عندما رحل زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو من ريال مدريد في نهاية موسم 2017-18 ، كان اللوس بلانكوس لا يعرف كيف ستسير الأمور، ووعد خليفة زيدان، جوليان لوبيتيجى، باستمرار ثبات مستوى الفريق، ولكن هذا الوعد لم يرق إلى مستوى التوقعات، ليتم إقالته ويتم تصعيد سانتياجو سولاري مدرب فريق ريال مدريد الثاني ليحل محل لوبيتيجي لكنه فشل أيضًا، في نهاية المطاف أجُبر رئيس النادي فلورنتينو بيريز على إعادة زيدان مرة أخرى.
كاسيميرو أهم لاعب في ريال مدريد هذا الموسم
خلال 10 أشهر لم يكن زيدان مدربا للفريق الذي فاز بدوري أبطال أوروبا أربع مرات في خمس سنوات منذ عام 2014، وتحطمت وثقة اللاعبين بأنفسهم، كان كبار اللاعبين وقتها مثل مارسيلو وسيرجيو راموس ورافائيل فاران وكريم بنزيما وكاسيميرو وجاريث بيل لديهم ضعف كبير في الثقة بالنفس، وقفوا وقتها كمتفرجين عندما تعرض الفريق لخسارات فادحة أمام أياكس وبرشلونة 4-1 و5-1، وكذلك أمام فرق الوسط بجدول الليجا، وتبددت عندها تبددت عقلية الفوز لدى لاعبي الريال، وكان واضحا بعدها أن زيدان عاد إلى نقطة الصفر واضطر إلى إعادة بناء الفريق بأكمله.
ويبدو أن ريال مدريد عاد مع زيدان هذه المرة أيضا، فقد قفز ريال مدريد إلى قمة الدوري الاسباني بفارق 3 نقاط عن برشلونة بعد 21 جولة، وفي دوري أبطال أوروبا ريال مدريد حاليا في مرحلة دور الـ16 ومرشح بقوة للفوز على مانشستر سيتي المتراجع هذا الموسم والتأهل إلى الدور ربع النهائي، لقد بدأ الفريق بالفعل يستعيد الثقة بعد العودة لمنصات التتويج من بوابة كأس السوبر الإسباني بعد الفوز على أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح بالسعودية فى منتصف الشهر الجاري.
ونظرا لتلك النتائج في الفترة الأخيرة، فقد عاد لاعبو ريال مدريد لإحياء أنفسهم من جديد بفضل مدربهم زين الدين زيدان.. ولكن كاسيميرو يقف بعيدا عن السقوط والنهوض الى مر به الفريق.
كاسيميرو.. الجندي المجهول
جماهير ريال مدريد لا كاسيميرو.. لا فرحة
قطع كاسيميرو إجازته الصيفية مطلع الموسم الجاري، رغم الإجهاد الكبير الذى تعرض له مع البرازيل في بطولة كوبا أمريكا، وفي الوقت الذى يعرف عن زيدان أسلوبه في المداورة بين اللاعبين، إلا أن كاسيميرو لم خارج تلك الحسابات، لقد خاض أكبر عدد من المباريات في جميع المسابقات، مما يدل على مدى أهميته بالنسبة للفريق.
إنه لاعب خط وسط "بوكس تو بوكس" يعمل بلا كلل أو ملل، تتمثل مهمته في تتبع الكرة واستعادتها عندما يفقد الريال حيازتها، ومن ثم تمريرها إلى أحد زملائه والدخول إلى منتصف ملعب الخصم للحصول على الإنتشار العددي في الثلث الأخير، يتفوق كاسيميرو فى هذا الأمر، ووفقًا لموقع "هو سكورد" فإنمتوسط الأداء الدفاعي لكاسيميرو في كل مباراة يبلغ 3 قطع للكرة ، واعتراضين و 2.5 تنظيف لمنطقة الجزاء، وهذا يدل على قدرته على قراءة اللعبة ومطاردة الخصوم، ويعتبر اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا أحد أفضل لاعبي خط الوسط الدفاعيين في أوروبا، حيث سجل ثلاثة أهداف وقدم تمريرة حاسمة في الدوري.
إذا كنت تريد معرفة أهمية كاسيميرو بالنسبة لفريق ريال مدريد، عليك مشاهدة مباراة واحدة فقط هي مباراة الكلاسيكو الأخيرة أمام برشلونة، حيث ركض تقريبا على كل قدم في عشب الملعب وكان قويًا حقيقيًا.
دوره التكتيكي
من الناحية التكتيكية، تتطابق عقليته مع أسلوب زيدان وهذا يخلق خط وسط غير قابلة للإختراق، تزداد قوة المدافعين عند الريال عندما يلعب أمامهم كاسيميرو، وعندما يغيب يصبح الدفاع ضعيفًا ويخلق مساحة كبيرة لمهاجمي الخصم فى استغلالها، وجوده امام الدفاع يقلل من هجمات الخصم، ذكائه فى المباريات يسمح له بمعرفة متى يركض ومتى لا، ومؤخرا لم تعد المباريات بالنسبة له عبئا في المسئوليات الدفاعية، وذلك بفضل نمو فديدريكو فالفيردي، وأدى ذلك إلى نموه الهجومي في الفترة الأخيرة، عندما قاد اللوس بلانكوس للفوز على إشبيلية 2-1 وقد سجل الثنائية ليقود الفريق لـ3 نقاط مهمة.
لاعب الوسط البرازيلي كان رمانة الميزان في خط الوسط خلال فترة زيدان الأولى في ملعب سانتياجو بيرنابيو، وقد عاد ليكون لاعب الوسط المهاري في فترته الثانية ليثبت رجل ساو باولو السابق أنه أفضل من يمثل النادي في الوقت الحالي.
ومع ذلك، هناك تحديات مثيرة أمام الفريق المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا 13 مرة، فمع الإنتقال إلى الدور الثاني من موسم الدوري الاسباني، أصبحت المهمة صعبة 3 أضعاف على زيدان ورجاله، ولكن جماهير اللوس بلانكوس لم تفقد الأمل، واستنادًا إلى إنجازات زيدان السابقة، لا يوجد شيء مستحيل.. ويتعلق الكثير من تلك الآمال بشكل كبير على قدرات كاسيميرو.
