ربما أدركنا برودة الطقس فى مصر هذا الشتاء عندما انخفضت درجة الحرارة بشطل ملحوظ، البعض تزمجر والبعض أصابه المرض، لكن ماذا لو وصل بك الحال إلى الإقامة فى درجة حرارة من الممكن أن تصل إلى 60 درجة مئوية تحت الصفر، بالطبع لن تتحمل وستقف الحياة، لكن فى مدينة "ياقوتيا" الروسية ستجد ذلك وأكثر والحياة مستمرة.
وفقا لموقع "سبوتنيك"، فإن السكان يتوجهون خلال فصل الخريف إلى نهر لينا الموجود شرق المدينة لتقطيع الجليد هناك إلى مكعبات كبيرة من أجل تخزينها خارج منازلهم، وجميع السكان بدون استثناء يقومون بهذا العمل من أجل تذويبها خلال فصل الشتاء واستخدامها كمياه شرب، نظرا لأن مياه الصنابير تتجمد بفعل انخفاض درجات الحرارة، الضباب لا يسمح برؤية المبانى أو الشوارع أو الناس، لكن عندما يتحسن الطقس وينجلى الضباب فيمكن رؤية الملابس الأنيقة التى ترتديها الفتيات فى تلك المناطق، التى تتمثل بالمعاطف المصنوعة من الفرو الطبيعى المزين بالخرز والجلد والخرز اللماع، وترتدى الفتيات أحذية خاصة تسمى "أونتى"، مصنوعة من جلد حيوان الرنة، ويتم أيضا تزيينها بالخيوط اللامعة والخرز والزخرفة، وسيظن الكثيرون أن ذلك قسوة بحق الحيوان، لكن فى الواقع من المستحيل البقاء على قيد الحياة دون ذلك.
درجات الحرارة فى ياقوتيا، من الممكن أن تجعلك تقيم لعدة ساعات فى المستشفى إذا نسيت ارتداء قفاز اليد، حيث من الممكن الإصابة بمرض يطلق عليه "عضة اليد"، ينتج عن تعرض الأطراف إلى برودة قاسية، وهذا المرض يؤدى إلى تلف الجلد والأنسجة وفقدان الشعور بالأطراف.
من الصعوبات التي تواجه أهل المدينة، هو دفن الميّت، حيث يستغرق حفر القبر فى التربة المتجمدة من يومين إلى أربعة أيام، ويتم ذلك عبر إشعال النار ووضع الفحم فوقها، وبعد عدة ساعات يزاح الجمر جانباً وتزال طبقة من الجليد إلى حين الوصول إلى عمق مترين تحت التربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة