تضمن مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامى، والذى بدأ أعماله اليوم بالقاهرة، بحضور علماء 41 دولة عربية وإسلامية، عدة رسائل للرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن قضية تجديد الخطاب الدينى.
ونرصد فيما يلى أبرز رسائل الرئيس السيسى لعلماء الأمة الإسلامية بالمؤتمر :
- دعا لسلسلة من المؤتمرات لتجديد الفكر الإسلامى التى تعقد عامًا بعد عام.
- طالب المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر بإعطاء أهمية لتجديد الخطاب الدينى.
- وجه بأن التراخى عن الاهتمام به يترك الساحة لأدعياء العلم والذين يدلسوا أحكام الشريعة السمحة.
- التجديد ليس فى ثوابت الدين ولا العقيدة ولا الأحكام التى اتفق عليها الأئمة، وإنما فى فقه المعاملات فى مجالات الحياة العلمية.
- من رحمة الله أنه شرع لنا أحكاما ثابتة وأحكاما تتغير وفقا للتطور، وأن الفتوى تتغير من بلد لبلد، ومن عصر لعصر، ومن شخص لشخص.
وأكد الإمام الأكبر أحمد الطيب أن قانـون التجـدُّد أو التجديد، هو قانون قرآني خالص، توقَّف عنده طويلًا كبارُ أئمةِ التراث الإسلامي وبخاصة في تراثنا المعقول، واكتشفوا ضرورته لتطور السياسة والاجتماع، مضيفا أن الأزهر الشريف قرر إنشاء مركز دائم باسم "مركز الأزهر للتراث والتجديد"، يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، للإسهام فى عملية التجديد الدينى.
وكان قد قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن التيار الإصلاحي الوسطي هو الجدير وحده بمهمة "التجديد" الذي تتطلَّع إليه الأمة، وأعني به التجديد الذي لا يشوِّه الدِّين ولا يُلغيه، وإنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يتناسب من أحكامه الفقهيَّة إلى الفترة التاريخيَّة التي قيلت فيها، وكانت تمثِّل تجديدًا استدعاه تغيُّر الظروف والأحوال يومذاك.. وهذا ما نأمل أن يعكسه مؤتمر الأزهر العالمي حول "تجديد الفكر والعلوم الإسلامية".
وأضاف الطيب ، أن الأسباب التي أدَّت إلى غلق باب الاجتهاد وتوقف حركة التجديد، في عصرنا الحديث، تُظهر عدم الجدِّيَّة في تحمُّل هذه المسئولية تجاه شبابنا وتجاه أمتنا؛ فقد صمت الجميع عن ظاهرة تفشِّي التعصُّب الدِّيني سواء على مستوى التعليم أو على مستوى الدعوة والإرشاد، مؤكدًا أن دعوات التعصُّب هذه لا تعبر عن الإسلام تعبيرًا أمينًا، إلا أنها تحظى بدعمٍ ملحوظ مادي وغير مادي، يضاف إلى ذلك ظهور كتائب التغريب والحداثة، والتي تفرَّغت لتشويه صورة رموز المسلمين، وتلويث سمعتهم والسخرية من تراثهم، وأصبح على كثير من الشباب المسلم أن يختار في حلبة هذا الصراع: إمَّا الانغــلاق والتعصُّب والكراهية ورفض الآخر، وإمَّا الفراغ والتِّيه والانتحار الحضاري.
ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، يتضمن سبعة جلسات نقاشية، تركز محاورها على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.