس كرونا بينهم واحدا لم يذهب إلى ووهان.
ومن بين المصابين طفلا، لم تظهر عليه أية أعراض، مما يشير إلى أن الفيروس ربما ينتشر بدون أن يعرف من يحمله بذلك، بحسب الدراسة.
وبعد حالة الذعر التى سببها انتشار فيروس كورونا، أصبحت الكمامات والمطهرات اليدوية من الضروريات من هونج كونج وحتى اليابان، بحسب ما قالت مجلة تايم، والمشكلة الوحيدة هى الحصول عليها.
فقد نفذ من الصيدليات فى أنحاء هونج كونج الأقنعة (الكمامات) التى تهدف إلى منع انتشار العدوى الفيروسية، مما دفع السلطات إلى القول بأن المزيد سيأتى الأسبوع المقبل. وحظرت تايوان تصدير الأقنعة خلال الشعر القادم لضمان توفر إمدادات محلية كافية. وفى ماكاو، قالت السلطات إن المبيعات ستقتصر على 10 أقنعة وجه كحد أقصى للمقيمين أو الضيوف العاملين المرخص لهم والذين يمكنهم تقديم بطاقة هوية صالحة.
وقد أصبح غسل اليدين بانتظام وتغطية الوجه وتجنب الحشود هو خط الدفاع الرئيسى، حيث يسعى سكان الدول الآسيوية إلى تجنب الإصابة بفيروس كورونا الذى قتل العشرات وأصاب المئات.
وفى مستوصف تشيونج تاى فى الحى المالى بهونج كونج، نفذت إمدادات الأقنعة والمعقمات خلال الأيام الأخيرة، بينما تباع القفازات الطبية بسرعة كبيرة. وقال موظف هناك إن المصانع التى تصنع هذه المنتجات مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، مما يعنى أنها لن تكون قادرة على توفير مخزون من جديد لأسبوع آخر على الأقل.
وقال ثانى أرفع مسئول فى هونج كونج ماثيو شيونج فى مؤتمر صحفى يوم الخميس الماضى إنهم مدركون أن هناك حالة شراء مذعور فى السوق، وستصل كميات جديدة من الأقنعة فى الأسبوع المقبل. وحث مجلس المستهلك فى هونج كونج التجار على عدم رفع أسعار الكمامات لمستويات شنيعة.
وتقول تايم إن المصانع الفتوحة بدأت تكثف الإنتاج، ففى اليابان، تعمل المصانع التى تورد منتجات العناية الشخصية لشركة يونشارم على مدار الساعة منذ 17 يناير بعد زيادة الطلبات عشرات الأضعاف، بحسب ما قال متحدث باسم الشركة.