تواجه شركات صناعة السيارات العالمية وشركات السلع الفاخرة توترات فى أعمالها فى الصين بسبب الاضطراب الذى تسبب فيه انتشار فيروس كورونا القاتل الذى قد يؤدى إلى تباطؤ الاقتصاد القائم بالفعل، وفقا لتقرير سى إن إن الأمريكية.
رينو وهوندا ومجموعة بيجو هى من بين العديد من الشركات التى لديها مصانع كبيرة فى ووهان نقطة البدء لتفشى فيروس كورونا الذى أودى بحياة العشرات بالفعل.
شركات صناعة السيارات الثلاث لديها عمليات فى "مدينة السيارات" فى الصين من خلال مشاريع مشتركة مع شركة دونج فنج للسيارات وهى واحدة من أكبر مجموعات السيارات فى البلاد.
تخضع مدينة ووهان التى يسكنها 11 مليون نسمة لإغلاق جزئى بعد إغلاق مطارها ومحطات السكك الحديدية أمام المسافرين المغادرين يوم الخميس مع انتشار الخوف من انتشار المرض.
كما تواجه ما لا يقل عن 10 مدن وحوالى 30 مليون شخص فى منطقة هوبى بوسط الصين قيود السفر، كما أن بكين وشانجهاى فى حالة تأهب قصوى لحالات الطوارئ الصحية العامة.
وبحسب "سى أن أن" يمكن أن تتسبب اضطرابات النقل فى خسائر للشركات وتضر بإنفاق المستهلكين فى وقت تعانى فيه شركات صناعة السيارات بالفعل من انخفاض المبيعات، حيث تشهد صناعة السيارات العالمية ركودًا.
وانخفض عدد السيارات المباعة فى الصين التى تعد أكبر سوق فى العالم، بمقدار 2.3 مليون فى عام 2019، وفقاً لشركة LMC Automotive وقال مسؤولون صينيون إن المبيعات قد تنخفض مرة أخرى هذا العام.
قالت وكالة التصنيف العالمية S&P Global يوم الخميس إنه من المتوقع أن تضغط عمليات الإغلاق المرتبطة بالفيروسات على الإنفاق خلال عطلة العام القمرى الجديد، مضيفة أنه إذا انخفض الإنفاق على خدمات مثل النقل والترفيه بنسبة 10%، فإن النمو الاقتصادى الكلى للصين سينكمش بنحو 1.2 نقطة مئوية.
وباعت شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو ما يقرب من 180،000 سيارة فى الصين العام الماضى، وفى عام 2018 أنتجت شركة رينو 16،459 من الكادجار و31،299 كوليوس فى ووهان لتلبية احتياجات السوق الصينية.
وفى نفس السياق، تم تداول أسهم رينو أضعف بنسبة 1% فى باريس يوم الجمعة الماضى، مما زاد من خسائر السهم للأسبوع إلى 7%، وتراجعت الأسهم فى الشركة بنسبة 14% تقريبًا حتى الآن هذا العام وسط استمرار تداعيات فضيحة الرئيس التنفيذى السابق كارلوس غصن.
تبيع PSA Group علاماتها التجارية بيجو وستروين فى الصين ففى العام الماضى باعت الشركة حوالى 117000 سيارة فى البلاد، بانخفاض 55 % عن العام السابق ولم يرد متحدث باسم الشركة على طلب للتعليق على حجم عملياتها فى ووهان، لكنه قال إن الشركة "تطبق توصية السلطات الصينية".
وفقا لبيان صحفى أظهرت البيانات المالية أن المشروع المشترك لهوندا ووهان ساهم بنحو 11 % من إيرادات المجموعة للعام المنتهى فى مارس 2019 وشكلت غالبية إيراداتها من السيارات الآسيوية. افتتحت الشركة مصنعا ثالثا فى ووهان فى أبريل.
بالنظر إلى السنة الجديدة المقبلة، قد لا تشعر الشركات بتأثير الإغلاق لفترة من الوقت، وقالت رينو وهوندا إن مصانعها فى ووهان كانت مغلقة بالفعل لقضاء العطلات، كما قال متحدث باسم هوندا إن مصنعها أغلق من الخميس وحتى 2 فبراير.
كما شهدت أسهم الشركات الفاخرة والتى تستفيد عادة من زيادة الإنفاق الاستهلاكى خلال العام الصينى الجديد، اضطرابات هذا الأسبوع، على الرغم من أنها انتعشت قليلاً يوم الجمعة.
وتراجعت اسهم LVMH، التى تمتلك لويس فويتون وفندى، بنسبة 4.5 % منذ يوم الاثنين وانخفضت اسهم Kering الأصل من جوتشى و بنسبة 5 %، فى حين أن Richemont، صانع الساعات Cartier، انخفض اسهمه بنسبة 6 %.
وقال ديفيد بيروتا، إن قيود السفر يمكن أن يكون لها "تأثير كبير على المبيعات خلال فترة الإنفاق الحرجة التى تستغرق أسبوعين" عندما "يتوقع تجار التجزئة الفاخرة عادة زيادة مفاجئة فى المبيعات للمتسوقين الصينيين".
ووفقا للتقرير أنفق المستهلكون الصينيون عام 2018 فى الداخل والخارج 770 مليار يوان (115 مليار دولار) على السلع الفاخرة، أى ما يعادل ثلث الإنفاق العالمى تتوقع شركة الاستشارات الإدارية ماكينزى أن يمثل المستهلكون الصينيون 40% من الإنفاق العالمى على السلع الكمالية بحلول عام 2025.