خالد الجندى: كلمة الرئيس عن تجديد الخطاب الدينى قطعت طريق أبواق الضلالة

الإثنين، 27 يناير 2020 06:45 م
خالد الجندى: كلمة الرئيس عن تجديد الخطاب الدينى قطعت طريق أبواق الضلالة الشيخ خالد الجندى
كتب أيمن رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمؤتمر الأزهر العالمى حول "التجديد فى الفكر الإسلامي"، والتى ألقها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، تعد من أهم الرسائل كونها فى منتهى الشفافية للمنشود والمقصود فى تجديد الخطاب الدينى، كما أنها توضح أن الدولة بكافة مؤسساتها وآلياتها تعمل بالتعاون مع المؤسسات الدينية لتقديم دين يسع الجميع ويخدم الحضارة الإنسانية.

 

وأضاف "الجندى"، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة "DMC"، أن الرئيس السيسى حرص منذ توليه مقاليد الأمور فى البلاد على أن تولى المؤسسات الدينية أهمية قصوى لتجديد الخطاب الدينى، موضحًا أن التجديد الذى تدعو له القيادة السياسية لا علاقة له بثوابت الدين الإسلامى، متابعًا: "الرئيس فى كلمته اليوم قال ذلك وهذا يقطع الطريق على أبواق الضلالة الذين يروجون الشائعات".

 

ولفت "الجندى"، إلى أن ثوابت الدين الإسلامى لا يمكن المساس بها ومحال أن يتم تغييرها، وتابع:" ولا نقاش فيها"، مشددًا على أن الرئيس أسند الأمر إلى أهله عندما وجه المؤسسات الدينية أن تقوم بدورها فى تجديد الخطاب الدينى.

 

واستكمل "الجندى":" كلمة الرئيس السيسى اليوم عظيمة وهى كلام علماء.. ربنا يبارك فيك يا سيادة الرئيس ..لأن موضوع التجديد لإنقاذ الإسلام والمسلمين ..الحقيقة لو فضلنا فى حالة التحجر فى الآراء وتقديس السابقين لن نصل إلى أمرًا من الأمور الخيرة فى هذا المجتمع ولا فى هذه الدينا".

 

وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء قد ألقى، اليوم الاثنين، كلمة، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى المؤتمر العالمى للأزهر، والذى جاء تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامي"، وتستمر فعالياته على مدى يومى الاثنين والثلاثاء 27 و28 يناير 2020، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ونخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من دول العالم الإسلامى، كما حضر المؤتمر من مصر الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، وأحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من كبار الشخصيات والمسئولين.

 

وفى بداية كلمة الرئيس السيسى، التى ألقاها رئيس الوزراء، قال: يطيب لى أن أرحب بكم جميعا، فى بلد الأزهر الشريف، أرض مصر الطيبة، التى تجلت عليها الذات الإلهية فزادتها قدسية وتشريفا وتعظيما، مُرحبا بالضيوف على أرض وطن يمد يده بالخير والسلام والمحبة للجميع، كما رحب الرئيس السيسى بضيوف مصر من علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم فى هذا المؤتمر الاستثنائى، والذى نتطلع إلى دوره الهام فى تطوير الخطاب الدينيّ؛ لدعم مسيرة الأوطان العربية والإسلامية، وبث روح العمل والجد والمثابرة، وهى كلها شروط ضرورية للتنمية الشاملة المستدامة التى نسعى لتحقيقها فى المستقبل القريب إن شاء الله.

 

وفى كلمة الرئيس السيسى بالمؤتمر، والتى ألقاها الدكتور مصطفى مدبولى، قال : لقد طالبتُ المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات، وفى مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف، بأن تولى الأهمية القصوى لموضوع تجديد الخطاب الدينى، من منطلق أن أى تقاعس أو تراخى عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء من غير المتخصصين ليخطفوا عقول الشباب ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف فى تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسُنة المطهرة، ومن ثم جاء انعقاد هذا المؤتمر الحافل بهذه النخبة المختارة من كبار العلماء، ومُمثلى المؤسسات الدينية من الوزراء والمُفتين والمستشارين الدينيين من 41 دولة.

 

وأعرب الرئيس السيسى، فى كلمته، عن بالغ سروره وتقديره الكبير لهذا العمل الجليل، وتمنياته بأن تأتى نتائج هذا المؤتمر على قدر التحديات التى تُواجه عالمنا الإسلامى والعربى، وفى مقدمتها تحدى الإرهاب والتطرف، هذا الوباء الذى إن تُرك وشأنه فسوف يقضى على كل أمل فى تحقيق الاستقرار والبناء، ويحول دون تحقيق مسيرة التقدم والرفاهية.

 

كما أعرب الرئيس السيسى، فى كلمته التى ألقاها رئيس مجلس الوزراء، عن أمله فى أن ينتهى المؤتمر إلى حلول عملية لمختلف المشكلات والقضايا الفقهية والتشريعية، التى ينقسم حولها المسلمون، وتُشعل فتيل الاختلاف بينهم، مُوجها الحديث للعلماء والحضور بالمؤتمر قائلا: إننا حين نطالبكم بتجديد الخطاب الدينى فإن ذاكرتنا تعى وتستوعب نهج «النبى الكريم»- صلى الله عليه وسلّم- فى هذا الإطار، مؤكدًا أن التجديد الذى نتطلع إليه ليس هو التجديد فى ثوابت الدين، ولا فى العقيدة، أو غيرها من الأحكام، التى اتفق أئمة الدين على إثباتها؛ فلا يوجد مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله يطلب تحليل الحرام، أو إباحة الكبائر، أو أى تشريع جديد يعارض القرآن والسنة الصحيحة، أو يصدم المقاصد العليا للشريعة.

 

وأوضح الرئيس السيسى، فى كلمته، أن التجديد الذى ننتظره هو التجديد فى فقه المعاملات فى مجالات الحياة العملية، ونحن متفقون على أن كثيرًا من أحكام هذا الفقه تغيرت من جيل إلى جيل على مدى عشرة قرون على الأقل، فلماذا يُحرم جيلنا من هذه الأحكام التى تُيسر الحياة، وجيلنا أحق الأجيال بالتجديد لما يواجه من تحديات تتغير كل يوم بل كل لحظة، وأنتم أهل هذا العلم والمتمكنون من ضوابطه وشروطه أدرى الناس بأن من رحمة الله بنا أن شرع لنا أحكاما ثابتة لا تجديد فيها وأحكامًا تتغير تبعًا للتطور، والفتوى هى الأخرى تتغيّر من بلد إلى بلد، ومن عصر إلى عصر، ومن شخص لآخر.

 

واختتم رئيس الوزراء كلمة الرئيس السيسى بالقول: إننى إذ أؤكد مرةً أخرى ضرورة موضوع "التجديد" لإنقاذ الإسلام والمسلمين، أتمنى أن يكون مؤتمركم هذا فاتحة لسلسلة قادمة من المؤتمرات فى هذا الإطار التى تتجدد عامّا بعد عام، مع دعائى للعلى القدير أن يوفقكم ويأخذ بأيديكم إلى ما فيه خير الأمّة ونفعها وصلاحها ورُقيها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة