قال محمد محمود فرغلى صاحب واقعة قطار الإسماعيلية، والمعروف إعلاميا بالاب الشجاع، والذي ظهر فى فيديو على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، وهو يحتضن نجلته أسفل قطار بضائع، أنه لم يقوم بعمل بطولى أثناء محاولة إنقاذ نجلته خديجة، ولكن كان هذا رد فعل طبيعي وسريع لأى أب فى موقفه، فأنا شاهدت نجلتي تتعرقل داخل القطار وسقطت أسفلة، وبدون تردد نزلت أسفل القطار وهو يتحرك فصدمنى من الخلف فسقطت وأخذت خديجة بالحضن، وظليت اردد لها، "ماتخفيش ماتخفيش أنا معاكى أنا معاكى".
وتابع الأب الشجاع قائلا:"أعمل مدرس فى سيناء منذ 18عام ومستقر أنا وزوجتى وولادى خديجة بالثالث الإبتدائى وعمر، وكريم بالفرقة الثانية بكلية الصيدلة، عبد الرحمن محمد، بالصف الأول الثانوى وفاطمة الزهراء بالصف الثانى الإعدادى، وبعد انتهاء العام الدراسي قررنا النزول إلى قريتنا صدقا التابعة لمركز تمى الأمديد مسقط راسنا بالدقهلية، لقضاء إجازة نصف العام مع عائلتنا، وقرر الأولاد استقلال القطار كنوع من أنواع الفسحة، ولظروف خارجة عن إرادتنا، تأخرت أكثر من ثلاثة ساعات فى الطريق، وأثناء سيرنا لاستقلال القطار انزلقت قدم خديجة، وحدث ما تم مشاهدته.
وكان قال الأب فى حوار لـ"اليوم السابع": أشكر الله أن كتب لى عمرا جديدا ولم يشاهدنى أبنائى وأنا اتقطع لأشلاء مع صغيرتى خديجة التى افتديتها بعمرى من أجل أن تعيش، بهذه الكلمات بدأ صاحب القلب الشجاع "محمد محمود فرغلى"، الأب الذى افتدى ابنته بنفسه، لينقذها من الدهس تحت عجلة القطار بعد وقوعها من يده من على رصيف المحطة بالاسماعيلية وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديو يظهر الواقعة بتفاصيلها قبل أيّام .
الأب الذى يعانى حالة نفسية وصفها بالصعبة بعد أن أنقذه الله من الموت، قال فى أول ظهور له بعد الواقعة، في تصريحات انفرد بها اليوم السابع، أن الواقعة حدثت وهو فى طريق سفره من مدينة بئر العبد بشمال سيناء لمحافظته الدقهلية برفقة زوجته وأبنائه الأربعة، لافتا إلى أنه يعمل مدرس مجال صناعى فى مدرسة أبوشلة بشمال سيناء، ويقيم فى مدينة بئر العبد، وإنه من أبناء محافظة الدقهلية، وكان فى طريقه لقضاء أجازة نصف العام الدراسى مع اسرته فى أرياف المنصورة .
وأضاف أن ماحدث له يفوق الخيال، حيث كان على رصيف المحطة ينتظر وحوله أسرته وحاجياتهم، وفجأة انزلقت ابنته الطالبة فى الصف الخامس من على حافة الرصيف ووقعت على شريط السكة، ولم يتمالك نفسه واندفع ليحميها .
وتابع أن القدر كتب لهم عمرا جديدا، حيث شاء الله أن يندفعا سويا بجانب الشريط الحديدي ويمر القطار من جانبهم وسط هتافات الناس للسائق الذى لم يتوقف .
واستطرد أنه بعد لحظات تأكد من سلامته، فلم يصدق، فهو رأى الموت بعينه وكان فى جزء من ثانية التفكير التى سبقت سرعة اندفاعه لإنقاذ ابنته يظن انها النهاية وانه سيتحول لأشلاء .