يعزز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب موقعه فى الانتخابات الأمريكية المقبلة، المقرر موعدها فى نوفمبر المقبل، بفضل تخليص بلاده والعالم من أبرز رؤوس الإرهاب فى الشرق الأوسط، ولم يتوانَ ترامب، الذى يقترب من ولايته الثانية فى البيت الأبيض، عن توجيه الضربات الناجحة لقيادات الإرهاب بداية من زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبوبكر البغدادى، وانتهاء بأبرز إرهابيى إيران قاسم سليمانى وأبو مهدى المهندس وغيرهما.
وفيما يبدو أن ترامب يسير على خطى أسلافه بوش وأوباما، فإن توقيت مقتل هؤلاء الإرهابيين يشبه توقيت عملية قتل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، فى مايو 2011، الذى كان أيضًا عامًا انتخابيًا مهمًا للرئيس السابق باراك أوباما، والذى استغل مقتل بن لادن للفوز بفترة رئاسية ثانية عام 2012، كذلك الأمر نفسه حدث مع الرئيس جورج بوش، الذى أعلن فى عهده مقتل زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوى، عام 2006.
أبو بكر البغدادى.. ترامب يخلص العالم من الإرهابى الأكبر
وفيما يتعلق بإدارة ترامب، فإن أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى، ظل لسنوات هدفاً للولايات المتحدة، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار للحصول على معلومات تؤدى للقبض عليه، حتى أعلن ترامب مقتله فى 31 أكتوبر 2019 فى غارة أمريكية، والغارة التى نفذها ما لا يقل عن 50 من قوات العمليات الخاصة كانت نتيجة معلومات استخباراتية جمعتها وكالة الاستخبارات المركزية والقوات الكردية والعراقية.
وحاول الرئيس ترامب الاستفادة مبكرًا من مقتل زعيم داعش وتوظيفه، عندما بدأ منسقو حملته الانتخابية بالتحرك سريعا، موضحين المهمة التى أدت لمقتل زعيم داعش كعلامة على وجود قيادة قوية، وحينها، قال ترامب، خلال كلمة أمام قادة الشرطة فى شيكاغو عقب مقتل زعيم تنظيم داعش: "وضعت الولايات المتحدة الليلة الماضية الإرهابى رقم واحد فى العالم أمام العدالة، قتل أبو بكر البغدادى مؤسس وزعيم داعش، الولايات المتحدة بحثت عن البغدادى على مدار سنوات".
وفى غضون ساعات من إعلان ترامب، بعثت حملة إعادة انتخابه، رسائل نصية قصيرة تطلب من الأمريكيين تقييم أدائه الوظيفى والتبرع بالمال، وتقول إحدى الرسائل: "الرئيس نفذ العدالة فى زعيم الإرهاب رقم 1، ويحافظ على سلامة أمريكا، حان الآن القيام بالخطوة التالية"، كما بعثت حملته برسالة إلكترونية إلى مؤيديه جاء فيها "تحت القيادة القوية لقائدنا الأعلى، قتل أبو بكر البغدادى زعيم داعش"، وقد شملت الغارة أيضًا مقتل أبو الحسن المهاجر المتحدث باسم تنظيم داعش الإرهابى، والذراع الأيمن لأبو بكر البغدادى.
غارة أمريكية تنهى حياة قاسم سليمانى وأبو مهدى المهندس
واستكمالًا للضربات الناجحة للإدارة الأمريكية، أودت غارة جوية شنتها الولايات المتحدة الأمريكية فى الساعات الأولى من صباح الجمعة، بحياة الإرهابيين قاسم سليمانى قائد مليشيا فيلق القدس، وأبو مهدى المهندس زعيم حزب الله العراق، قرب مطار بغداد.
وعلى الفور، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن الرئيس دونالد ترامب أمر بتنفيذ الضربة التى استهدفت الإرهابى قاسم سليمانى، وأضافت، فى بيان، أن الغارة الأمريكية التى استهدفت الإرهابى قاسم السليمانى وكبار قادة الحشد الشعبى جاءت لردع خطط الهجمات الإيرانية المستقبلية.
وأكد البيان، أن قاسم سليمانى كان يطور خططا لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين فى العراق والمنطقة، وتابع أن "قاسم سليمانى وافق على الهجوم على السفارة الأمريكية فى بغداد، وهو من وجه المحتجين بذلك"، وأوضح البنتاجون أن قاسم سليمانى وفيلق القدس كانا مسؤولين عن مقتل مئات الأمريكيين وقوات التحالف وإصابة آلاف آخرين.
ولم يكن الإرهابيان سليمانى والمهندس، فقط هما قتيلا تلك الغارة، فقد أكد مسؤول أمنى عراقى، أن الغارة أمريكية أسفرت عن مقتل 6 أشخاص آخرين، وأضاف المسؤول أن "الغارة أسفرت أيضا عن مقتل قيادات مليشيا حزب الله، ومحمد الشيبانى (حزب الله العراق)، ومحمد رضا الجابرى (حزب الله العراق)، وحسن مقاومة (حزب الله العراق)، وأبو مهدى المهندس، هو جمال جعفر محمد على آل إبراهيم، ويتولى منصب نائب رئيس الحشد الشعبى فى العراق، ويبلغ من العمر 66 عاما، وذلك وفقًا لتقرير نشرته "العين الإخبارية".
أما "فيلق القدس" بالحرس الثورى الإيرانى، فقد أعلن، اليوم الجمعة، عن مقتل 4 ضباط عسكريين إيرانيين كانوا يرافقون قائد الفيلق قاسم سليمانى، الذى لقى مصرعه فى القصف الأمريكى بالقرب من مطار بغداد، وأفاد مراسل شبكة "روسيا اليوم"، بأن الضباط هم، اللواء فى "الحرس الثورى" حسین جعفری نیا، والعقيد فى "الحرس الثورى" شهرود مظفری نیا، والرائد فى "الحرس الثورى" هادى طارمى، والنقيب فى "الحرس الثورى" وحید زمانیان.
قيادات حركة الشباب الصومالية هدفا للقوات الأمريكية فى أفريقيا
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أسفرت عدة ضربات جوية أمريكية ناجحة فى القضاء على العشرات من قيادات وأفراد حركة الشباب الإرهابية فى الصومال، أبرزهما الضربتان اللتان استهدفتا قياديين بارزين فى الحركة فى 2 و10 ديسمبر الماضى.
وأعلنت قيادة القوات الأمريكية فى أفريقيا "أفريكوم" عن الغارتين اللتين شنتهما طائرات أمريكية بدون طيار على قاعدة لحركة الشباب الإرهابية فى إقليم جوبا الوسطى بولاية جوبالاند جنوبى الصومال.
ومنذ بدء تمرد حركة "الشباب" قبل 10 سنوات، قتلت الحركة آلافا من الصوماليين ومئات من المدنيين فى شرق أفريقيا، وعلى الرغم من طرد الحركة من مقديشو فى عام 2011؛ لا تزال تحظى بحضور قوى فى بعض مناطق الصومال.
جمال البدوى.. أبرز قيادات القاعدة باليمن قتل فى غارة أمريكية
وفى اليمن، وتحديدًا فى 4 يناير 2019، قتل القيادى البارز بتنظيم القاعدة الإرهابى جمال البدوى، بغارة لطائرة بدون طيار أمريكية فى محافظة مأرب شرقى اليمن، إضافة إلى 2 من مرافقيه، ويعد القيادى البدوى من أبرز المتهمين بالمشاركة فى الهجوم على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" فى ساحل أبين بعدن عام 2000.
وخسرت الولايات المتحدة فى ذلك الهجوم الإرهابى الأبرز باليمن، 17 بحاراً، فيما أصيب 30 آخرون كانوا على متن المدمرة كول التى تم سحبها بعد ذلك من السواحل اليمنية لمعالجة الأضرار عدة سنوات، قبل أن تعود لذات المهمة والتصدى للإرهاب خلال العامين الماضيين.
وعلى مدار عقدين ماضيين، كان البدوى أحد أبرز الإرهابيين المثيرين للجدل داخل اليمن، حيث استطاع الفرار من سجن المخابرات لثلاث مرات متتالية، حيث كانت الأولى فى عدن والأخريان فى العاصمة صنعاء.