"مالك الحزين" للكاتب الكبير إبراهيم أصلان (1935 -2012) والتى استغرقت منه وقتا للكتابة من ديسمبر 1972 وحتى أبريل 1981 أى فى حوالى ثمانية أعوام ونصف تقريباً. تدور أحداث الرواية فى حى إمبابة فى القاهرة تحديداً فى منطقة الكيت كات، وشخصيات الرواية أكثر من 115 شخصية، رغم الحجم المتوسط نسبياً للرواية، ويمكن أن نصنف الأشخاص الأساسيين فى الرواية إلى:
يوسف النجار نموذج للشباب المغترب، وفاطمة، فتاة بسيطة فقيرة تحب يوسف النجار من طرف واحد وتحاول أن تغويه، الشيخ حسنى، شيخ ضرير يعيش فى المنطقة ويعانى من اغتراب ووحدة يحاول أن يتكيف معها بطرق طريفة ومضحكة، المعلم صبحى، التاجر الغنى يحاول أن يشترى القهوة الرئيسية فى المنطقة والتى تمثل معلماً بارزاً فى حياة الأبطال ليقوم بهدمها وبناء عمارة محلها، المعلم عطية، صاحب المقهى، الهرم، بائع المخدرات فى المنطقة.
فى سنة 1991 تم تحويل الرواية إلى عمل سينمائى تحت مسمى "الكيت كات" على يد داوود عبد السيد، وتم دمج بعض الشخصيات وتغيير دور شخصيات أخرى وإخفاء شخصيات أخرى، ولكن ظلت الرواية هى الخط الأساسى للفيلم.
ومن بعد هذا الفيلم تحولت الكيت كات إلى قلب العالم وأصبح "الشيخ حسنى"، نسبة للشخصية التى قام بها الفنان الكبير محمود عبد العزيز، الشخصية الوحيدة التى نافست "سى السيد" بطل ثلاثية نجيب محفوظ على شاشة السينما، وذلك رغم ما فيها من تيه لكنها فى الوقت نفسه ممتلئة بحب الحياة، ورغم أن الهزائم تنهى أحلامها لكنها شخصية لا تيأس فهى دائما ترى الأمل واضحا فى نهاية الطريق.
وشخصية الشيخ حسنى عبرت عن الحالة النفسية للشعب المصرى فى فترة ما، فقد رأى المصريون أنفسهم فيه فهو يخدع نفسه أحيانا حتى يستطيع تحمل الحياة يريد أن يقنع العالم أنه باع البيت من أجل مستقبل ابنه وهو فى الحقيقة باعه من أجل اللاشىء ومن من لا يفعل ذلك من من يعترف بأنه ضاع فى اللاشيء.
وفى كتابه "شىء من هذا القبيل" وتحت عنوان "وصل ما انقطع" يتتبّع إبراهيم أصلان مصائر الشخصيات الحقيقية لروايته "مالك الحزين"، وعن الشيخ حسنى يقول "كان الطالب الأول فى معهد الموسيقى العربية، كان يعشق عبد الوهاب ويحفظ المواعيد التى تبثّ خلالها الإذاعات أغنياته، وكان يعمل مدرّساً للموسيقى، لكنّ إدمانه "للمسائل" وعدم اهتمامه بمظهره جعل إدارة المدرسة تتخلّى عن خدماته وتطلب منه أن يرسل شخصاً فى أول كل شهر لقبض مرتّبه.