قرية الشفاءين هى قرية حصة شبشير بمركز ومدينة طنطا بمحافظة الغربية، تشتهر بحفظة القرآن وإنتاج عسل النحل، مسقط رأس الإمام محمد عبده رائد التنوير فى مصر، التى تشتهر أيضا بكتاتبيها وحفظة القرآن بها، وتشتهر هذه القرية بأنها لا يوجد بها عاطل واحد أو مقهى ولا أى شيء وترفع القرية شعار العمل فقط، وحفظ القرآن وإنتاج العسل.
ويسعى محافظ الغربية الدكتور طارق رحمى لوضعها ضمن القرى النموذجية بنطاق المحافظة، مثل قرى الفرستق وكتامه وعدد من القرى الأخرى بالمحافظة.
ومن أهم اعلام قرية الشفاءين الإمام محمد عبده أحد أبرز أبناء هذه القرية والذى ولد عام 1865م، وتربى ونشأ على حفظ القرآن الكريم، وحين بلغ من العمر 13عاما، انتقل إلى محافظة البحيرة مسقط رأس والده، ويرجع نسبه لوالدته من عائلة"عتمان" بقرية حصة شبشير، ويمتد نسبه لسيدنا عمر بن الخطاب،ومنها للقاهرة حيث استكمل دراسته وتعليمه بالأزهر الشريف وتدرج فى المناصب الهامه حتى أصبح مفتيا للديار المصرية.
يقول احمد طايل نائب مدير بنك بالمعاش من أبناء القرية، أن الإمام محمد عبده ابن القرية وابن لمصر فالإمام محمد عبده حسب مذكراته الخاصة والصادرة عن دار الهلال فى طبعتين عام 1993وتحديدا فى صفحة 24 حيث كتب فيها أنه ولد فى قرية حصة شبشير وأن والده من محلة نصر بالبحيرة وكان قد ترك بلده هربا من الإنجليز وكان يعمل لدى احمد المنشاوى باشا فى شنراق البحرية مركز السنطة.
ونظرا لأمانة والده قام أحمد باشا المنشاوى بتزويجه من عائلة "عتمان" وولد الإمام محمد عبده بقرية حصة شبشير وتعلم القرآن الكريم فى كُتاب الشيخ مخلوف عمر الفقى ومثبت هذا الكلام فى الكثير من الكتب والمراجع، والذى اكده الدكتور شوقى ضيف ونص عليه فى كتابه" تاريخ الآدب العربي" بأنه ولد فى قرية حصة شبشير، وأيضا كتابات الدكتور عباس محمود العقاد عندما كتب فى عبقرية الإمام أكد أنه ولد فى قرية حصة شبشير، وكذلك كتاب لعثمان أمين والعديد من المصادر التى اكدت هذا حتى مسلسل الإمام الذى صور فى استيديوهات العباسية والذى اذيع عام 2005 أكد مؤلف المسلسل أنه قام بالبحث فى أكثر من 72كتاب من مصر أو لبنان وكل الكتب أكدت أن الإمام من مواليد قرية حصة شبشير.
وأضاف بأن الإمام ولد فى مكان يُسمى "دويره" ومازالت موجودة حتى الآن بالقرية وهى تصغير لكلمة دار وهذه الدويرة موجوده فى أحد الأزقة بقرية حصه شبشير ومازالت قائمه حتى الان ، موضحا أنه إبان الاحتلال الانجليزى لمصر حضر بعض الضباط لعمدة قرية حصه شبشير وسألوه حول مولد الإمام بالقرية فخاف عمدة القرية فخاف عمدة القرية أن الانجليز يحاولون التنكيل بالإمام فقام بتضليلهم خوفا على حياة الإمام محمد عبده.
وأشار أن كل منزل بالقرية يعشق القرآن الكريم ولا يخلو أى منزل من منازل القرية من أى طالب أزهرى ويوجد بالقرية أكثر من 50كتاب والكل يعمل على تعليم أبنائه حفظ القرآن الكريم والالتحاق بالأزهر الشريف، مشيرا إلى أنه قام بتنظيم احتفالية كبيره فى عام 2005تكريما لذكرى رحيل الإمام وحضرها المؤرخ الإسلامى الدكتور عبد الحليم عويس وإذاعة القرآن الكريم، مؤكدا أن الإمام محمد عبده كان المجدد الأكبر فى علوم الإسلام، ومازال اخوال الإمام على قيد الحياه بالقرية.
وطالب محافظ الغربية بالاهتمام بهذه القرية، وعمل تمثال داخل المعهد الدينى الذى يحمل اسمه بالقرية، أو لوحه بمدخل القرية تكريما للإمام الراحل محمد عبده، تبرز معلومات عن حياته وتفكيره المجدد وتاريخه، مؤكدا أن القرية قضت على البطالة بنسبة 95%من خلال مشاريع تربية وانتاج عسل النحل، مشيرا أن القرية لا يوجد بها أى مقهى او كافيه واحد، ويحرص اهل القرية على العمل فى انتاج العسل وحفظ القرآن الكريم.
أما سعاد قنديل شيخة معهد الإمام محمد عبده الازهرى بالقرية فقالت أن الإمام ولد عام 1849 وتوفى عام 1905 وكان يعيش بالدويره هو ووالدته"جُنينه محمد عتمان" وحفظ القرآن الكريم بالقرية واطلق اسمه على المعهد الابتدائى الأزهرى بالقرية تخليدا لذكراه، مضيفة أن المعهد الازهرى تخرج منه العديد من ابناء القرية منهم اطباء واساتذه جامعيون.
ويضيف الدكتور احمد الشناوى حسن استاذ مساعد بكلية الدراسات الاسلامية جامعة الأزهر فرع دمياط بأن الاسم الكامل للإمام هو "محمد عبده حسن خير الله" ولد 1849الموافق 1266هجريه وتوفى عام 1905، والخلف والسلف أكدوا أنه ولد بالقرية ونشأ فى الدويره وصوره الموجوده يشبه إلى حد كبير أخواله بالقرية، وهو امتداد لهذه الفروع.
وأضاف" الشناوى" أن الإمام تلقى تعليمه فى كتاب القرية فى القرن الـ18 وبدايات القرن الـ19، ثم انتقل للجامع الاحمدى بطنطا وانتقل إلى الجامع الازهر، ثم ترقى فى المناصب الإداريه مدرسا بالأزهر ومدرسا بدار العلوم، ومدرسا بالألسن وقاضيا فى محكمة عابدين، ثم مفتيا لجمهورية مصر العربية لمدة 6سنوات.
وأشار أن الإمام محمد عبده رائد التجديد والتنوير والنهضة العلمية وكان يدعو للتجديد فى الفكر الإسلامى ومواكبه العصر بشرط أنه لم يغفل التراث والفكر التراثى بما ينفع العصر الحاضر والتجديد الذى كان يدعو إليه والنهضة العلمية والتعليم الأزهرى وإعمال العقل والفكر، مشيرا ان الإمام عشق التراث كما عشق الحضاره وعشقه للفكر الجديد ومعظم مؤلفاته "تفسير كتاب نهج البلاغة للإمام على بن ابى طالب"، كذلك شرح كتاب بديع الزمان الهمزانى.
وأضاف أن قرية حصة شبشير يطلق عليها قرية الشفاءين العسل والقرآن فالعسل مهنه ابناء القرية، وحفظ القرآن الكريم، مؤكدا أن القرية لا تخلو من الكتاتيب ويوجد بها أكثر من 50كُتاب لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم.
أما الشيخ مرسى شاهين إمام وخطيب بالأوقاف فأكد أن القرية بلد الشفاءين القرآن والعسل فالأول كان القرآن ثم انعم الله علينا بنعمة النحل والعسل وشباب القرية شباب عامل لا عاطل ويعمل فى مجال النحل وحافظ للقرآن ومتعلم ولا يعرف شباب القرية القهاوى ولا مجالس السوء ولا يوجد بها عاطل، والقرية تشتهر بكثرة أولياء الله الصالحين.
وأضاف أن القرآن رسالتنا نحفظ ونُحفظ وجميع كليات الأزهر يوجد بها علماء من ابناء القرية فى التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه، وهذا يرجع لاهتمامنا بالقرآن، ونقيم كل عام مسابقات بين العائلات، وتنتقل منها لمسابقات أكبر، ونُقيم حفلا لتكريم الفائزين سنويا فى ليله القدر، وينتشر بالقرية عشرات الكتاتيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة