ـ بغداد تستنكر اغتيال قائد عراقى في الهجوم.. والإعلام العالمي يحذر من التصعيد
لقى قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيرانى، وأبو مهدى المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وعدد من قيادات الحشد الشعبى، فى قصف استهدف موكبهم فى العراق.
من جانب آخر، قال الحشد الشعبى العراقى إن خمسة من أعضائه واثنين من "الضيوف" قتلوا فى ضربة جوية استهدفت سياراتهم داخل مطار بغداد الدولى.
بدوره أدان رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى بأقصى درجات الإدانة والاستنكار إقدام الادارة الأمريكية على عملية اغتيال أبى مهدى المهندس وقاسم سليمانى وشخصيات عراقية وإيرانية أخرى.
وأكد عبد المهدى، فى بيان صحفى، أن اغتيال قائد عسكرى عراقى يشغل منصبا رسميا يعد عدوانا على العراق دولة وحكومة وشعبا، وإن القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية يعد خرقا سافرا للسيادة العراقية واعتداء صارخا على كرامة الوطن وتصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم.
واتهم عبد المهدى الإدارة الأمريكية بخرق فاضح لشروط تواجد القوات الأمريكية في العراق ودورها الذي ينحصر بتدريب القوات العراقية ومحاربة داعش ضمن قوات التحالف الدولي وتحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية.
ووجه عبد المهدى إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب العراقى استنادا إلى أحكام المادة (58) من الدستور من اجل تنظيم الموقف الرسمى العراقى واتخاذ القرارات التشريعية والاجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وامنه وسيادته.
إلى ذلك، دعا حسن الكعبى النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقى لعقد جلسة برلمانية طارئة السبت تخصص لمناقشة الاعتداء الامريكي السافر الذي راح ضحيته قاسم سليماني واأو مهدي المهندس وعدد من القيادات الآخرى.
بدورها اعتبرت كتلة سائرون النيابية فى العراق، أن امريكا اقترفت جريمة جديدة واعتداء سافر على السيادة العراقية، داعية الى جلسة طارئة للبرلمان يوم غد.
فيما أعرب زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، عن تعازيه باغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، فيما وجه اتباعه فى "المقاومة العراقية" المتمثلة بـ"جيش المهدى" و"لواء اليوم الموعود" إلى أن يكونوا باستعداد تام لحماية العراق.
فيما نقل تلفزيون المنار عن الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله قوله الجمعة إن جماعته ستواصل السير على نهج الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى بعد مقتله فى ضربة جوية أمريكية.
ونسبت القناة إلى نصر الله قوله إن الولايات المتحدة لن تستطيع تحقيق أى من أهدافها بهذه "الجريمة الكبيرة" مضيفا أن القصاص العادل سيكون مسؤولية كل المقاومين.
وفى سياق متصل قالت وسائل اعلام إيرانية أن إجراءات نقل الجثمان إلى طهران جارية.
بدوره عين المرشد الإيرانى آية الله علي الخامنئي، العميد اسماعيل قاني قائدا لفيلق القدس خلفا للجنرال قاسم سليماني، ووفقا لوكالة تسنيم فان قانى شغل منصب نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى.
وأكد خامنئى على أن فيلق القدس ونهجه لن يتغير عما كانت عليه وقت سليماني.
فيما قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن الضربة الجوية التي استهدفت قاسم سليمانى قد أثارت ردود فعل مختلفة بشكل هائل استنادا على التوجهات الحزبية داخل الكونجرس، ففى حين أثنى الجمهوريون على الرئيس دونالد ترامب، أعرب الديمقراطيون عن مخاوفهم بشأن مدى قانونية الهجوم وعواقبه.
كان البنتاجون قد أكد فى بيان الجمعة، أن ترامب أمر بالضربة، وقال إن سليمانى كان يطور بشكل فعال خططا لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين بالعراق وعبر المنطقة.
وأضاف أن سليمانى ولواء القدس كانا مسئولين عن وفاة المئات من الجنود الأمريكيين والتابعين للتحالف وإصابة آلاف آخرين.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أنه بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، قامت قوات الجيش بعمل دفاعى حاسم لحماية الأفراد الأمريكيين من خلال قتل قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى.
أما وكالة بلومبرج، فقد ربطت قرار ترامب بشئون الداخل الأمريكى، وقالت إن اتخاذ هذا القرار فى العام الذى يسعى فيه الرئيس الأمريكى لإعادة انتخابه، وفى الوقت الذى يواجه فيه محاكمة العزل فى مجلس الشيوخ، قد أثار شكوك على الفور بين معارضيه بأن هذا القرار مسيس، فى الوقت الذى يحيط الغموض بالعواقب التى قد تمت إلى احتمال اندلاع حرب.
وأشارت الوكالة إلى أن ترامب فى عام 2011، اتهم الرئيس باراك أوباما بالتخطيط لحرب ضد إيران من أجل تأمين إعادة انتخابه لأنه ضعيف وغير كفء، على حد قوله فى هذا الوقت. لكن بعدما أصبح رئيسا، أظهر ترامب من خلال سحبه للقوات الأمريكية فى سوريا فى البداية ثم اغتيال سليمانى، أنه سيتصرف بالشكل الذى يعتقد أنه يحقق أفضل مصلحة لأمريكا حتى فى ظل عواقب محتملة لا يستطيع هو أو مستشاروه أن يتنبأوا بها بشكل واثق على الإطلاق.
من جانبها، وصفت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية اغتيال سليمانى بأنه قد يكون التصعيد الأكثر دراماتيكية فى صراع الشرق الأوسط منذ حرب العراق.
وقالت المجلة إن الإعلان عن اغتيال سليمانى جاء بعد يوم من مهاجمة أنصار جماعة عراقية مدعومة من إيران لمقر السفارة الأمريكية فى بغداد، والتى اعتبرت انتقاما من طهران على ضربات جوية أمريكية سابقة قتلت 25 من مقاتلى كتائب حزب الله العراقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة