تسبب تزايد المخاوف من احتمال تأثير انتشار فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد الصينى، فى حدوث حالة من الاضطراب والقلق على المستوى العالمى، مما دفع المستثمرين للتخلص من الأصول المرتفعة المخاطر والبحث عن الملاذات الآمنة، على رأسها المعدن النفيس، الأمر الذى دفع فى زيادة الطلب على الذهب بوصفه ملاذ آمن مما تسبب فى زيادة أسعاره بصورة ملحوظة.
فى سياق متصل، تراجعت الأسهم الآسيوية بعد أن ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد إلى 81 بينما فاق عدد حالات الإصابة بالعدوى 2700 فى الصين كما تم منع سكان إقليم هوبي، حيث ظهر المرض للمرة الأولى، من دخول هونج كونج فى إطار جهود عالمية لوقف انتشار المرض.
وارتفع الين بسبب مخاوف من الصعوبات التى تواجهها السلطات الصينية لاحتواء التفشي، ويترقب المستثمرون الآن أول اجتماع لمجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكي) بشأن السياسات فى العام الجديد والمقرر عقده فى 28 و29 يناير حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير.
وعلى الصعيد المحلى، ارتفع سعر الذهب فى مصر اليوم الاثنين مرتين، بفعل زيادة الأسعار العالمية للذهب، نتيجة مخاوف من انتشار واسع لفيروس كورونا وتضرر الاقتصاد الصينى، الأمر الذى انعكس على سعر الذهب عالميا ليصعد 1.06% لتسجل أوقية الذهب 1583 دولار للأوقية.
وارتفع سعر الذهب للمرة الثانية بقيمة 3 جنيهات عقب صعوده صباح اليوم 4 جنيهات، ليبلغ إجمالى زيادة أسعار الذهب فى مصر 7 جنيهات، بالنسبة لعيار 21 وهو العيار الرئيسى والأكثر تداولا فى مصر مسجلا 695 جنيها للجرام، وسجل عيار 18 ما قيمته 595.75 جنيه للجرام.، وبلغ عيار 24 حوالى 794.25 جنيه للجرام، والجنيه الذهب 5560 جنيها.
وقال إيهاب واصف، نائب رئيس شعبة الذهب، إن المعدن النفيس ربح 19% خلال عام 2019، وهو أكبر مكسب له منذ 2010، مدفوعا فى الأساس بحرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، والتى أطلقت عملية تيسير نقدى من جانب بنوك مركزية كبرى، فالذهب يسجل ارتفاعات بصورة سنوية منذ عام 1981.
وأوضح أن الأسواق عالميا تتأثر بصورة سريعة بأى حدث أو توتر، وظهر ذلك واضحة خلال الفترة الأخيرة بعد صعود الأسعار لأعلى مستوياتها منذ 7 سنوات، بعد حدوث بمنطقة الشرق الأوسط بشكل مستمر وهو ما يدفع فى اتجاه زيادة أسعار الذهب، ومن ثم من لدية فوائض مالية يمكنه شراء الذهب الآن.
وأضاف لـ"اليوم السابع": "الذهب منذ عام 1981 يرتفع سنويا بنسب متفاوتة لتتراوح بين 20 إلى 36% سنويا، إذن فالمعدن طوال الوقت فى ارتفاعات متتالية، وعام 2016 شهد زيادة غير مسبوقة للذهب فى مصر بنسبة 256%، فالذهب مرتبط بأسعار عالمية وكذلك سعر الدولار أمام الجنيه فى مصر، وكذلك عوامل العرض والطلب".
الذهب بديل استثمارى فى أوقات الضبابية السياسية والمالية، وعلى جبهة التجارة يترقب المستثمرون المزيد من التطورات بشأن اتفاق المرحلة واحد بين أكبر اقتصادين فى العالم، وكذلك الأوضاع فى الشرق الأوسط، لذلك فالذهب هو الملاذ الآمن بصفة عامة سواء عالمياً أو محليا ويلجأ إليه المستثمر أو حتى المواطن العادى عند حدوث هذه الاضطرابات.
ويعتبر التنبؤ بسعر مستقبلى للذهب ضربا من المستحيل، خاصة أن سعر الذهب مرتبط بعدة عوامل أخرى تتغير بشكل سريع جدا، منها أسعار العملات بالأسواق العالمية، وكذلك مرتبط بالبيانات ومؤشرات الاقتصاد لدى الدول ذات الاقتصاديات الكبرى، ومرتبط بعوامل العرض والطلب ليس لصغار المستهليكن، لكنها ترتبط بطلب المستثمرين.
وسعر الذهب فى مصر قد يتغير على مدار اليوم لأكثر من مرة، متأثرا بالمتغيرات العالمية التى يشهدها المعدن النفيس، وكذلك متغيرات سعر الدولار فى مصر، بالبنوك والمصارف الرسمية.
ويشكل الذهب جزءا كبيرا من صادرات مصر من الحلى والأحجار الكريمة والتى تتجاوز المليار دولار سنويا، ويتم تصدير الذهب كخام وسبائك وليس مشغولات تامة الصنع، بسبب ختم الدمغة والذى لا يتم قبوله خارج البلاد.
ويشار إلى أن هناك 3 قواعد تحكم أسعار الذهب فى مصر وهى عامل العرض والطلب وسعر أوقية الذهب عالميا والتغيرات التى تطرأ على سعر العملة الأمريكية، وهى القواعد التى يتم مراعاتها بشكل يومى عند تحديد الأسعار.
وتحرص الأسر المصرية على اقتناء الذهب فى المناسبات والأعياد وكهدايا، خاصة فى محافظات وجه بحرى وقبلى، حيث يرتفع الطلب على الذهب من عيار 21، فيما يزيد الطلب على المعدن النفيس من عيار 18 بالقاهرة الكبرى والإسكندرية، والمحافظات التى تزدهر فيها حركة السياحة.