لم تكن السندريلا، التى تحل ذكرى ميلادها اليوم، حيث ولدت فى 26 يناير ممن عام 1943، فنانة جميلة وموهوبة فقط بل كانت حالة فنية وإنسانية خاصة أنها استطاعت أن تؤدى كل الأدوار فلا تملك إلا أن تصدقها، تبكى وتفرح وتضحك معها، ولم تكن موهبتها وشخصيتها ملفتة فقط لملايين الجماهير التى عشقتها بل كانت ظاهرة خاصة بين زملائها الذين تعاملوا معها، وتحدثوا عنها.
ومن بين هؤلاء الفنانين الفنانة إنعام سالوسة التى انتشرت شائعة تشير إلى أنها قامت بتدريب السندريلا على التمثيل والإلقاء، وهو ما نفته سالوسة فى تصريحات لليوم السابع، حيث خرجت الفنانة الكبيرة عن صمتها لتقول بغضب يخالف طبيعتها الهادئة الطيبة وبمشاعر حب ووفاء شديد لرفيقة عمرها سعاد حسنى، وبشجاعة وحسم من يكره الادعاء والكذب، حتى إن كان سيمنحه دورا أكبر، "أنا مادربتش سعاد على التمثيل والإلقاء زى ما بيقولوا والكلام ده كذب وبيزعلنى جدا".
وأشارت الفنانة القديرة إلى أن علاقتها بالسندريلا بدأت وهما فى سن صغيرة فى بداية مشوارهما الفن، قائلة: "أنا ماكنتش أعرف حاجة عن التمثيل وقتها، وكنت لسه طالبة فى الجامعة بكلية الآداب، ولم ألتحق بعد بمعهد التمثيل، واتعرفت على سعاد فى فرقة عبدالرحمن الخميسى، ولم أعلّمها شيئا".
وتابعت: "ماكنش حد يعرفنى ولا يعرفها وكنا إحنا الاتنين مجهولين ولا كان حد فينا لسه اشتغل فى أى عمل، إزاى أدربها وأنا ماكنتش وقتها أعرف أمثل، وكنت لسه مبتدئة"، مؤكدة أنهما تعرفتا على بعضهما فى فرقة الخميسى ولم تعملا بها.
وأشارت سالوسة إلى أنها عملت مع سعاد حسنى فى فيلم نادية كدوبليرة، قائلة: "كنت أنا وسعاد حجم واحد واشتغلت معاها دوبليرة فى فيلم نادية وفيلم آخر، واستمرت علاقتى بها حتى وفاتها، وكانت علاقة بره التمثيل".
ورفضت الفنانة الكبيرة الحديث عن أى تفاصيل عن حياة السندريلا، قائلة بمنتهى الحسم: "مش هاتكلم عن أى شىء يخص سعاد أو أى فنان آخر"، مؤكدة أنها تنزعج من أى معلومات كاذبة تشير إلى أنها قامت بتدريب السندريلا على التمثيل أو الإلقاء.
كما تحدث الولد الشقى الذى شارك السندريلا عددا من أشهر أعمالها وهو الفنان الكبير حسن يوسف فى حوار لليوم السابع ووصفها قائلا: "سعاد عاشت وماتت غلبانة ولم تأخذ حقها، وجمعتنا أعمال كثيرة نشأت بيننا خلالها علاقة صداقة، وكانت تعتبرنى أخًا لها وتقول لى "أنت الوحيد اللى ماعكستنيش".
وتابع: "كنت أقول لها إنتى خايبة وصعبانة عليا، لأنها كانت على نياتها وإذا أخطأ فيها شخص لا ترد، حتى أن أحد المنتجين طردها لتأخرها عن التصوير، وعندما أبلغوها بأوردر اليوم التالى حضرت لإحساسها بالالتزام، وكانت متواضعة وخلوقة، كما كانت لا تلمع إلا عندما يبدأ التصوير وأول ما ينطفى النور تنطفى، وكثيرا ما تدخلت فى حل مشاكلها الزوجية مع على بدرخان وصلاح كريم، وبعدها انقطع التواصل بيننا حتى رأيتها للمرة الأخيرة فى لندن قبل وفاتها بسنوات".
وأشار الولد الشقى إلى أنه التقى السندريلا قبل وفاتها فى لندن، حيث رآها فى الفندق الذى تقيم فيه وكان ذلك فى شهر رمضان وقبل الإفطار، قائلا: "فوجئت أثناء وقوفى بالرسيبشن بسيدة ممتلئة تجلس على كنبة، وتقول لى إزيك يا حسن، ولم أعرفها وتعجبت من أنها تعرفنى وتنادينى دون ألقاب، فإذا بها تقول لى: مش عارفنى يا حسن أنا سعاد حسنى، وشعرت بأن دش مياه بارد سقط فوق رأسى فأخذتها بالحضن واعتذرت لها بأن هذا تأثير الصيام والسفر حتى أخفى الحرج، وشعرت بأننى أخطأت خطأ كبيرا لأننى لم أعرفها، بسبب تغير شكلها وهيئتها، وكانت وقتها مصابة بالعصب السابع وترتدى ملابس بسيطة، وقلت لها: ما تتحركيش أنا هطلع الشنط الغرفة وأنزل نفطر سوا، ونزلت فلم أجدها وقالوا لى أخذت تاكسى ومشيت، فانتظرتها وسألت عنها طوال اليوم والأيام التالية ولم تعد، وأعتقد أنها حزنت على نفسها لأن شكلها تغير لدرجة أن رفيق عملها لسنوات طويلة لم يتعرف عليها، وحاولت البحث عنها دون جدوى ولم أعرف عنها شيئا حتى سمعت خبر وفاتها".
فيما قال عنها الفنان الكبير سمير صبرى فى حوار أجريناه معه: "مثلت مع السندريلا حوالى 4 أفلام وأصبحنا أصدقاء وكانت ست جميلة، وطفلة غلبانة ضائعة عاشت طفولة تعيسة وكانت بلا عائلة تحتاج من يرشدها دائما".
وتابع متحدثا عن قصة حب العندليب والسندريلا: "كنت شاهدا على علاقة الحب الكبيرة التى جمعت عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى لمدة 4 سنوات وكان يغار عليها بشدة، وعانى العندليب كثيرا بسبب هذه الغيرة، وسمعته بيتخانق معها فى التليفون على أشياء عديدة بسبب الغيرة، لكن لا أعرف هل تزوجها أم لا، فلم أرَ قسيمة الزواج".
وتابع: "عندما قدمت سعاد حسنى آخر أفلامها الراعى والنساء، وكانت تشارك فيه بدون أجر كجزء من الإنتاج، أخبرها مسئولو مهرجان الإسكندرية السينمائى بفوزها بجائزة أحسن ممثلة عن هذا الدور، ولكن بعد ظهر يوم توزيع الجوائز تغيرت النتيجة وقررت لجنة التحكيم منح جائزة أحسن ممثلة لنبيلة عبيد، ومنح سعاد حسنى جائزة النقاد، فحزنت السندريلا حزنا شديدا وكانت نفسيتها سيئة بسبب تغيير النتيجة".
وأشار الفنان الكبير إلى تفاصيل ما حدث خلال هذه الحفلة قائلا: "حضرت السندريلا الحفل وكانت حزينة وكنت أغنى وهى أمامى وبجوارها أحمد زكى وكل نجوم مصر، وبعد غنائى أول أغنية تحدثت على المسرح، وقلت إننى سعيد جدا لوقوفى أمام الفنانة العظيمة التى استطاعت أن تقدم فى السينما كل الأدوار المختلفة (خلى بالك من زوزو، أميرة حبى أنا، بئر الحرمان، الزوجة الثانية.. سعاد حسنى)، فوقف كل من فى القاعة وعددهم 500 ليصفقوا لها، وفرحت السندريلا كثيرا بهذا المشهد، فأكملت حديثى وقلت: إذا كان فى القاعة 500 فرد، ففى خارج القاعة 500 مليون يصفقون لك، لأنك أقوى من أى مهرجان وجائزتك فى قلوب الناس، فضجت القاعة بالتصفيق وعزفت الفرقة الموسيقية موسيقى أغنية يا واد ياتقيل، وصعد إلى المسرح نور الشريف ومحمود عبدالعزيز ووقف ثلاثتنا وأعطيناها الميكرفون وغنت وهى سعيدة، وظلت تتذكر هذه الليلة دائما".
وأضاف: "كان كل همها فى الفترة الأخيرة من حياتها أن تستعد للعودة إلى مصر وترجع سعاد حسنى التى يعرفها الناس، فحرصت على إنقاص وزنها وأجرت عمليات فى الأسنان وجراحات تجميل، وكلمت سمير خفاجة حتى يجهز لها مسرحية مثل التى أعدها للفنانة شادية وكانت كل هذه الشواهد تؤكد أنه لم يكن لديها هذا الاكتئاب الذى يؤدى للانتحار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة