عقد المجلس العربى للمياه اليوم الاجتماع التحضيرى للمنتدى العربى الخامس للمياه، والمقرر عقده خلال الفترة من 7- 9 ديسمبر بالإمارات تحت عنوان "الأمن المائى العربى من أجل السلام والتنمية المستدامة"، ووقع على هامش الاجتماع اليوم برتوكول تعاون بين المجلس العربى للمياه والمنتدى العالمى للمياه .
وأكد الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، أن الأمن المائى يشكل أحد أهم ركائز الأمن القومي العربي، خاصة فى ضوء التحديات الطبيعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية التى تواجه المنطقة على المستويين الوطنى والقومى.
وأضاف أبو زيد، أن البلدان العربية لديها مشكلة خاصة بمواردها المائية، وهي أن حوالى 65% منها تأتى من خارج الوطن العربي، وهو ما يقيم ارتباطا دائما ووثيقا بين الأمن المائي والأمن القومي العربى، ويضع العرب أمام معادلة صعبة تتطلب حلا سريعا لهذه القضية، خاصة وأن الأمن المائى العربى فى خطر .
وكشف أبو زيد فى كلمته الافتتاحية، اليوم الاثنين، خلال الاجتماع التحضيري لمنتدى المياه العربى الخامس، عن أن 50% من سكانها يعيشون فى مناطق الشح المائي، مؤكدا أن أزمة المياه فى المنطقة واضحة ودقيقة، ولا تحتاج إلى بيان أو تفصيل فالمنطقة العربية لديها 1% من المياه العذبة على مستوى العالم.وألمح إلى أن نصيب الفرد العربى من المياه يقل بشكل ملحوظ، بسبب ثبات المورد المائي وزيادة عدد السكان، حيث بلغ نصيب الفرد عام 1950 من المياه 12050 مترا مكعبا، وانخفض فى عام 2000 إلى 7310 أمتار، ومن المتوقع أن ينخفض عام 2035 إلى 5220 مترا مكعبا.
وأشار إلى أهمية إعداد استراتيجية جماعية واضحة، وسياسة تكاملية شاملة وإدارة جماعية وتخطيط وتنسيق مشترك بدعم من كل المهتمين يتجاوز نطاق العمل الواحد لمواجهة المخاطر الحقيقية لأزمة المياه العربية.
وتابع أبو زيد، أن المنطقة العربية تواجه اليوم تحديات مائية متعددة وغير مسبوقة، تؤثر على استقرارها وتهدد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنه على الرغم من عقود من التنظيم والاستثمارات الكبيرة في القطاعات ذات الصلة بالمياه، إلا أن الأدلة مازالت تشير إلى أن التغيرات المناخية المتزايدة بتأثيرها السلبى على توافر المياه، بالإضافة إلى ندرة المياه الموجودة في المنطقة، قد حولت سبل المعيشة إلى حالة من الفقر الشديد وانعدام الأمن الغذائي وأثرت بشدة على معدلات التوظيف ذات الصلة بالمياه مؤدية إلى خفض كبير فى فرص العمل والاقتصاد الإقليمي عامة.
من جانبه، قال الدكتور جمال جاب الله، مدير الإسكان والموارد المائية بجامعة الدول العربية، إن الأمن القومى العربى أصبح تعريفه الأمن هو أمن المياه والغذاء والطاقة، وأنه بغير هذا المفهوم لن تتحقق التنمية المستدامة للشعوب .
وأوضح أن البلاد العربية تتميز بمناخ جاف لا يوفر إلا نسبة قليلة من المياه العذبة المتجددة، لذلك فإن الاحتياجات المائية لجميع الأنشطة الحالية والمستقبلية تعتبر تحديا حقيقيا يعتمد على دقة التعرف على الاحتياجات المائية، وترشيد استخدام الموارد المتاحة، والمحافظة عليها.
فيما أكدت المهندسة فاطمة الشامسى، وكيل وزارة الكهرباء والمياه بدولة الإمارات العربية، ضرورة وجود تنسيق عربي مستمر وواسع حول قضايا المياه، ووضع استراتيجية عربية موحدة للتعامل معها على المدى القريب والبعيد.
وقالت المهندسة فاطمة الشامسى، إن بلادها ستستضيف المنتدى العربى الخامس للمياه فى 7 ديسمبر المقبل، وسيقام على هامشه معرضا كبيرا لتكنولوجيا المياه والطاقة، معربه عن أملها فى مشاركة 22 دولة عربية فى المنتدى الذى يناقش قضايا الأمن المائى والتنمية المستدامة.
فى ذات السياق، أكد الدكتور حسين العطفى، الأمين العام للمجلس العربى للمياه، أن مجلس محافظى المياه استعرض اليوم الترتيبات الخاصة بانعقاد المنتدى الخامس للمياه، وتقييم نشاط المجلس العربى للمياه خلال 2019، ومراجعة الوضع المائى على مستوى 22 دولة عربية، حيث ألقى الضوء على احتياجاتهم واستخداماتهم المائية من خلال مجموعة من المؤشرات التى أخذت فى الاعتبار مواضيع مثل المياه المتاحة، واستخدامات المياه، وتغير استخدامات الأراضى، والسكان والطاقة، والصحة، والمناخ، والاقتصاد، والسياسة الخارجية.
وعرض الدكتور عبد الله سين، السكرتير التنفيذى للمنتدى العالمى التاسع للمياه، برنامج وأنشطة المنتدى العالمى الذى يعقد بالعاصمة السنغالية "داكار"فى 2021، ويركز على محاور متعددة أهمها "الأمن المائى، والتعاون عبر الحدود.
وتطرق الدكتور عبد الله سين إلى تحديات المياه العالمية، ومنها ندرة المياه مع زيادة عدد السكان، وتعذر الحصول على المياه، وتدهور نوعية المياه، ونقص التمويل لتنمية موارد المياه، وقصور الوعي لقضايا المياه، فيما عرض الدكتور خالد أبو زيد، مدير البرامج الفنية بالمجلس العربى للمياه، أنشطة المنتدى الخامس للمياه بأبوظبى والترتيبات الخاصة بانعقاده ومحاوره وجلساته التى تعقد على مدار3 أيام .
وأوضح الدكتور صفوت عبد الدايم، مستشار المجلس العربى للمياه، ارتباط المياه بالشئون السياسية والخارحية من خلال الأنهار المشتركة، حيث يوجد 12 دولة عربية تعتمد على الموارد المائية الخارجية مما يتطلب ضرورة بناء علاقات سياسية بين تلك الدول والدول الأخرى المتشاطئة فى أحواضها.